هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "إسرائيل معنية بوجود رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضعيفا، لكنها تريده مسيطرا على الضفة الغربية، رغم وجود قناعة إسرائيلية بأن أي خطوة ضم في الضفة ستتسبب بمظاهرات شعبية، ولكن يمكن استيعابها. وبعض النظر عما سيحصل، فإن عباس -بعكس سلفه ياسر عرفات- سيمنع الشارع الفلسطيني من الذهاب لخيارات عنيفة وقاسية ضد إسرائيل".
وأضاف شلومي ألدار بمقاله على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21"، أن "عباس توقع اندلاع احتجاج جماهيري يعم شوارع رام الله وجنين ونابلس والخليل في أعقاب إعلان صفقة القرن، وهم يرون حلم الدولة التي وعدهم بها يتبخر، دون الذهاب لتنفيذ عمليات مسلحة، رغم أن الصفقة وجهت ضربة قاسية لعباس؛ لأنه منذ انتخابه رئيسا وعد الفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية بطرق السلام، وليس بالانتفاضة كما حاول عرفات ذلك".
وأشار ألدار، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، إلى أنه "رغم كل الجهود التي بذلها خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية، فقد تلقى عباس ضربات متلاحقة، ولم يكن حلم إقامة الدولة الفلسطينية أبعد مما هو عليه اليوم، حتى إن الاحتلال زاد عمقا وإهانة للفلسطينيين أضعافا مضاعفة؛ لأن صفقة القرن من وجهة نظر الفلسطينيين تعطي شرعية للاحتلال، وتمنح المستوطنات على الأراضي الفلسطينية غطاء قانونيا".
وأوضح ألدار، الذي يغطي الأحداث الفلسطينية منذ 20 عاما، ومؤلف كتابي "غزة كالموت" و"اعرف حماس"، أن "طريق أبو مازن الساعي للسلام وصل مرحلة الفشل الذريع؛ لذلك دعت غالبية الفلسطينيين في آخر استطلاع للرأي للعودة للكفاح المسلح".
وأضاف أنه "فيما أبدى الجمهور الفلسطيني دعمه لمواقف عباس الرافضة للصفقة، لكنهم في الوقت ذاته يعتقدون أنه لن ينفذ تهديداته، ومنها إلغاء الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني معها، وهذا يعني أن الرأي العام الفلسطيني يريد قيادة قوية، لا تتحدث فقط، وإنما تفعل".
وأكد أن "هناك فقدانا للثقة الفلسطينية بعباس في وقت حرج وحساس، وبات الاعتقاد العام بأن حلم الدولة لن يتحقق، على الأقل في عهده. أما إسرائيل، فهي تراقب تأثير إعلان صفقة القرن على الوضع المتزعزع لعباس في الساحة الفلسطينية، صحيح أنه كانت هناك عدة نقاط احتكاك فلسطينية إسرائيلية، لكن السلطة الفلسطينية في الوقت ذاته لم تنجح بإخراج الجماهير الغاضبة بأعداد كبيرة للاشتباك مع الجنود الإسرائيليين".
وأضاف أن "هناك قلقا على أن عباس ابن الـ84 عاما يقترب من طي صفحة حياته السياسية، وورثته المحتملون يحاولون استغلال حالة الإحباط الفلسطينية من غياب الأفق السياسي، لكن إسرائيل معنية جدا برؤية عباس ضعيفا يتلقى الضربات، ورغم أن الشارع الفلسطيني لا يستجيب لنداءاته، لكنه في الوقت ذاته يواصل الإمساك بمفاصل الأمور في الضفة الغربية".
وأشار إلى أن "إعلان ضم الضفة الغربية فور إجراء الانتخابات الإسرائيلية أفضل في ظل وجود أبو مازن في السلطة؛ لأن رد الفعل الفلسطيني سيكون أقل عنفا، لكن المشكلة تكمن في أن أي ضعف جديد في مكانة عباس سوف تزيد من حدة حرب الوراثة؛ لأن كل وريث محتمل سيسعى لتقوية مكانته الداخلية من خلال معارضة عنيفة وقوية".
وختم بالقول إنه "في حال أظهر هذا المرشح ضعفا مثل عباس، فستكون نهايته المحتومة، وفيما يظهر ثلاثة مرشحين محتملين لوراثته، وهم محمد دحلان وجبريل الرجوب ومحمود العالول، فإن هناك مرشحا تنظر إليه إسرائيل بإيجابية، وهو ماجد فرج قائد المخابرات الفلسطينية، رغم أن فرصه بوراثة عباس ليست كبيرة".