هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد فشل رئيس الوزراء العراقي المكلف، محمد توفيق
علاوي، في مهمته، واعتذاره عن تشكيل الحكومة، برزت تساؤلات حول الأسباب والجهات التي
كانت لاعبا أساسيا في الإطاحة بخليفة المستقيل عادل عبد المهدي.
وأعلن علاوي، الأحد، اعتذاره عن تشكيل الحكومة،
مشيرا إلى أنه حاول بكل الطرق الممكنة من أجل إنقاذ بلاده من الانزلاق للمجهول، مؤكدا
أنه في أثناء المفاوضات اصطدم بأمور كثيرة لا تمت إلى قضية الوطن ومصلحته بشيء،
على حد قوله.
"مصالح ضيقة"
النائب رعد المكصوصي، عن تحالف "سائرون"، قال في حديث لـ"عربي21" إن "البرلمان فشل في الانعقاد؛ بسبب تشظي البيت
السياسي الشيعي، وتحالفهم مع القوى الكردية والسنية".
وأضاف أن "رئيس الحكومة المكلف محمد علاوي
لم يفشل في تشكيل الكبينة الوزارية، رغم الضغوطات التي مورست عليه، وأدت إلى انسحابه، بعد انتهاء المدة الدستورية الممنوحة له".
وأوضح المكصوصي أن "فشل علاوي تتحمل مسؤوليته
القوى السياسية التي تنظر إلى المصالح الضيقة الفئوية والحزبية، وبالتالي فإن متطلبات
الشارع تلقى على عاتق تلك القوى التي طلبت من علاوي تمرير وزراء تابعين لها".
وبخصوص تهديد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بإخراج
تظاهرة مليونية ثم تتحول لاعتصام بالمنطقة الخضراء في حال فشل علاوي بتمرير حكومته،
قال المكصوصي إن "الصدر كان قد وعد بذلك، لكنه استدرك وألغى الأمر؛ خشية تفشي فيروس
كورونا بين العراقيين".
وأشار إلى أن "الصدر يترك الأمر للشعب أن
يقرر تمرير الكابينة الوزارية المقبلة من عدمها وفق المدد الدستورية، التي تمنح
15 يوما لرئيس الجمهورية أن يكلف بديلا عن علاوي".
وبحسب المكصوصي، فإن "التيار الصدري لن يشترك
في اختيار شخصية لرئاسة الحكومة، وسيدعم أي حكومة تأتي لحل المشكلات، وتُعد لانتخابات
مقبلة تُخرج البلد من النفق المظلم".
"عوامل أسقطته"
من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي العراقي، الدكتور سعدون التكريتي، إن "المشكلة في العراق باتت معقدة مركبة، وهذا جعل الحذر
واجبا لاتخاذ أي قرار. لذلك وجدت الكتل السياسية كافة نفسها في حالة حرجة، ذلك أن كل
اتفاق قد يؤسس لمرحلة قادمة، وربما لن يستطيع أحدا إيقافها".
وأكد التكريتي، في حديث لـ"عربي21"، أن
"التأثر السياسي ظهر بشكل خاص عند الكرد والسنة، لكن الموضوع عام ويتعلق بالتأسيس
لمنهج جديد يتحاوز الكتل السياسية واستحقاقاتها، وكذلك المكونات".
اقرأ أيضا: صالح يبدأ مشاورات للحكومة الجديدة.. وإصابات وسط بغداد
وأردف: "لا ننسى أن مئة نائب شيعي لم يحضروا
إلى جلسة التصويت الأولية الخميس الماضي، وهو رقم أكبر من الرقم السني والكردي،
ويؤشر لموقف سياسي مناهض لحكومة علاوي".
ولفت التكريتي إلى أن "علاوي استند إلى تأييد
الصدر والعامري- الذي واجه ضغطا إيرانيا قويا لتمرير حكومته أولا- ولكن شخصيته الضعيفة،
وإصراره على تمشية رأيه، ثم العودة المتأخرة لتدارك مخاوف انهيار تكليفه، كل ذلك زاد
من ضعف حظوظه".
وتابع الخبير السياسي العراقي قائلا: "بالمحصلة
النهائية، حتى التيار الصدري لما وجد نفسه وحده مع أفراد قلائل تراجع وحاول الاستدراك".
وخلص التكريتي إلى أن "كل ما ذكر كان حاضرا
من مواقف السنة والكرد والتشظي الشيعي، وزاد عليه ضعف شخصية علاوي، الذي ربما كان مقتنعا
بأن الركون لخطاب دعم المتظاهرين-الذين رفضوه كذلك- كافيا لتمرير حكومته".
وكانت الرئاسة العراقية أعلنت، الاثنين، بدء
الرئيس برهم صالح مشاورات مع قادة كتل سياسية، لاختيار رئيس مجلس وزراء جديد، بعد اعتذار
محمد علاوي عن تكليفه.