وزير مصري سابق يكشف سر بناء سد النهضة الإثيوبي (فيديو)

كشف وزير مصري سابق عن السر الحقيقي لقيام إثيوبيا ببناء سد النهضة، وسبب غيابها عن المشاركة في مفاوضات واشنطن التي كانت مقررة يومي 27 و28 من الشهر الحالي.

وقال وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر علام، في مداخلة هاتفية عبر برنامج "الحكاية" المذاع على فضائية "إم بي سي مصر"، إن هدف إثيوبيا الخفي والحقيقي من بناء السد هو التحكم الكامل في مياه النيل الأزرق وبيعها لمصر والسودان، مؤكدا أن الجانب الإثيوبي سبق وتحدث عن تسعير المياه في اتفاقية عنتيبي.

ودعا علام، الولايات المتحدة إلى الضغط على إثيوبيا ومعرفة هدفها من وراء تغيبها عن المفاوضات، داعيا إلى ضرورة "تدويل قضية النيل وسد النهضة حتى يشعر العالم كله بخطورة الموقف".

ويتسبب مشروع السد منذ تسع سنوات في خلافات، لا سيما بين إثيوبيا ومصر. لكن المفاوضات تسارعت في الأشهر الأخيرة بعد إعلان مصري متكرر عن تعثر يعتريها، واتهامها إثيوبيا بالتعنت، وهو ما تنفيه الأخيرة.

وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليارا.

وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس.

اقرأ أيضا: بهذه الطريقة تحكمت إسرائيل بمياه النيل من المنبع للمصب

وكان من المتوقع أن تبرم البلدان الثلاثة المعنية (مصر وإثيوبيا والسودان) اتفاقا بشأن ملء وتشغيل السد الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار في واشنطن هذا الأسبوع، لكن القاهرة هي فقط من وقعت عليه بالأحرف الأولى.

والأربعاء، أعلنت إثيوبيا أنها لن تشارك بالاجتماعات الوزارية التي ترعاها الإدارة الأمريكية بين البلدان الثلاثة بشأن سد النهضة، وطلبت تأجيل الجولة الأخيرة للمحادثات التي كان سيعقبها إعلان الاتفاق النهائي.

ودعا وزير الخزانة الأمريكي ستيفن مِنوتشين، إثيوبيا إلى التوقيع على الاتفاق في أقرب وقت ممكن مع أخذه بعين الاعتبار حاجتها للتشاور على الصعيد الوطني.

وجدد منوتشين، في بيان له الجمعة، التزام بلاده مع الدول الثلاث حتى التوصل لاتفاق ينهي سنوات من الاختلافات بشأن سد النهضة.

وعبرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، السبت، عن استياءها من تغيب إثيوبيا عن المفاوضات في هذا الوقت الحساس.

وتعقيبا على البيان الأمريكي، قال وزير الري الأسبق، إن مسودة اتفاق سد النهضة التي وقعت عليها القاهرة بالأحرف الأولى "وثيقة أمريكية من الممكن الاستفادة منها بقوة في التحركات القادمة دفاعا عن مصر وشعبها وحقوقها".

وتابع علام: "كنا نأمل في إدانة صريحة للجانب الإثيوبي لعدم تواجده بالجولة الأخيرة للمفاوضات بعد قضاء 4 شهور من الأخذ والرد بين الدول الثلاث، وبحضور الجانب الأمريكى والبنك الدولي".

اقرأ أيضا: أزمة سد النهضة.. مصر: ندافع عن مصالحنا بكل الوسائل المتاحة

وأضاف أن بيان وزارة الخزانة الأمريكية نص على ضرورة عدم البدء في تخزين مياه السد إلا بعد اتفاق نهائي بين الدول الثلاث، موضحا أن الاتفاقية تتحدث عن مراعاة حقوق الدول الثلاث، وعدم إحداث ضرر جسيم بدولتي المصب بالإضافة إلى ضرورة اضطلاع إثيوبيا بالتأكد من أمان السد قبل تشغيله.

ومن ناحيته، قال الوفد السوداني المشارك في مفاوضات واشنطن، السبت، إنه سلم واشنطن ملاحظاته على مسودة اتفاق السد، ويواصل التفاوض مع وزارة الخزانة الأمريكية، رغم تأجيل الجولة الأخيرة من المباحثات بناء على الطلب الإثيوبي، وفقا لبيان صادر عن وزارة الري السودانية.

وأكدا البيان التزام السودان بعملية التفاوض لأجل الوصول إلى اتفاق شامل لملء سد النهضة الإثيوبي وتشغيله بما يحفظ مصالح الدول الثلاثة، وبما يتضمن تشغيلا آمنا لسد النهضة، وذلك قبل بدء عملية الملء الأول للسد.