هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا لأستاذ الاقتصاد المساعد السابق، كارل سميث، يقول فيه إن كلا من الكونغرس والبيت الأبيض متفقان على الدفع المباشر للمواطنين بصفة ذلك جزءا محوريا للتحفيز، مشيرا إلى أن آخر خطة هي إرسال صكوك قيمتها 1200 دولار، لكنهم منقسمون حول وجوب اختلاف تلك الدفوعات بحسب دخل الفرد، وحجم العائلة وعوامل أخرى.
ويستدرك سميث في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، قائلا إن "هذه جدلية لا طائل منها، وتستغرق وقتا في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الأمريكي، فيجب أن تقوم واشنطن ببساطة بدفع مبالغ متساوية للأمريكيين كلهم الآن، وتترك الخلافات الأيديولوجية لوقت لاحق".
ويقول الباحث، إن "فيروس كورونا هو تحد فريد سيتطلب تدخلا حكوميا متعدد الأوجه، وتحفيز الاقتصاد هو أداة واحدة فقط، ويجب أن يكون هدفها واحدا، وهو حماية الاقتصاد من تداعيات سياسات التباعد الاجتماعي الضرورية للحد من انتشار الفيروس".
ويفيد سميث بأن "هذه السياسات تولد ضغوطا اقتصادية على نطاق قد يجعل من الركود العظيم ضئيلا، وإلى الآن، فإنه أصاب قطاعات تجارة التجزئة والمطاعم والسفريات والضيافة، لكن الأسواق المالية تتراجع لأن المستثمرين يدركون أن التداعيات ستؤثر على جوانب الاقتصاد الأمريكي كله".
ويرى الكاتب أنه "لذلك، فإن على الكونغرس التصرف بسرعة، وجزء من المحفزات موجه مباشرة لمساعدة العائلات، ومن المستحيل المعرفة مقدما أي العائلات ستتأثر أكثر بالفيروس والتداعيات الناتجة عنه وإلى أي درجة، ولذلك فإن المساعدات البسيطة التي يتم بموجبها إرسال صكوك بمبالغ متساوية للأمريكيين كلهم، هي أسهل طريقة وأكثرها فعالية".
ويؤكد سميث أن "هناك معارضة لإرسال الصكوك لعائلات غنية لا تحتاج إليها، لكن هذه المخاوف لا مبرر لها لأسباب عدة:
-أولا، تحديد من يمكن أن يحسب غنيا مسألة خلافية تعتمد على جدليات تاريخية حول المستوى الأمثل لإعادة توزيع الثروة في المجتمع، وهذه المسائل لن يتم الاتفاق عليها خلال الأيام القليلة القادمة، ويجب على الكونغرس ألا يحاول ذلك، فإن فعل ذلك فإنه سيبطئ العملية ويخاطر بالمزيد من المعاناة الاقتصادية.
-ثانيا، أي شخص يصل إليه صك ويشعر بأنه ليس بحاجة له، فله الحرية أن يتبرع به لجهود مكافحة تفشي الفيروس، وإن قام ملايين الأمريكيين بالتبرع بصكوكهم، فإنه سيكون من الممكن أن يكون التمويل هادفا بشكل ليس بإمكان الحكومة الفيدرالية القيام به، وذلك لأن أعضاء أي مجتمع محلي هم أدرى باحتياجات مجتمعهم".
ويبين الباحث أنه "لتشجيع هذا النوع من التبرع الهادف، فإنه يمكن للمؤسسات الخيرية والأشخاص الأثرياء أن يعدوا بدفع مثل تلك الصكوك المتبرع بها، ولن يشجع هذا المزيد من الناس للتبرع فقط، لكنه سيضاعف أثر التبرعات الهادفة أيضا".
ويجد سميث أنه "يمكن تشجيع الأشخاص للتبرع بصكوكهم من خلال حملة (هاشتاغ تبرع بصكك) على منصات التواصل الاجتماعي، ويمكن لأعضاء الكونغرس توسيع الحملة، فجهد ضخم مثل هذا يمكنه أن يولد عشرات، وربما مئات المليارات، كمساعدات هادفة بشكل مباشر تقريبا".
ويقول الكاتب، "إن كان هذا يبدو متفائلا جدا بالنسبة لك، وإن فشلت فكرة التبرعات على نطاق واسع، فإن بإمكان الكونغرس استعادة الأموال التي دفعت للعائلات الغنية بجعل تلك الصكوك قابلة للضريبة، أو حسابها جزءا من المصاريف التي تقدمها تلك العائلات في حساباتها لمصلحة الضرائب، وبعد الأزمة هناك وقت طويل لمناقشة ممن يجب استعادة الصكوك، وكم هي المبالغ التي يجب استعادتها".
ويختم سميث مقاله بالقول: "حتى لو قامت حملة (هاشتاغ تبرع بصكك)، فإن ذلك لن يكفي لحل أزمة السيولة، ولذلك فإن على الكونغرس القيام بالتأكد من أن العاطلين عن العمل لديهم ما يكفيهم من المساعدات، وأن بإمكان الأعمال المختلفة الاستدانة، لكن عندما يتعلق الأمر بالدفوعات الشخصية، فإن على الكونغرس أن يبقي الأمر مبسطا وشاملا وسريعا، أعطوا الشعب الأمريكي فرصة ليظهروا إيثارهم وحكمتهم في وقت هذه المحنة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)