هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لانتي ديبلوماتيكو" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن التوترات المستجدة في محافظة إدلب السورية بين نظام الأسد والقوات التركية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأحداث الأخيرة ستؤثر بشكل سلبي على الثقة المتبادلة بين روسيا وتركيا. وقد يكون للتدهور المحتمل في العلاقات بين موسكو وأنقرة تداعيات غير سارة على الجزء الشمالي من سوريا.
وأشارت إلى أن العمليات القتالية في محافظة إدلب بدأت في التصاعد في أواخر كانون الثاني/ يناير. وقد عبّرت تركيا، التي لها تواجد كبير في إدلب، عن استيائها من تقدم جيش النظام السوري في المنطقة. وخلال إحدى الهجمات التي شنها جيش النظام السوري في الثالث من شباط/ فبراير، قُتل ثمانية أتراك.
وحسب وزارة الدفاع الروسية، ظل الجيش التركي محاصرا تحت النار لأنه لم يحذر الجانب الروسي من تحركاته في المنطقة.
وردا على هذا الهجوم، أمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمهاجمة المواقع السورية. وقامت المقاتلات والمدفعية التركية بقصف مواقع النظام السوري.
هل ستكون هناك عملية تركية جديدة في سوريا؟
وأفادت الصحيفة بأن الجانب التركي لن يصمت عن مقتل جنوده دون أن يرد بهجوم آخر، لذلك من المتوقع أن تزداد التوترات في إدلب. وبسبب تدهور العلاقات في الآونة الأخيرة مع روسيا، ألغت تركيا دوريات مشتركة مع الجانب الروسي في مدينة عين العرب السورية، وذلك وفقًا لوسائل الإعلام التركية. ومن شأن هذا القرار أن يقوض الاستقرار النسبي في كردستان السورية.
اقرأ أيضا: محللون أتراك: أنقرة لن تسمح بسقوط إدلب لهذا السبب
وأوضحت أنه على الرغم من خطورة الوضع الحالي في المنطقة، إلا أنه من غير المرجح أن تبدأ تركيا عملية عسكرية جديدة. ولا يبدو أن أنقرة تريد تعكير صفو علاقاتها الجيدة مع موسكو. لهذا السبب، ربما تقتصر أعمال الانتقام على نطاق أصغر على مواقع جيش النظام السوري.
وأوردت أن تركيا مصممة على الحفاظ على نفوذها في شمال سوريا، لأن الصدام مع موسكو لا يتوافق مع مصالحها، خاصة أن روسيا تعتبر الفاعل الدولي الذي يتمتع بأكبر حضور وتأثير في سوريا. وهذا يعني أن تدهور العلاقات الثنائية بين البلدين، سيهدد جميع أصول أنقرة في المنطقة. لكن يجب على تركيا أن تمارس سيطرة أكثر صرامة على المنطقة الموكلة إليها عن طريق ممارسة الضغط على الجماعات المسلحة في إدلب للامتثال للاتفاقيات.
ماذا يحدث مع إدلب؟
نوهت الصحيفة إلى أن الصدامات والتفجيرات لا تنتهي في إدلب، التي يعيش سكانها ظروفا صعبة في السنوات الأخيرة. ولكن مع إطلاق قادة روسيا وتركيا، فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، العملية السياسية خلال القمة التي عقدت في مدينة سوتشي الروسية في أيلول/ سبتمبر 2018، كان من الممكن تخفيف التوترات قليلاً. وتنص المعاهدة على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، التي كان يتمركز فيها الآلاف من المقاتلين المعارضين لنظام بشار الأسد، الذين ينتمي معظمهم إلى هيئة تحرير الشام التي تضم جبهة النصرة سابقا.
وذكرت أنه بعد أسابيع من القصف على الأحياء السكنية لمدينة حلب السورية، قام جيش النظام السوري، بشن هجوم على المواقع الإرهابية في إدلب. ومن المؤكد أن هذا لم يكن شيئًا جيدا بالنسبة لأنقرة، التي تعتقد أن المقاطعة تقع في نطاق مسؤوليتها.
اقرأ أيضا: محللون: أهداف هامة للنظام وروسيا بإدلب وراء التصعيد مع تركيا
وفي الختام، أوردت الصحيفة أن القوات السورية الموالية للنظام تتقدم في الوقت الحاضر تدريجيا في محافظة إدلب. ونجحت في الاقتراب أكثر قليلاً من وسط المحافظة على بعد حوالي 15 كيلومترا من المدينة. لكن في الوقت ذاته، يجب أن يُفهم أن لا أحد يعتزم فرض سيطرته على كامل إدلب لأن روسيا تحترم الاتفاقيات الموقعة مع تركيا، والتي لها بلا شك مصالحها في سوريا.