هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استبعد مختصون، تنفيذ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للتهديدات التي أطلقها بشأن وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وقطع كامل للعلاقات مع أمريكا و"إسرائيل"، في حين كشف مختص عن ترتيبات "للقاءات مباشرة" في إحدى العواصم الأوروبية لوضع آلية تنفيذ بنود "صفقة القرن".
مهاترات أمريكية
وفي كلمته في الاجتماع الطارئ لوزراء
الخارجية العرب السبت في القاهرة، أكد عباس رفض الفلسطينيين لـ"صفقة القرن،
ورفض بقاء الولايات المتحدة وسيطا وحيدا لأي عملية سلام مستقبلية".
وذكر أنه أبلغ رسميا الأمريكيين
والإسرائيليين، بقطع كافة أشكال التنسيق الأمني معهما، معلنا انطلاق المواجهة
السلمية "لا العسكرية"، لاسترداد الحقوق الفلسطينية.
اقرأ المزيد: قناة عبرية: رئيسة "CIA" زارت رام الله سرا بعد إعلان "الصفقة"
وحول الرسالة التي تحملها تهديدات
رئيس السلطة وقائد حركة "فتح"، أوضح القيادي في "فتح" يزيد
الحويحي، أنها "ذات بعدين، الأول؛ يخص الداخل الفلسطيني؛ أنه لم يعد هناك
مبرر لاستمرار الخلاف والانقسام، وكنتم قد أخذتم علينا بأن علاقتنا مع الاحتلال
وأمريكا هي على حساب قضايا شعبنا، وأن التنسيق الأمني هو الذي يعيق المصالحة،
فالآن لا تنسيق أمنيا ولا تبادل معلومات، وبالتالي لا حجة على أحد".
وذكر الحويحي في حديثه
لـ"عربي21"، أن "البعد الثاني؛ تعلق بكشف وتكذيب كل المهاترات
الأمريكية التي زعمت أن هناك دولا عربية أبلغت واشنطن بالموافقة على صفقة القرن،
وأن هناك وزراء عرب باركوا الخطة الأمريكية"، معتبرا أن "الأمة العربية
أمس، وقفت الموقف المعهود الذي كنا نتمناه أول أمس".
وأفاد الحويحي، بأن "أبا مازن
نجح في ترتيب الصف العربي خلف الموقف الفلسطيني؛ أنه لا لصفقة القرن ولا لمشاريع
تصفية القضية الفلسطينية".
وحول قراءته لتهديدات رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وتجميد كامل للعلاقات مع
أمريكا و"إسرائيل"، نوه أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، إلى أنه
"لطالما هدد رئيس السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني ووقف العمل
بالاتفاقات السابقة لكنه لم يفعل".
تهديد كلامي
وأضاف البسوس في حديثه
لـ"عربي21": "هناك شكوك كبيرة في أن ينفذ ما قاله؛ خاصة أن وجود
السلطة مرتبط بالاتفاقات الأمنية والتنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي"،
معتبرا أن "ما صدر عن عباس تهديد كلامي أكثر منه واقعي، والأيام القادمة
ستشهد على ذلك".
وحول المطلوب عمليا من عباس لإسقاط
"صفقة القرن"، شدد البسوس على ضرورة تحقيق "الوحدة الوطنية
الفلسطينية وتوحيد البرنامج السياسي، والذهاب باتجاه كل الوسائل المشروعة لمقاومة
الاحتلال، والتأكيد على خطة وطنية واضحة لاستعادة الحقوق الفلسطينية".
اقرأ المزيد: عباس يعلن قطع العلاقة بأمريكا وإسرائيل ويتجه لمجلس الأمن
من جانبه، أوضح الكاتب والناشط
السياسي الفلسطيني، زهير الشاعر، أن "التهديد بوقف التنسيق الأمني، لا يتعدى
الاستهلاك الإعلامي، ومحاولة محاكاة عواطف الناس التي نجح فيها أبو مازن طوال فترة
حكمه وكلما تعرض لأزمات داخلية".
وأكد الشاعر في حديثه
لـ"عربي21"، أن "عباس لا يستطيع أن يوقف التنسيق الأمني؛ لأن له
مصلحة في ذلك بغض النظر عن مصلحة الاحتلال".
وحول التواصل مع الإدارة الأمريكية،
نبه الشاعر إلى أن "هناك لقاءات غير مباشرة ورسائل متبادلة بعيدا عن
الإعلام"، كاشفا لـ"عربي21"، عن وجود "ترتيبات للقاءات مباشرة
في إحدى العواصم الأوربية خلال الشهرين القادمين، تجنبا للإحراج والنقد، وذلك للنظر
في آلية تنفيذ بنود صفقة القرن بعد أن يتم تجاوز ردود الفعل وتهيئة الرأي العام
الفلسطيني للقبول بها حتى لو بالتدرج".
ورأى أن "التهديد بقطع
العلاقات، هو هراء وخطاب استهلاكي لا قيمة له، لأنه غير واقعي وغير منطقي وغير
قابل للتطبيق من الجانب الفلسطيني"، لافتا إلى أن "المجلسين؛ المركزي لمنظمة
التحرير والوطني، اتخذا العديد من القرارات بهذا الشأن عام 2015، ولم يتم تنفيذ أي
منها ولن يتم تنفيذ أي منها بالتأكيد".
مرحلة جديدة
ونوه الكاتب إلى أن "الأمور
تسير فقط في إطار كسب المزيد من الوقت، وضمان صمت الشارع الفلسطيني وتنفيس غضبه،
وهنا يتأكد أن المنظومة الفلسطينية القائمة قد نجحت في ذلك بامتياز"، مضيفا:
"خلاصة الأمر؛ لا وقف للتنسيق الأمني، لا تجميد للعلاقات مع أي طرف، وسيبقى
الأمر كما هو عليه، مع العمل على فرض الأمر الواقع وتهيئة الرأي العام الفلسطيني
للقبول بذلك".
بدوره، رجح الباحث في الشؤون
السياسية والعلاقات الدولية منصور أبو كريم، أن "السلطة ممثلة بالرئيس
والقيادة الفلسطينية، تتجه نحو وقف العمل بكافة الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال في
ضوء الموقف الأمريكي خاصة إذا أقدمت إسرائيل على ضم الأغوار والمستوطنات في الضفة
الغربية".
وأوضح أبو كريم في حديثه
لـ"عربي21"، أن "هذا الأمر يندرج في سياق إعادة تقييم دور السلطة
الوظيفي كما قال أبو مازن، عقب طرح واشنطن صفقة القرن؛ التي مست الحقوق الوطنية
الفلسطينية بشكل كامل"، منوها إلى أن "التهديد بوقف التنسيق الأمني؛
ورقة تلوح بها السلطة لأهمية هذا الأمر بالنسبة للأمن الإسرائيلي".
ورأى أبو كريم، أن "قطع
العلاقات مع الجانب الأمريكي والإسرائيلي، أمر طبيعي في ظل الانحياز الأمريكي
الكامل للاحتلال وتبني رؤية اليمين المتطرف بصورة كاملة في الخطة الأمريكية، ويهدف
إلى الانفكاك من مسار أوسلو وخلق مسار جديد للنظام السياسي الفلسطيني، يمكن من
خلاله تحويل دور السلطة لتصبح أداة من أدوات مواجهة الاحتلال على المستويات السياسي
والاقتصادي والشعبي".
وأكد أن "الموقف الأمريكي وضع
السلطة أمام مرحلة جديدة، قد نشهد فيها العودة إلى مربع النضال بأشكاله وأدواته المختلفة،
في ظل انسداد الأفق السياسي والتحول الاستراتيجي في الموقف الأمريكي"، مضيفا:
"هذه المرحلة قد نرى فيها عودة لتوتر الوضع الأمني والسياسي في الضفة كما حدث
خلال فترة انتفاضة الأقصى".
ومساء الثلاثاء 28 كانون الثاني/ يناير
2020، أعلن ترامب في مؤتمر مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، عن تفاصيل الخطة الأمريكية للسلام في منطقة الشرق الأوسط المعروفة
إعلاميا بـ"صفقة القرن".