هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسلتها لافدي موريس، تقول فيه إن جائزة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أدت إلى مقاطعة وتهديدات لدار أوبرا ألمانية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن احتفالية الأوبرا في مدينة دريسدن "زمبر أوبر" تقدم نفسها على أنها أكبر احتفال لرقص الفالس في العالم، وتضم قائمة المدعوين لدار الأوبرا القديمة 2500 مدعو، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المشاهدين الذين يراقبون العرض عبر الشاشات الكبيرة في الشوارع القريبة منها.
وتستدرك موريس بأن حفلة هذا العام، التي ستعقد يوم الجمعة، واجهت جدلا كبيرا بسبب قرارها تكريم الرئيس السيسي ومنحه جائزة اعترافا بدوره في "بناء الجسور وبناء السلام" في شمال أفريقيا.
وتلفت الصحيفة إلى أن منظمة للحفلات استقالت احتجاجا على هذا القرار، ومن ثم استقالت بعدها بديلة لها بعدما تلقت تهديدات؛ لأنها قررت أخذ مكان زميلتها المستقيلة؛ وقالت إنها "تجاوزت الحدود كلها".
وينوه التقرير إلى أنه في الضربة الأخيرة للمناسبة فإن الملياردير الألماني وصاحب شركة أنظمة الحاسوب ديمتار هوب، أكد يوم الثلاثاء أنه فرر التخلي عن الجائزة المقدمة له وبأنه لن يحضر الحفل، وقال إن قرار الأوبرا منح السيسي الجائزة ألقى بظلاله السوداء على المناسبة.
وتنقل الكاتبة عن المنظمين، قولهم إنهم ألغوا حفل تقديم الجائزة، لكن الحفلة الموسيقية ستتم في موعدها، فيما قالت دار الأوبرا إن قرار منح السيسي الجائزة كان "خطأ"، مشيرة إلى أن الرئيس المصري قام منذ وصوله إلى السلطة من خلال انقلاب عام 2013 بحملة قمع واعتقالات واسعة لمعارضيه والمحامين والناشطين، وأثارت جماعات حقوق الإنسان مخاوف من موضوع المحاكمات غير العادلة والتعذيب والعنف وقمع المتظاهرين.
وتذكر الصحيفة أنه عندما أعلن المنظمون عن منح الجائزة فإنهم وصفوا السيسي بأنه "شعلة أمل وتشجيع للقارة كلها"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية "دي بي إي"، لافتة إلى أن المذيعة التلفزيونية الألمانية المعروفة جوديث ريكرز، التي كانت ستدير المناسبة، قررت الانسحاب بعدما أعربت في الشهر الماضي عن ضيقها من اختيار السيسي لمنحه الجائزة.
ويفيد التقرير بأن المقدمة التي تم اختيارها لتحل محل ريكرز، وهي مارييل هوبنر، قالت إنها أجبرت على التراجع، وقال مديرها: "لقد عانت من مستويات كراهية وتهديد"، فيما قالت المؤسسة الألمانية التي تعمل فيها هوبنر في بيان لها إنها "صدمت" من مستوى النقد الموجه لها، "ولا شيء يبرر هذا الغضب".
وتنوه موريس إلى أن المنظمين تمسكوا في البداية بقرارهم منح السيسي الجائزة، وسافروا إلى القاهرة لتقديم وسام القديس جورج، الذي يحمل صورة القديس وهو يقتل التنين -وهو رمز لانتشار الخير على الشر- مشيرة إلى قول هوب إنه قرر عدم السفر لئلا يتعرض هو وعائلته للهجمات والتهديدات، بحسب ما نشرت "دي فيليت".
وتبين الصحيفة أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يثير فيها اختيار شخص للجائزة الانتقادات، فقد أثار خيار عام 2017، وهو هانس يورغن – نومان، جدلا بعدما قال مجيبا عن سؤال عن ترامب: "يجب على الشعوب البيضاء الاتحاد معا".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول المنظمين إن التغيير في البرنامج هو "مفهوم جديد" رقص وموسيقى لكن دون توزيع للجوائز، لافتة إلى أن الجائزة منحت في عام 2009 للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)