هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي فرض به فيروس "كورونا" حصارا وإغلاقا على العديد من دول العالم، يسعى الشعب الفلسطيني لإبداع حلول من أجل تجاوز المعيقات، واستمرار سيرورة الحياة اليومية، رغم الإجراءات الاحترازية التي أوجبها الخوف من تفشي الفيروس.
ومن بين تلك
الحلول، كان إطلاق مبادرة رقمية لضمان استمرار طالبات بغزة في مجال حفظ وتثبيت ومراجعة
القرآن الكريم.
وأوضحت محفظة مركز السلام لتحفيظ القرآن الكريم، التابع لوزارة
الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، هدى حسن زينو (37 عاما)، أنه مع تعليق عمل المدارس،
وما تبعه من قرار الأوقاف إيقاف عمل حلقات تحفيظ القرآن في المساجد، قدمت مشرفة
التحفيظ شريفة الدلو، "مبادرة جميلة، بأن يتم تطويع وسائل التواصل الاجتماعي
والوسائل التكنولوجية المتاحة، في متابعة طالبات مركز التحفيظ".
ونوهت زينو، خلال حديثها عن المبادرة لكاميرا "عربي21"،
أن مراكز التحفيظ تحتوي على طالبات من جميع الأعمار، وأن الالتزام بها يتم بشكل يومي،
مشيرة إلى أنها في البداية، لم تكن تعرف مدى التجاوب من الطالبات، ومدى سهولة متابعة هذه العملية.
وذكرت المحفظة التي تقيم في مدينة غزة، وتحمل شهادة البكالوريوس في
الهندسة الصناعية، أنها قامت بإنشاء مجموعة على تطبيق "واتس أب"، وأدرجت عشرات الطالبات، ووضعت آلية عمل واضحة لمتابعة حفظ الطالبات، وتمكينهم مما سبق
حفظه.
وأعربت عن سعادتها بتمكنها عبر استخدام هذه الطريقة الرقمية، من
متابعة طالباتها واستمرار حفظهم للقرآن الكريم، حيث وثقت كاميرا "عربي21"
قيامها باختبار حفظ الطالبات عن بعد، وتقويم وتحسين أدائهم.
ونبهت زينو إلى أن هذه الطريقة الرقمية، التي لا تخلو من بعض المشاكل، أثارت المنافسة بين الطالبات، وخلقت لديهن الحافز لتحسين أدائهن، متحدثة عن بعض
المواقف الطريفة التي وقعت معها في بداية المبادرة التي أطلقت أمس الأربعاء.
وأكدت أنها ستعمل على استثمار هذه العملية الإلكترونية بعد العودة
إلى المساجد، في متابعة حفظ بعض السيدات من: كبار السن، وطالبات الجامعات، وربات
البيوت، ممن ليس لديهم القدرة على القدوم إلى حلقة التحفيظ في المسجد.