هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر معهد "إيسبي أونلاين" الإيطالي للدراسات تقريرا تحدث فيه عن إعلان الرئيس الأمريكي لما سمّي بصفقة القرن أو خطة التسوية المزعومة للشرق الأوسط، والاستراتيجية التي تقف وراء إعلانها في هذا الوقت.
وقال المعهد، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الإعلان عن صفقة القرن يندرج ضمن مرحلة سياسية حساسة بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، حيث ستعقد انتخابات مبكرة في الثاني من آذار/ مارس للمرة الثالثة خلال سنة بعد توجيه اتهامات بالفساد إلى نتنياهو.
وأفاد المعهد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أعلن في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 عن نيته إنهاء "النزاع الذي لا نهاية له" بين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال اقتراح خطة "لا يمكنهم رفضها". وبعد ثلاث سنوات من الانتظار والتكهنات العديدة، تم تقديم خطة جاريد كوشنر للسلام في الشرق الأوسط أخيرا، التي عرّفها ترامب بأنها "صفقة القرن"، وتتضمن تنازلات واسعة لإسرائيل وإنشاء دولة منزوعة السلاح تدعى فلسطين الجديدة.
في هذا الصدد، استدعى ترامب كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو ومنافسه في الانتخابات زعيم تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس إلى البيت الأبيض لإعلان مشروعه. ويذكر أن السلطة الفلسطينية قطعت جميع العلاقات الرسمية مع البيت الأبيض ووزارة الخارجية بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل في كانون الأول/ ديسمبر 2017.
ومن جهته، علق رئيس الوزراء الفلسطيني محمد شتية، عن مبادرة ترامب قائلا إنّ "هدفها الوحيد هو حماية ترامب من المساءلة، وحماية نتنياهو من السجن".
اقرأ أيضا: هذا أبرز ما أعلنه ترامب ونتنياهو حول صفقة القرن.. بالنقاط
ماذا قال ترامب؟
وذكر المعهد أن دونالد ترامب صرح أثناء عرض خطته للشرق الأوسط بأن "الشباب في الشرق الأوسط جاهز لمستقبل أفضل"، مشيرا إلى أن "هذه الصفقة خطوة كبيرة نحو السلام" مؤكدا أن "القدس ستظل عاصمة إسرائيل". كما نوه الرئيس الأمريكي إلى أن هذه الصفقة قد تكون الفرصة الأخيرة لتصحيح الأخطاء الماضية.
ماذا تتضمن الخطة؟
وتطرق ترامب خلال المؤتمر الصحفي مع نتنياهو إلى تفاصيل الصفحات الـ 180 من الصفقة، التي يضمن فيها بقاء القدس عاصمةً لإسرائيل وغير قابلة للتقسيم، وفي الوقت ذاته يمنح الإسرائيليين خيار بسط سيادتهم على المستوطنات في الضفة الغربية، لكنه يطلب من نتنياهو تجميد بناء المستوطنات في الأراضي العربية لمدة أربع سنوات ويمنح الفلسطينيين الوقت للتفاوض على تفاصيل الخطة. وإذا تم قبول الصفقة سيتضاعف القسم الممنوح إليهم.
الاستراتيجية الانتخابية؟
أوضح المعهد أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نتنياهو أراد الذهاب إلى واشنطن رفقة قادة المستوطنات، التي سيطلب منها التصويت له في غضون ما يزيد قليلاً عن شهر، بينما يحاكم ترامب من قبل مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة. لكن إذا تمكن من تنفيذ خطته، فإنه يضمن دعم المسيحيين الإنجيليين في الانتخابات الرئاسية التي ستقام تشرين الثاني/ نوفمبر.
لكن يشتبه النقاد في أن خطة التسوية هي اتفاقية انتخابية بين زعيمين وليست استراتيجية سلام ناجحة. والمثير للدهشة أن رئيس الوزراء نتنياهو سحب طلب الحصانة أمام البرلمان، ووافق على محاكمته قائلا: "لن أسمح لأعدائي بأن يستخدموا التهم الموجهة لي لإفساد فرصة تاريخية"، مشيرا إلى أنه سيسافر إلى موسكو لمناقشة خطة التسوية مع فلاديمير بوتين.
اقرأ أيضا: أردوغان يعلق على "صفقة القرن".. واتهام لدول خليجية بدعمها
كيف كانت ردود أفعال الدول العربية؟
تساءل المعهد عن ردود أفعال الدول العربية لما يسميه محمود عباس "صفعة القرن". فبينما سيُطلب من الإمارات والسعودية المساهمة في الجزء الاقتصادي من الصفقة مع ضمان تنمية الأراضي الفلسطينية، فإن الدول الأخرى تخشى أن تصبح "ضحايا جانبية". أما الأردن، فقد أخذ الاحتياطات اللازمة في الأيام الأخيرة خوفا من أن الخطة على المدى المتوسط ستمنح إسرائيل الضوء الأخضر لضم وادي الأردن.
في الختام، بيّن المعهد أنه بعد الإعلان عن هذه الخطة من الواضح أن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يزال بعيد المنال، ويشير نوا لانداو من صحيفة هآرتس، إلى أنه "يبدو أن اتفاق القرن مكتوب بطريقة لا تترك للفلسطينيين خيارا سوى رفضها. وربما كانت هذه هي الخطة من البداية". ووفقا لأوغو ترامبولي، كبير مستشاري المعهد، فإن خطة القرن تبدو عملية انتخابية على حساب الفلسطينيين.