هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عبرت شخصيات فلسطينية بارزة عن رفضها القاطع لبنود صفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأمريكي مساء الثلاثاء.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، إن الصفقة "هي خطة نتنياهو في فلسطين، وهي استعراض انتخابي وهروب مشترك من محاكمة لعزل ترمب ومحاكمة نتنياهو".
وأضاف: "نرفض الصفقة وسنقاومها وسنفشلها، ولن يكتب لها النجاح، ووعوده للفلسطينين فارغة لا معنى لها، المطلوب وحدة وطنية جامعة، استراتيجية وطنية واحدة، العمل نحو موقف عربي وإسلامي مؤيد".
أما أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، فايز أبو عيطة، قال: "سنبدأ العمل والمقاومة لإفشال صفقة القرن باعتبارها مشروعا لتصفية القضية الفلسطينية".
وأكدت شخصيات فلسطينية، أن ما ورد في إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بخصوص "صفقة القرن"، "إعلان حرب وإملاءات على الفلسطينيين" لصالح الإسرائيليين.
وأعلن ترامب بصحبة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو رسميا مساء الثلاثاء، عن تفاصيل الخطة الأمريكية للسلام في منطقة الشرق الأوسط، والتي تسببت بغليان الشارع الفلسطيني ورفض شعبي ورسمي وفصائلي كبير لها.
"تهديد مبطن"
وفي تعليقه على ما ورد في المؤتمر الذي عقده ترامب، أكد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وعضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، طلال أبو ظريفة، أن ما صرح به ترامب هو "بمثابة إعلان حرب، وتجاوز لقرارات الشرعية الدولي وتحقيق حلم الحركة الصهيونية بالاعتراف بيهودية الدولة".
وشدد في تصريح لـ"عربي21"، على أن "صفقة تصفية الحقوق والقضية الوطنية لن تمر، وهي الصفقة التي شملت على شطب حق العودة والقدس عاصمة لدولة لاحتلال".
من جهتها، اعتبرت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الثلاثاء، أن "صفقة القرن محاولة لتصفية القضية الفلسطينية".
وفي شريط فيديو مسجل وزعه مكتبها، قالت عشراوي، إن "الصفقة محاولة للحصول على الشرعية لدولة الاحتلال".
وأضافت: "نحن متمسكون بحقوقنا وندرك حجم المؤامرة، والمطلوب رص الصفوف والثقة بالقدرة على المواجهة، وفي النهاية سننتصر".
من جانبه، وصف حسين حمايل، الناطق باسم حركة "فتح"، ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من تفاصيل صفقة القرن المزعومة، بأنه "مسرحية هزيلة واستعراض انتخابي".
وقال حمايل: "كل ما قيل لن يتم قبوله والصفقة لن تمر وهي مرفوضة من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية".
وأضاف: "ترامب بإعلانه أساء للولايات المتحدة، حيث أعلن عن خطة لم يتشاور فيها مع الفلسطينيين".
وشدد حمايل على أن "الصفقة مرفوضة من كل الأحرار بالعالم، والذين شاركوا ممثلين عن دول عربية، خرجوا عن إرادة شعوبهم"، في إشارة لسفراء سلطنة عمان والبحرين والإمارات لدى الولايات المتحدة الذين شاركوا في مؤتمر ترامب للإعلان عن الصفقة المزعومة.
إملاءات أمريكية
من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، أن "خطة السلام الأمريكية؛ عبارة عن إملاءات على الفلسطينيين لصالح الإسرائيليين وتشمل تهديد مبطن إذا رفضتها القيادة الفلسطينية".
ورأى في حديثه لـ"عربي21"، أن "أكثر شيء ملفت للانتباه في خطاب ترامب لغة جسده، التي عكست عنجهية وكبر وازدراء للآخرين".
وأوضح البسوس، أن "الخطة جردت الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية في العودة وفي القدس وفي الدولة الفلسطينية المستقلة بسيادة على الحدود التاريخية، وحتى انها لم تلتزم الخطة بحدود ال 67، وكل ذلك مقابل وعود مالية ومفاوضات تستمر لمدة 3 سنوات".
فضيحة عالمية
أما الخبير الإعلامي محسن الإفرنجي، رأى أن "مؤتمر الإعلان عن "صفقة تاريخية" كما يصفونها، تحول إلى مهرجان انتخابي لرئيسين مثقلين بالاتهامات بالفساد وغيره، حيث يحاول كل واحد منهما كسب أصوات أحزابه في غياب صاحب الحق الرئيسي الذي يبيعون ويشترون باسمه ويوزعون الغنائم مع إغفال تام للاحتلال الذي هو منبع الإرهاب".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "لن ينجح ترامب ولا نتنياهو ولا من يؤيدهما من عرب أو أجانب في تمرير حلول تصفوية لأعدل قضية عرفها التاريخ".
وأوضح الإفرنجي، أنه "رغم ضعف الموقف الفلسطيني والعربي، إلا أن روح شعبنا الفلسطيني لا تزال حية ونابضة بحب الأرض والانتماء والمقاومة، وهذه الروح هي الصخرة التي تكسرت عليها كل الصفقات المشبوهة ومشاريع التسوية الظالمة".
وأكد الخبير، أن "المؤتمر يمثل فضيحة عالمية مدوية للمجتمع الدولي الذي يدعم الجلاد في وجه الضحية، تحت مسميات وتوصيفات مختلفة".
غموض كبير
أما الناشط المقدس فخري أبو دياب، فقد رأى أنها "وعد بلفور جديد، حيث تريد أمريكا من الفلسطينيين أن تعترف للاحتلال بحقهم المزعوم وبسيادتهم على كل الارض الفلسطينية، وأن القدس الموحدة هي عاصمتهم، والغاء كل ما صدر عن الشرعية الدولية، وأن نكون غرباء في وطننا نلهث خلف حفنة من المال دون أدنى سيادة أو حق والغاء".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن ما أدلي به ترامب يؤكد أنهم يريدون من الشعب الفلسطيني أن "يكون جسرا لتطبيع علاقاتهم مع العالم العربي والإسلامي"، مؤكدا أن "صفقة القرن تلغي كافة حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه وأرضه، وتريد أن تجعل منا حرس على مستوطنات الاحتلال".
وفي تعقيبه على خطاب ترامب حول صفقة القرن"، أوضح الخبير الأمني إسلام شهوان، أن "خطاب ترامب فيه من الغموض الكبير، خاصة فيما يتعلق بقضايا تحديد المصير للشعب الفلسطيني؛ ف لا حدود لا موارد لا أجواء لا قرار سيادي ولا مصادر اقتصادية لبناء اقتصاد دولة".
ونوه في حديثه لـ"عربي21"، أن "هناك أيضا غموض كبير في السيادة حول العاصمة، فكيف سيكون لنا عاصمة في القدس وهي تحت السيطرة الإسرائيلية؟"، معتبرا أن "خطاب ترامب فيه تشكيك بكل ما قدم من رؤي سياسية دولية وإقليمية واممية، حول آليات الحل للصراع العربي الإسرائيلي".
وأكد شهوان، أن "الاستشهاد بالتوراة والإنجيل، واستخدام الدين في السياسة، يؤكد أن التوجه هو صليبي صهيوني لإدارة الصراع مع العالم العربي والإسلامي".