صحافة دولية

ضحايا العنف المنزلي يبحثون عن مخرج بعد "الحجر" بسبب كورونا

أفادت المجلة بأن عمليات الحجر الإلزامي بسبب كورونا انعكست سلبا على النساء اللواتي يعانين من العنف المنزلي- جيتي
أفادت المجلة بأن عمليات الحجر الإلزامي بسبب كورونا انعكست سلبا على النساء اللواتي يعانين من العنف المنزلي- جيتي

نشرت مجلة "تايم" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن الانعكاسات السلبية للحجر الصحي الذي يمكن أن يساهم في انتشار ظاهرة العنف المنزلي وزيادة عدد ضحاياه.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إحدى ضحايا العنف المنزلي أخبرت مفوض الخط الساخن الوطني للعنف المنزلي أن زوجها الذي يعاني من أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا لم يسمح لها بمغادرة المنزل بعلة خشيته من نقل العدوى إلى الخارج أو جلب فيروس كورونا إلى البيت، غير أنها شعرت بأنه يفعل ذلك قصد عزلها ليس إلا.

وذكرت المجلة أن المعتدي هددها برميها في الشارع في حال بدأت في السعال، وما ينفك يخبرها بأنها "قد تموت بمفردها في غرفة المستشفى". كما أنها تتجنب الخروج خوفا من أن يحرمها زوجها من الدخول إلى المنزل مرة أخرى.

وأفادت المجلة بأن عمليات الحجر الصحي الإلزامي للحد من انتشار فيروس كورونا قد انعكست سلبا على النساء اللواتي يعانين من العنف المنزلي، وذلك لأنهن مجبرات على البقاء في منازلهن مع الأزواج المعتدين، والانعزال عن الناس والوسائل التي يمكن أن تساعدهن.

 

وحسب الخط الساخن الوطني للعنف المنزلي، فإنه في ظل ظهور 5218 حالة مصابة في الولايات المتحدة، تزايد عدد المتصلين الذين يشتكون من المعتدين الذين يستخدمون فيروس كورونا كوسيلة لزيادة عزل ضحاياهم عن أصدقائهم وعائلاتهم.

 

اقرأ أيضا: إليك بعض الأنشطة لمكافحة الملل أثناء الحجر الصحي

في هذا الصدد، قالت كاتي راي جونز، الرئيسة التنفيذية للخط الساخن الوطني للعنف المنزلي، لمجلة "تايم"، "إن الجناة يهددون بإلقاء ضحاياهم في الشارع قصد إصابتهم بالوباء، كما يحرمونهم من الموارد المالية أو المساعدة الطبية".

وأوردت المجلة أنه من أوروبا إلى آسيا، وُضع ملايين الأشخاص تحت الحجر الصحي، حيث أصاب الفيروس التاجي أكثر من 183 ألف شخص. لكن أنيتا باتيا، نائبة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، أخبرت "تايم" بأن "الإجراء المتبع لحماية الناس من الفيروس يمكن أن يؤثر بشكل سيء على ضحايا العنف المنزلي". وأوضحت باتيا أنه "بينما ندعم الحاجة إلى اتباع هذه الإجراءات للتباعد والعزل الاجتماعي، فإننا ندرك أيضا أنها توفر فرصة للمعتدين لإطلاق العنان لممارسة المزيد من العنف على ضحاياهم".

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن واحدة من كل ثلاث نساء في العالم تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي في حياتها، مما يجعله "الأكثر انتشارا ولكنه من بين أقل انتهاكات حقوق الإنسان المبلغ عنها". وفي أوقات الأزمات مثل الكوارث الطبيعية والحروب والأوبئة، يتصاعد خطر العنف المسلط على المرأة. ففي الصين، تضاعف عدد حالات العنف المنزلي المبلغ عنها للشرطة المحلية ثلاث مرات في شهر شباط/ فبراير جراء الحجر الصحي، مقارنة بالسنة الفارطة، حسب موقع "أكسيوس".

ونقلت المجلة عن راي جونز قولها: "نعلم أن العنف المنزلي متجذر في السلطة والسيطرة. في الوقت الحالي، نشعر جميعا بفقدان السيطرة على حياتنا، والفرد الذي لا يستطيع التعامل مع هذا الوضع سيسلط اضطرابه على ضحيته. وعلى الرغم من أن عدد حالات إساءة المعاملة قد لا يرتفع خلال أزمة فيروس كورونا، إلا أنه من المرجح أن يجد ضحايا العنف المنزلي أنهم يواجهون عنفا أكثر حدة، بينما لم يعد بإمكانهم الفرار بالذهاب إلى العمل أو مقابلة الأصدقاء".

وأشارت المجلة إلى أن الأزمة الحالية تجعل من الصعب على الضحايا طلب المساعدة. وفي الوقت الذي تجاهد فيه المرافق الطبية في جميع أنحاء العالم للتصدي لفيروس كورونا، حيث أصبحت الأنظمة الصحية مثقلة بالأعباء، يصبح حصول الضحايا على الرعاية الطبية أو المعالجين أكثر صعوبة.

بالنسبة للعديد من النساء، حتى الخوف من الإصابة بفيروس كورونا يمنعهن من التماس الرعاية الطبية بعد تعرضهن للاعتداء الجسدي. وفي كاليفورنيا، أبلغت مُتصلة على الخط الساخن الوطني للعنف المنزلي، تخضع للحجر الذاتي للحماية من فيروس كورونا نظرا لإصابتها بالربو، عن أن شريكها خنقها الليلة. وقد بدا أنها تعاني من بعض الإصابات الخطيرة حقا، لكنها تخشى الذهاب إلى غرفة الطوارئ خوفا من التقاط العدوى.

 

اقرأ أيضا: إليك نصائح غذائية أثناء الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا

وأوضحت المجلة أن العديد من الضحايا لم يعودوا قادرين على الالتجاء إلى بيوت آبائهم، خوفا من تعريض والديهم المسنين للفيروس. وبالنسبة للبعض، قد تحد قيود السفر من قدرتهم على البقاء مع أحبائهم. كما قد تكون ملاجئ النساء مكتظة خلال هذه الفترة أو قد تغلق أبوابها إذا تم اعتبار خطر العدوى مرتفعا جدا.

وفي ظل توجه الاقتصاد العالمي نحو الركود جراء الوباء، فإن ترك العلاقات المسيئة لا يعد حلا مطروحا. وأكدت راي جونز أن ترك شريك مسيء غالبًا ما يستلزم توفير المال سرًا، والذي سيكون أكثر صعوبة إذا بدأ الضحايا في فقدان وظائفهم. وفي ظل الركود، قد تنخفض الميزانية المخصصة للعديد من الخدمات الاجتماعية المقدمة لضحايا العنف المنزلي. وأضافت راي جونز "نتوقع أن تتأثر جهودنا الخيرية حقا، وسيكون من الصعب جمع التبرعات".

وفي الختام، خلصت المجلة إلى أن المدافعين عن ضحايا العنف المنزلي قالوا إن الضحايا الذين لم يخضعوا للحجر الصحي بعد يجب عليهم طلب المساعدة على الفور. وفي الوقت نفسه، تقوم منظمات العنف المنزلي مثل الخط الساخن الوطني للعنف المنزلي بتطوير استراتيجيات جديدة لدعم الضحايا.

التعليقات (0)