هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فتح تصعيد دولة الإمارات من جديد في
محافظتين يمنيتين، وفق ما صرح به مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى، الباب واسعا،
أمام أسئلة عدة حول دلالاته وتوقيته مع التصعيد الواسع لجماعة أنصار الله "الحوثي"
شمال وشرق وجنوب اليمن.
وفي الأيام القليلة الماضية، اتهم
حاكما محافظتي شبوة، وسقطرى، الدولة الخليجية بدعم الفوضى في الأولى، والتمرد في
الثانية، على السلطات الشرعية في المحافظتين الاستراتيجيتين.
ويتزامن ذلك، مع عمليات عسكرية واسعة للحوثيين في جبهات نهم، شرقي
صنعاء، وصرواح، غربي مدينة مأرب الغنية بالنفط، وأخرى في محافظة الجوف، أكبر
محافظات الشمال، وصولا إلى جبهة ثرة، في محافظة أبين، جنوبي اليمن.
"تخادم إماراتي حوثي"
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين
التميمي إن الجميع يعلم أن الإمارات تشكل رأس حربة في مهمة التحالف التدميرية على
الساحة اليمنية. وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21": "لقد تراجع مشروعها
بشكل كبير جدا، عقب هزيمة التشكيلات العسكرية التابعة لها من نخب وأحزمة في أغسطس
الماضي، ما اضطرها إلى مواجهة الجيش الوطني ومن ثم إعادة التموضع من دولة تساند
الشرعية إلى دولة معادية تستهدفها والدولة اليمنية.
ولهذا شعرت أبوظبي أن مشروع الانفصال
قد تعثر بخسارة شبوة وأجزاء كبيرة من محافظة بين، شرقي مدينة عدن، حسبما ذكره
التميمي.
وأشار الكاتب اليمني إلى أن التحرك العسكري
الحوثي في نهم والجوف وعقبة ثرة على تخوم محافظة أبين، جنوبا، يمثل استغلالا ذكيا
لحالة التشظي في المعسكر المقابل والمتصارع وغير المتجانس.
اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": وساطة سعودية لإنهاء تمرد سقطرى
ولم يستبعد وجود تخادم حوثي إماراتي
بشأن تحقيق ضغط عسكري يسمح باستعادة فرض السيطرة من قبل الانفصاليين على محافظتي
شبوة وأبين.
وبحسب المتحدث فإنه بات واضحا، أن
السعودية قائدة ما التحالف العربي هي التي تقترب من الهزيمة في اليمن وليس أي طرف
آخر نتيجة لهذا السلوك الإماراتي "المشين والعدائي"، على حد وصفه.
وأوضح التميمي: "لقد عمل هذا
التحالف على إضعاف الشرعية وقواها العسكرية والسياسية، وبالتالي فإن أي تطور من
شأنه أن يمكن الحوثيين ويساعدهم على حسم المعركة، فإنه سيؤدي بالنتيجة إلى انتصار
إيران على الساحة اليمنية.
وتساءل قائلا: "ماذا ستخبر
القيادة السعودية السعوديين أنفسهم؟، وكيف ستبرر هزيمتها؟". مؤكدا أن الرياض
تشعر اليوم بنتائج استسلامها للمخططات الإماراتية والتي تذهب بها إلى خسارة
المعركة والحلفاء معا على الساحة اليمنية.
"تبادل أدوار"
من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي
اليمني، أحمد الزرقة أن الإمارات والحركة الحوثية، تلتقيان في نفس المشروع وهو
"تفتيت اليمن وتقسيم أوصالها والارتباط واضح بينهما منذ بداية انقلاب الأخيرة
خريف العام 2014.
وقال في حديث خاص
لـ"عربي21": "لقد لعبت أبوظبي دورا هاما في دعم المليشيا وإضعاف
الشرعية واستهدافها عسكريا وسياسيا ودعم مليشيات موازية في عدن والمخا وشبوة وأبين
وسقطرى".
وتابع الزرقة بأنه يتم تبادل الأدوار
وتنسيقها ـ بين الإماراتيين والحوثيين ـ كما حدث في استهداف معسكرات للجيش الوطني
في مأرب من قبل طيران الإمارات، وأعقب ذلك الهجوم الواسع من قبل مليشيا الحوثي على
الجوف ومأرب.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي اليمني أن
الحكومتين السعودية والإماراتية يسعيان عبر دعم الحوثي والعمل كرافعة له من أجل
المضي في مشروع التقسيم والبلقنة لليمن والسيطرة على السواحل وباب المندب والحرص
على بقاء المليشيات هي الحاكم لليمن.
"تنسيق حوثي إماراتي"
من جهته، اعتبر الدبلوماسي اليمني
السابق، عادل باشراحيل أن التصعيد الإماراتي في محافظتي شبوة وسقطرى،
"استمرار لطعناتها للشرعية اليمنية وللشقيقة السعودية".
وأكد في حديث خاص لـ"عربي21"
أن تزامن هذا التصعيد من حكومة أبوظبي مع التحرك العسكري للحوثيين يكشف بجلاء
حقائق "التنسيق بينهما" مضيفا أنه بات معلوما، أن الإماراتيين يعملون
بكل جد وإخلاص لمصلحة الحوثيين، والأدلة كثيرة على ذلك، أهمها "دور بلادهم
الخبيث ضد السلطة الشرعية".
وذكر الدبلوماسي اليمني السابق أن من
الأدلة أيضا، الدعم الإماراتي الذي حصل عليه الحوثيون في العام 2014، والمقدر
بـ"مليار دولار" من أجل التخلص من حزب التجمع اليمني للإصلاح في صنعاء.
وتابع الدبلوماسي اليمني السابق أن
التصعيد الإماراتي الأخير يأتي في سياق التنسيق مع طهران، وكأحد مخرجات الاتفاقية
الأمنية والعسكرية بين البلدين.
وبحسب باشراحيل فإن الأدوار الإماراتية
"الغادرة" بالشرعية والسعودية عند هذا الحد، بل "زودت الحوثيين
بإحداثيات مواقع نفطية سعودية". مشيرا إلى أن السلطات السعودية لديها ادارك
بذلك، لكنها تمارس ضبطا للنفس، ولديها استراتيجيتها حتى تتجاوز هذه المرحلة.
وقال إن الحوثي سبق وأن أطلق تهديدات
غير مرة، بضرب أهداف في الإمارات، لكنه لم يقم بذلك، مقابل استمرار هجماته ضد
أهداف سعودية، وهو ما يشير إلى طبيعة العلاقة بين الجماعة وتلك الدولة الخليجية.
ولفت السياسي اليمني إلى أن سياسات
أبوظبي ودورها العدواني، لم يعد في اليمن فحسب، بل تعدى منطقة الخليج، وصولا إلى
ليبيا والسودان.
وشدد على أنه "لا سبيل إلى هزيمة
الحوثي إلا بإنهاء الدور الإماراتي تماما في اليمن".
والاثنين الماضي، صرح مصدر مسؤول في
سقطرى لـ"عربي21" طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن تمردا عسكريا مدعوما من
دولة الإمارات، قادته مجاميع في كتيبة "حرس الشواطئ" بالجزيرة، وأعلنوا
ولاءهم لها ولحلفائهم المحليين فيما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي".