هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "نتائج الانتخابات الأخيرة قدمت نتائج جديدة بجانب فوز اليمين، وتتمثل في هزيمة مدوية لحزب الجنرالات".
وأوضح أن "الكنيست جسم ديمقراطي، في حين أن هيئة رئاسة الأركان جسم دكتاتوري، ورئيس الحكومة الإسرائيلية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار توجهات الآخرين وآراءهم، ورغم ذلك فإن الجنرالات الإسرائيليين ومسيرتهم السياسية لا تعطي مؤشرات عن قصة نجاح، سواء في عملهم أعضاء كنيست أو تشكيل الحكومات".
وأضاف
مائير غروس، في مقاله على موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، ترجمته "عربي21"، أن "الجنرالات الإسرائيليين
رجال تنفيذيون ميدانيون عملياتيون فقط، ليس أكثر، وربما لدينا تجربة طويلة مع هذه
النماذج".
يبدأ
الكاتب بذكر "رئيس هيئة أركان الجيش الثاني في تاريخ إسرائيل، الجنرال يغآل يادين،
الذي دخل المعركة السياسية والحزبية بعد سيرة ذاتية عسكرية ناجحة، لكنه حين دخل
عالم الانتخابات، وحصوله على أصوات كبيرة، تم تعيينه قائما بأعمال رئيس الحكومة،
واليوم فإن حزبه الذي أسسه غاب وانقرض".
وأضاف
أن "من جاء بعده الجنرال رفائيل إيتان رئيس الأركان المثير للإعجاب، الذي
استطاع أن يحقق نتائج مفاجئة في الانتخابات، بحصوله على ثمانية مقاعد برلمانية في
الكنيست من الضربة الأولى، لكن تبين لاحقا أنه اختار أعضاء غير ملائمين للعمل في
صفوف حزبه، فبعضهم خانوه، ونكثوا عهدهم معه، وانتقلوا لأحزاب أخرى، وفي وقت لاحق لم
يعد لحزبه أي أثر في السياسة الإسرائيلية".
وأشار إلى أن "إسحاق رابين رئيس الحكومة الذي تم اغتياله، قد دعم اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، وهو الاتفاق الذي عمل ضد مصالح إسرائيل ذاتها، لكن استطلاعات الرأي التي جرت عشية الانتخابات اللاحقة لتوقيع الاتفاق منحت خصمه تفوقا واضحا، حتى أن اتفاق السلام مع الأردن تبين أنه غير أساسي، وتسبب لإسرائيل بفقدان المزيد من الأراضي".
أما
"إيهود باراك، رئيس الأركان ووزير الحرب الأسبق، فقد قضى أقصر فترة في رئاسة
الحكومات الإسرائيلية مجتمعة، وخلالها سرعان ما هرب من جنوب لبنان بطريقة مهينة،
تسببت بأضرار كبيرة للأمن الإسرائيلي، وتحت قيادته خذلت إسرائيل حلفائها
الموثوقين في جنوب لبنان، ومست كثيرا بقوة الردع الإسرائيلية للجيش أمام
أعدائه".
وأوضح
أن "هناك جنرالات آخرين دخلوا عالم السياسة الإسرائيلية عبر حزب الطريق
الثالث، الذي تحول مع مرور الوقت إلى حزب المركز، وتكوّن من رئيسي الأركان الأسبقين
أمنون ليفكين شاحاك وإسحاق مردخاي".
وأشار إلى أننا "لا ننسى أريئيل شارون الذي انتقل مباشرة لرئاسة الحكومة، وفور استلامه لمهامه، قرر الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، ما تسبب بكارثة كبيرة للدولة".
وأكد أنه "يبدو واضحا أن الجنرالات ليس
لديهم مشكلة في القيام بخطوات أحادية الجانب، مع أنها اليوم وفق ما هو معروض في
صفقة القرن تبدو أن هذه الخطوات الأحادية تعمل لصالح إسرائيل".
وختم
بالقول: "اليوم يبدو أن حزب الجنرالات أزرق-أبيض المكون من ائتلاف ثلاثة
أحزاب، ويقوده الجنرالات الثلاثة بيني غانتس وموشيه يعلون وغابي اشكنازي، يحملون بذور فشل حزبهم مبكرا، رغم تحقيق نتائج انتخابية كبيرة، لكن التغذية
الراجعة من كل الحقب الزمنية التي خاضها الجنرالات في رئاسة الحكومات الإسرائيلية
أعطت انطباعات سلبية عن أدائهم الفاشل".
اقرأ أيضا: مستشرق إسرائيلي يستعرض خيارات السلطة ضد صفقة القرن