ملفات وتقارير

مشروع بريطاني لوقف النار في ليبيا.. هل يعتمده مجلس الأمن؟

مجلس الأمن يعقد الأربعاء اجتماعا لمناقشة مسودة قرار قدمته بريطانيا لوقف النار في ليبيا- جيتي
مجلس الأمن يعقد الأربعاء اجتماعا لمناقشة مسودة قرار قدمته بريطانيا لوقف النار في ليبيا- جيتي

من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا غدا الأربعاء، لمناقشة مسودة قرار قدمته "بريطانيا" يدعو إلى "وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، ويطلب تقديم مقترحات لمراقبة الهدنة، ما أثار تساؤلات حول مدى اعتماد المجلس للقرار أم سيكون "الفيتو" في انتظاره.


وينص القرار على عدة بنود من شأنها تحقيق وقف دائم للنار في ليبيا خاصة قبيل انعقاد اجتماع "جنيف" المرتقب، ومن البنود التي طرحتها مسودة القرار البريطاني "وجوب "فصل القوات" المتحاربة وإرساء "تدابير لبناء الثقة" بين المعسكرين، ومطالبة الأمين العام للأمم المتحدة تقديم اقتراحات بشأن الآليات الممكن اعتمادها لمراقبة وقف إطلاق النار بما في ذلك "مساهمات من منظمات إقليمية".


"انقسام واتفاقيات سابقة"


وجاءت المسودة البريطانية في وقت وجود هدنة "هشة" تم اقتراحها خلال اجتماعات "موسكو" الأخيرة والتي رفض "حفتر" التوقيع على الاتفاق المبرم هناك، كما جاءت الخطوة البريطانية في وقت أكدت مخرجات مؤتمر "برلين" الأخير على رفض التدخلات الأجنبية في ليبيا وعلى حث الأطراف على احترام الهدنة وتنفيذها".


كما جاءت جلسة المجلس ومناقشته للقرار المقترح في وقت تستعد البعثة الأممية لتنظيم اجتماعات بين الطرفين في "جنيف"، ما يطرح تساؤلات حول: أليس الأولى اعتماد مجلس الأمن لاتفاق "موسكو" ومخرجات "برلين" أم الانقسام داخل المجلس سيجعله يرفض الكل؟


"داعمو "حفتر" الدوليون

 
من جانبه، أكد وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن "الخلاف بين أعضاء مجلس الأمن بخصوص ليبيا ما زال قائما، وأن "فرنسا" وحلفاءها ستقف بالمرصاد لكل محاولة تؤثر على وصول "حفتر" إلى السلطة بدون منازع، وذلك ليتمكن من أجندته بإلغاء أي احتمال لإقامة دولة ديمقراطية في ليبيا".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "احتمالات اعتماد القرار البريطاني أو غيره من مجلس الأمن ضعيفة، وأن الدول المشاركة في "برلين" لم تكن صادقة في تأييد وقف إطلاق النار بدليل قبول موقف "حفتر" الرافض للتوقيع على اتفاق "موسكو"، وفق وجهة نظره.

 

اقرأ أيضا: أردوغان وتبون يتفقان على التعاون المشترك والحل السلمي بليبيا

وتابع: "حفتر ليس له خيار التخلي عن الحرب والدخول في مفاوضات تُبقي على خصومه أحياء ناهيك عن أن تشاركهم في الحكم، وقد أعلن الناطق باسمه بوضوح أنهم ذهبوا مجاملة لأصدقائهم وأنهم لايؤمنون إلا بالحل العسكري لذا فإن هذه المحاولات للرجوع إلى المسار السياسي دون ردع "حفتر" عبث"، كما قال.


"رفض فرنسي وامتناع روسي"


في حين أوضح آمر سلاح المدفعية بالقوات البرية التابعة لحكومة الوفاق، العقيد فرج آخليل، أن "المبادرة البريطانية جاءت متأخرة جدا وتجاوزها الوقت، وذلك نتيجة دخول أطراف دولية متعددة ولاعبين كبار في الملف الليبي وأصبحوا هم من يملكون القرار".


وفي تصريحه لـ"عربي21" أكد أن "بريطانيا تدافع عن مصالحها فقط بليبيا من خلال هذه المبادرة، أما الأزمة الليبية فلا يمكن أن يحسمها حل عسكري كوننا نحن وهم نملك التسليح الكافي ونملك الدعم الدولي ايضا، وهذه الخطوة البريطانية ستنصدم برفض فرنسي قاطع وامتناع روسي حذر"، وفق تقديراته.


"ردع وآليات فنية"


الباحث السياسي السوداني المهتم بالملف الليبي، عباس محمد صالح رأى أن "المجتمع الدولي الآن يفتقر للإرادة السياسية والإجماع تجاه المسألة الليبية وبالتالي مشروع القرار البريطاني الرامي لوقف دائم لإطلاق النار لن يتعدى مواقف غدت تقليدية".

 

اقرأ أيضا: "الوفاق" تتهم حفتر بخرق الهدنة في أبو قرين.. والأخير يرد

وأضاف: "مسألة وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا حاليا يحتاج لما هو أبعد من هذا المقترح فحسب، يتطلب إدارة قوية تتبعها آليات فنية لفرض القرار وحمل كل الأطراف على القبول به وتنفيذه، فضلا عن ردع الطرف الذي لا يلتزم به، لذا حتى إذا تم تبني مسودة القرار البريطاني ستبقى حبيسة أدراج المجلس ولن تنعكس على الأرض في ليبيا"، كما صرح لـ"عربي21".


"قرار غير ملزم"

 

 الكاتب السياسي الليبي، فرج فركاش أشار إلى أنه "إذا كان "حفتر" ومن خلفه من الدول الداعمة جادين في الوصول إلى حل سياسي لكان الأولى توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في "موسكو"، وفي ظل غياب أي تصريحات من جانب حفتر تعلن صراحة موافقتها على مخرجات "برلين"، نتوقع وجود مفاوضات قبل صدور أي قرار ملزم من مجلس الأمن".


وتوقع خلال تصريحه لـ"عربي21" أنه "قد يخرج من المجلس في جلسة الغد قرار فضفاض أو بيان غير ملزم يعطي "حفتر" المزيد من الوقت للمناورة، خاصة أننا لازلنا نرى النفاق السياسي الذي تمارسه "فرنسا" والتي عارضت الأيام الماضية مشروع قرار يدين إغلاق الحقول النفطية وكذلك نفاق بعض الدول الأوروبية"، كما رأى.

التعليقات (0)