هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شارك المئات من أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية، إلى نشطاء متضامين مع فلسطين، في "مهرجان فلسطين 2020" في لندن، بمشاركة الفنان الأردني عمر العبداللات.
وتضمن المهرجان الذي أقيم السبت في منطقة هارو في لندن؛ ندوة سياسية، وفقرات لتوزيع الجوائز، وفعاليات للأطفال، وعروض للدبكة الشعبية، إلى جانب حفلة موسيقية أقامها العبداللات مع فرقته. كما خُصصت خلال اليوم أماكن لبيع المنتجات والأطعمة المرتبطة بفلسطين وتراثها.
وقد قُدمت وصلات للدبكة الشعبية الفلسطينية، مع فرقة ياسمين الشام للأطفال، وفرقة فرسان الدبكة.
وهذه هي النسخة الثانية للمهرجان الذي أقيم للمرة الأولى في 2018، وهو امتداد لفعالية يوم فلسطين التي أقيمت لخمسة عشر سنة متوالية. وقد أقيم هذه العام شعار "الشغف نحو فلسطين".
وقال حافظ الكرمي، رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا الذي نظم المهرجان بالتعاون مع منظمات أخرى متضامنة مع فلسطين، إن هذا الحدث يؤكد اجتماع الكلمة على رفض صفقة القرن والعمل معا على إحياء تراث فلسطين والحفاظ عليه، مرحبا، في كلمة افتتاحية، بحضور العبداللات لأول مرة في لندن وتفاعله لأجل فلسطين.
وشهد المهرجان حضور نحو ألف شخص بينهم أعداد كبيرة من المتضامنين البريطانيين، تفاعلوا بحماس مع كلمات العبداللات عن فلسطين وأغنياته؛ من مثل "يا جبل ما يهزك ريح" و"يما هدّوا دارنا"، وأغان أخرى من التراث الشعبي، إلى جانب أغان خاصة واشتهر بها الفنان الأردني.
ومن بين الذين تم تكريمهم خلال المهرجان، الزوجان جان وجاك شيلمر، حيث منحمها المنتدى الفلسطيني جائزة جائزة المحافظة على التراث الفلسطيني، لعملهما في التطريز وكتابة التاريخ الفلسطيني به، وهي أول مرة تقوم جهة ما بتكريمهما على هذا النشاط، كما قالا.
وأشار مدير المهرجان عدنان حميدان، إلى أن هذا المهرجان يجمع "محبي فلسطين وأبناءها ومناصريها في مكان واحد بأجواء اجتماعية عائلية".
وقال حميدان لـ"عربي21" إن المهرجان يهدف لحشد الناس وتذكيرهم بقضية فلسطين"، موضحا أن مثل هذه الأنشطة "تبقي القضية حية" في النفوس.
وكان لافتا خلال المهرجان تخصيص مساحة لبيع الفراولة التي يشتهر بها قطاع غزة، حيث يأتي في أجواء "عيد الحب"، فعند "قسم الفاكهة إلى النصف تكون على شكل قلب حب". وقال: "نحن نقدم الحب ولكن على طريقتنا، فالحب لفلسطين".
ومن رسائل المهرجان أيضا أنه "صديق للبيئة.. أقل عدد من الأوراق وأقل عدد من المطبوعات"، بحسب حميدان.
وأشار إلى أنه كانت أربع قضايا لتعزيز الوعي بها، ومنها حول المسجد الأقصى "فكان هناك مجسم كبير بمساحة 15 مترا مربعا يعكس كل تفاصيل المسجد الأقصى ومعالمه الرئيسة".
كما كان هناك جناح إغاثي لشرح الأوضاع الصحية في غزة. وقدمت إحدى لطالبات عرضا حول الفراولة وإنتاجها في غزة، "وهو ما لا يعرفه الكثير من الناس"، كما قال حميدان.
وخلال المهرجان أطلق مركز العودة الفلسطيني لوحة كبيرة للتوقيع على عدم التنازل عن حق العودة.
ولفت حميدان إلى تقديم عروض الدبكة للأطفال يشير إلى تمسك الأجيال الفلسطينية بتراثها، كما أشار إلى أن الفنان عمر العبداللات "يتميز بموقفه الواضح الرافط التطبيع مع إسرائيل وألبوماته الشهيرة المتضامنة مع فلسطين".
وحول تكاليف المهرجان، فأوضح حميدان أنه تمت تغطيتها من خلال بيع التذاكر للجمهور، وتأجير الأجنحة في موقع المهرجان، إضافة إلى استفطاب الرعايات التجارية.
صفقة القرن
وخلال ندوة حول صفقة القرن وحقوق الفلسطينيين، تحدث رئيس تحالف "أوقفوا الحرب في بريطانيا"، كريستوفر نيناهم، عن الصعوبات الكبيرة التي يواجهها النشطاء المتضامنون مع فلسطين في بريطانيا والغرب، داعيا لاستمرار نشاطهم وعدم الرضوخ لتهديدات اللوبي الصهيوني. وشدد على ضرورة إحداث تغيير بهذا الصدد في الولايات المتحدة، لأنه حدوث ذلك يعني التأثير على باقي أرجاء العالم.
وقال نيناهم إن مشكلة معاداة السامية موجودة بالفعل وأنه تجب مواجهتها، لكنه رفض اتخاذها ذريعة لخنق حرية التعبير ومنع انتقاد إسرائيل.
من جهته، عرض رئيس حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا، كامل حواش، بعضا من أوجه "سرقة" الاحتلال لتراث فلسطين، بما في ذلك تغيير أسماء المدن والشوارع.
وقدّم صورا تظهر العمران والتقدم الحضاري في فلسطين قبل الاحتلال، نافيا ادعاءات الاحتلال بأنه استولى على أرض بلا شعب.
وأوضح حواش أن مشكلة صفقة القرن أنها فرضت من واشنطن دون مشاركة المؤسسات الفلسطينية.
ولفت إلى أن حل الدولتين لم يعد قائما، بالرغم من محاولة معدي الخطة الإيحاء بأنها تلبي المطالب الفلسطينية بإقامة دولة خاصة بهم، مشيرا إلى تقطيع أوصال المناطق الفلسطينية والتضييق الاقتصادي على الفلسطينيين في القدس.
ليست للبيع
وقال الكرمي لــ"عربي21" إن المهرجان هذا العام يأتي بعد الإعلان عن "صفقة ترامب المشؤومة"، موضحا أن هذا الحدث "مع هذا الحضور الكبير وهذه الأجيال الجديدة" يأتي ليؤكد أن "فلسطين ليست عقارا للبيع".
كما لفت الكرمي إلى مشاركة متضامنين "من أحرار العالم.. غير العرب ومن غير المسلمين المتعاطفين مع قضيتنا"، معتبرا ذلك بمثابة مؤشر "على تغير الرأي العام في أوروبا وفي الغرب لصالح قضيتنا"، كما قال.