ملفات وتقارير

مبادرة ليبية تطالب بمواجهة "كورونا" بدلا من الصراع العسكري

المبادرة تطالب بتوحيد الجهود لمواجهة كورونا ونبذ الحرب- جيتي
المبادرة تطالب بتوحيد الجهود لمواجهة كورونا ونبذ الحرب- جيتي

طالب ناشطون ليبيون أطراف الصراع بإيقاف الحرب وتوحيد الجهود لمواجهة وباء "كورونا" المستجد، معتبرينها الحرب الوحيدة المطلوبة الآن، بدل الصراع العسكري القائم بين الأطراف المتنازعة على الساحة، ما طرح تساؤلات عن مدى نجاح هذه الخطوة خاصة أن أغلب المؤسسات الليبية غربا وشرقا اتفقت على مواجهة هذا الفيروس.


وأطلق عدة ناشطون من مختلف المدن الليبية حملة تحت عنوان "مبادرون" رافعين شعار "حرب كورونا أولى" يطالبون طرفي النزاع هناك بضرورة إيقاف الحروب العسكرية وتوحيد المؤسسات من أجل مواجهة هذا الوباء الجديد، خاصة مع تراجع مستوى الصحة في ليبيا.


حراك رسمي

 
من جهتها، أعلنت حكومة الوفاق الليبية حالة الطوارئ والتعبئة في أنحاء البلاد، في خطوة تشمل إغلاق الحدود البرية والمنافذ الجوية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، كما عطلت الحكومة المدارس والجامعات ومنعت أية تجمعات وفرض إغلاق جبري على كل المقاهي في تمام الساعة الرابعة".


واتفقت الحكومة الموازية في شرق البلاد لأول مرة مع قرارات حكومة الوفاق وعطلت جميع المدارس والجامعات لديها، كما قررر اللواء الليبي، خليفة حفتر بإنشاء مستشفى خاص في مطار "بنينا" الجوي للكشف عن أية حالات عائدة إلى البلاد.

 

اقرأ أيضا: قوات حفتر تقصف أحياء سكنية في طرابلس (شاهد)

واستغل ناشطون هذا الاتفاق للمطالبة بوقف دائم للحروب هناك والبدء في توحيد وتنسيق الجهود لمواجهة حرب أكبر وهي "كورونا"، ليبقى التساؤل: هل تنجح المبادرة؟ وكيف سيتعاطى معها طرفي النزاع هناك؟.


النفط لمواجهة الوباء


عضو مجلس الدولة الليبي، إبراهيم صهد قال من جهته: "كلنا أمل في أن يستجيب الجميع لدعوات التكاتف والتعاون من أجل مواجهة الخطر الذي بات يهدد العالم بما فيها دول مستقرة وذات إمكانيات وقدرات علمية وطبية ومادية كبيرة، ونحن في حاجة ماسة وعاجلة لأن نوجه كل إمكاناتنا القليلة للوقاية والعلاج".


وفي تصريحاته لـ"عربي21" أكد أنه "بات من الضروري الآن إعادة فتح موانئ النفط وتصديره حتى يمكن من تخصيص ما تتطلبه الإجراءات المتخذة والحيلولة دون مزيد من تردي الأوضاع سواء في الأسعار أو السيولة النقدية أو الإمداد في قطاعات الأغذية والطاقة والمياه لمواجهة الوباء الجديد"، وفق تصوره.


الحرب مستمرة

 

 لكن الصحفي من الغرب الليبي، محمد الشامي استبعد أن تتوقف الحرب لمجرد مبادرة من نشطاء أو تدوينات، كون الدفاع عن العاصمة لا يرتبط بظهور فيروس "كورونا" أو غير، بل على العكس تماما أتوقع في الأيام القليلة القادمة أن يكون هناك تقدم كبير وملحوظ من قبل قوات "الوفاق" سيجعل "حفتر" يأتي مهرولا إلى طاولة المفاوضات والبحث عن أقل المكاسب"، كما صرح لـ"عربي21".


التخفيف من الكراهية

 
عضو المنظمة الدولية للشباب والمساهمة في حملة "حرب كورونا"، طاهر النغنوغي أوضح أن "استمرار تدخل الدول الخارجية في ليبيا قد يفسد هذا الجانب الإنساني الذي يعول عليه في وقف الحروب والتوجه لمواجهة وباء "كورونا".


وتابع: "لكن حملة منظمات المجتمع المدني هذه الأيام سوف تخفف وتيرة خطاب الكراهية بين الطرفين، وهي فرصة لإثبات وجود هذه المنظمات على الأرض، والرهان الآن على استمرار هذه الحملات وتواصلها مع أطراف النزاع من أجل التوعية بخطر الفيرس الجديد وأنه أولى بالحرب"، وفق رأيه.


حفتر هو الأزمة

 
الناشط من الجنوب الليبي والمشارك في المبادرة، موسى تيهو ساي أشار إلى أن "المشكلة الحقيقية في الأزمة الليبية الآن هي وجود "حفتر" كونه لايريد تحقيق أي تقارب مجتمعي ولا حل أية خلافات لأن ذلك سيظهر حجمه الحقيقي في المشهد، ورغم المطالبة بالتغاضي عما سبق إلا أنه يصر على الحروب".

 

اقرأ أيضا: تعيين دبلوماسية أمريكية مبعوثا أمميا جديدا لليبيا

وأضاف لـ"عربي21": "هو الآن يحاول كأي مستبد آخر استغلال البؤس والفواجع ومنها فيروس "كورونا" من أجل صناعة بطولات وهمية، لذا سيكون هو العقبة أمام رغبة المجتمع الليبي في التغاضي عن الخلافات لمواجهة الأخطار التي تحدق بالوطن سواء كانت الوباء الجديد أو الأطماع من بعض الدول"، كما رأى.


نفير شعبي

 
الناشطة الليبية في المجتمع المدني والمشاركة في حملة "مبادرون"، جميلة القمودي رأت أن "ليبيا اليوم تحتاج لتعاون الجميع حتى تمر من أزماتها ومنها مواجهة الوباء المستجد، لذا أعتقد أن أصوات المنادين بالمصالحة وتوحيد الجهود سيكون لها صدى خاصة أنها تستند على قوة في الشارع الليبي الآن".


وأضافت لـ"عربي21": "الشعب الآن في حالة نفير جراء الفيروس الجديد خاصة أن القطاع الصحي في ليبيا ضعيف ولا توجد به إمكانيات أو استعداد للتعامل مع هذا الوباء، لكن على المستوى الرسمي هناك حالة غضب تجاه الحكومتين لعدم المبالاة منهما بمعاناة وأزمات المواطنين"، وفق رأيها.


واستدركت: "لكن رغم ذلك فإننا كشباب متطوعين من جميع المناطق سنقوم بحملات توعوية وإرشاد للناس تجاه هذا الوباء وكذلك حملات تعقيم لبعض الأماكن بحسب إمكانياتنا وبمجهودات شخصية ودعم من بعض فاعلي الخير ولن ننتظر أية مساعدة من الحكومات الحالية"، كما صرحت.

التعليقات (0)