هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأت بريطانيا مفاوضات تمهيدية مع الصين لبناء مشروع مثير للجدل بسبب تكلفته الكبيرة وتداعياته على البيئة.
وأعلنت وزارة النقل البريطانية، عن بدء "مناقشات تمهيدية" مع "الشركة الصينية لبناء سكك الحديد"، المملوكة جزئيا للدولة، للمساهمة في مشروع مد خط للقطارات الفائقة السرعة لربط لندن بوسط إنجلترا وشمالها.
وقدرت دراسة مستقلة للمشروع الذي يعد أكبر مشروع للبنى التحتية في أوروبا، كلفته بأكثر من مئة مليار جنيه إسترليني (129 مليار دولار، 118 مليار يورو).
وفي تأكيد لتقارير نشرتها السبت صحيفة "فايننشل تايمز" البريطانية، قال مسؤول في وزارة النقل البريطانية إن الوزارة "تحرص دوما على الاستفادة من خبرات الآخرين والنظر في مقاربات تقدم لدافعي الضرائب جودة مقابل المال".
وأضافت الوزارة أنه لم يتم إعطاء "تعهدات محددة".
اقرأ أيضا: استقالة مفاجئة لوزير المالية البريطاني.. ما دوافعها؟
وبعد تأخر المشروع لعامين صادقت لندن الثلاثاء على إقامة خط جديد للقطارات الفائقة السرعة، على أن تبدأ أعمال البناء في نيسان/ أبريل، وذلك بعدما قرر رئيس الوزراء بوريس جونسون دعم المشروع.
وقال رئيس الوزراء البريطاني إنه ستتم المباشرة بأعمال بناء الخط الذي سيربط لندن بوسط إنجلترا وشمالها، رافضا الانتقادات لتكلفة المشروع المرتفعة وتداعياته على البيئة.
وقال أمام مجلس العموم: "إن بدأنا الآن، فيمكن أن يبدأ تقديم الخدمات بنهاية العقد الحالي. لذا، فإن الحكومة اليوم... أعطت الضوء الأخضر لبناء خط القطار الفائق السرعة".
وكانت "الشركة الصينية لبناء سكك الحديد" قد وجّهت الشهر الماضي رسالة إلى مسؤولي السكك الحديد في بريطانيا، اطّلعت عليها صحيفة "بلدينغ ماغازين"، أكدت فيها الشركة أنها قادرة على إنجاز أعمال بناء الخط قبل خمس سنوات من الجدول الزمني المطروح وبسعر أدنى بكثير.
ونقلت الصحيفة عن الشركة الصينية تأكيدها في رسالتها أنها "قادرة على خفض التكلفة إلى ما دون التوقعات التي شهدناها".
اقرأ أيضا: بريطانيا تعتزم إقامة 10 موانئ حرة بعد "بريكست"
وشددت الشركة في رسالتها على "المزايا" الكثيرة لتوليها المشروع، مؤكدة قدرتها على تخطي العوائق والصعوبات.
وتابعت: "ستجدون أن الطريقة الصينية تقوم على البحث عن الحلول، وعدم التوقف عند العوائق والصعوبات".
ويأمل جونسون في أن يسهم خط القطار الفائق السرعة في إعادة التوازن للاقتصاد (بإنعاش المناطق) خارج لندن وجنوب شرق إنكلترا وتقليص الانبعاثات المضرة بالبيئة عن طريق إقناع سائقي السيارات بركوب القطار.
ومن شأن مشاركة الصين في تنفيذ مشاريع أساسية للبنى التحتية أن تثير جدلا واسعا، نظرا لردود الفعل الغاضبة على قرار بريطانيا السماح لشركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" بالمشاركة في بناء شبكة اتصالات الجيل الخامس.
وقد أثار القرار "خيبة أمل" الولايات المتحدة التي كانت دعت إلى فرض حظر تام على الشركة الصينية.