هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية تقريرا، تحدث فيه عن تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا في الصين على الجغرافيا السياسية ومستقبل العلاقات الدولية والنظام الدولي.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الفيروس يحتوي على إمكانات جيوسياسية تتجاوز أيديولوجيات الأشخاص، وهو أمر خطير للديكتاتوريات والديمقراطيات على حد السواء، ذلك لأنه إذا اعتقدت المجتمعات المدنية غير الراغبة في السيطرة على المخاوف في أوقات الأزمات أن حكوماتها لا تسيطر على الوباء، فإن الأزمات السياسية ستزداد مع المرض.
وأفاد الموقع بأن إحصائيات منطقة لومبارديا عن الفيروس صنّفت إيطاليا بأكملها على أنها أحد البلدان المعرضة للخطر. وبينما يدافع الجنود الإيطاليون على أمان لبنان والعراق، قامت هذه الدول بإغلاق مجالها الجوي أمام إيطاليا.
وأورد الموقع أن ملايين السياح الأجانب فهموا سابقا بمجرد وصولهم إلى إيطاليا أنها بلد يجب زيارته وليس العيش فيه. أما الآن، فهو لا يستحق الزيارة، على الأقل لفترة من الوقت. المثال الإيطالي هو مثال بسيط لقضية عالمية تسلط الضوء على مدى تغيّر العالم بسبب الفيروس. وبينما أصبحت الجوانب الصحية الآن واضحة، بدأت العواقب الاقتصادية تجلى بشكل متزايد.
ونوه الموقع بأن ما يمكن إدراكه بشكل مبهم اليوم هو الجغرافيا السياسية للفيروس، وإلى أي مدى سيساهم انتشاره في تغيير النظام الدولي الهش بالفعل والديناميات الداخلية لكل بلد. قبل أزمة ووهان، كانت الصين في مسيرة نحو غزو العالم، إذ لم تكد تخلو قارة من الشركات الصينية التي اشترت الموانئ، وبنت الطرق والسدود، واحتكرت شراء المعادن النادرة اللازمة لتطوير التقنيات.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت الصين في بناء بعض القواعد العسكرية في القرن الأفريقي وسريلانكا. ولكن كيف سيكون رد فعل الشركاء على التوسع الصيني بمجرد انتهاء الخطر؟ هل سيظلون ودودين للغاية مع بلد ينتج فيروسات؟
وفسّر الموقع أن عصر الشبكات الاجتماعية والعولمة يجعل من الصعب إخفاء الفيروس في البلدان الاستبدادية. لذلك، وقبل أن يقرر الرئيس الصيني خلاف ذلك، بدأ حزبه في مجابهة تفشي الفيروس بأسوأ طريقة. وبالإضافة إلى الطموحات الديمقراطية لهونغ كونغ وتايوان، كيف سيكون رد فعل الرئيس الصيني بعد زلزال الفيروس؟ ماذا لو تفشى الوباء أيضا في موسكو؟ سيكون الأمر كما في إيران، حيث كانت السلطة همّ النظام الأول وليس صحة الناس.
واعتبر الموقع أن في حال أدى الفيروس إلى الانهيار الاقتصادي، فستنمو الشعبوية والقومية بشكل أسرع مما يحدث الآن، وسيزداد عزل البلدان لبعضها البعض مع انتشار الفيروس، الأمر الذي أصبح الاختبار الجديد، وربما الأكثر حسما للاتحاد الأوروبي. وإذا سادت مرة أخرى البيروقراطية واحتياجات الميزانية وأنانية الدول الأكثر تحصينا تجاه تلك الأكثر تأثرا بالفيروس، فستكون هذه هي نهاية الاتحاد، بحسب التقرير.
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، تساءل الموقع عما سيحدث للقوة العظمى العالمية التي تتراجع بالفعل عن مناطق كثيرة في العالم أضعفها سباق ترشح ديمقراطي ورئاسة سخيفين. في المقابل، تلقى عدد قليل من المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة مساعدات تبلغ قيمتها حوالي ألفي دولار وقع تسليمها إلى المستشفى. غير أنه إذا أصبح عدد المصابين بالآلاف، مع العلم أن معظمهم ليسوا أغنياء ودون نظام صحي لائق، فكيف ستكون ردود فعلهم؟
وفي الختام، يرى الموقع أن الفيروس سيختفي بمجرد ارتفاع درجات الحرارة، وسيكون الترياق موجودا في الشتاء المقبل. كذلك، فإن لحظات الخوف ستمرّ، وسيبقى العالم القديم العزيز كما نعرفه.
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)
اقرأ أيضا: "الصحة العالمية": كورونا خطير بإيران أكثر من غيرها.. لماذا؟