هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن
أهمية كتابة المذكرات، خاصة أنها نشاط قد يساعدنا على عدم الوقوع في نفس الأخطاء
التي ارتكبناها سابقا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن
أغلبية الأشخاص كتبوا مذكراتهم خلال فترة المراهقة، حيث كانوا يسردون المواقف
الدرامية الحزينة التي تعرضوا لها في المدرسة الثانوية وكانوا يحافظون على هذا
الدفتر بحرص شديد، لأنه يحتوي على جميع أسرارهم والمواقف المحرجة التي تعرضوا لها.
وقد عرضت الأفلام السينمائية مرارا وتكرارا مشهد الفتاة الشابة
التي تحتضن دفتر المذكرات الخاص بها وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة وهي تفكر في
الأشياء التي كتبتها فيه.
ومن بين هذه الأفلام، ذكرت الصحيفة بأن فيلم "مذكرات
بريدجيت جونز"، الذي كانت فيه البطلة توثق عدد السجائر التي دخنتها وعدد
الكيلوغرامات التي خسرتها واكتسبتها في مرحلة ما.
اقرأ أيضا: أفضل دول العالم للدراسة فيها.. تعرف عليها (إنفوغراف)
وأضافت الصحيفة أننا "ننسى هذه المذكرات بمجرد أن نصل إلى
سن البلوغ والرشد، وربما نشعر أنه لم يعد لدينا وقت لمواصلة التعبير عن تجاربنا
وأفكارنا على الورق أو أن هذه التجربة ببساطة تصبح سخيفة وساذجة".
وأشارت الصحيفة إلى أن كتابة المذكرات عادة ما تتلاشى على مر
السنين لأننا نربط هذا النشاط بلحظات معينة وهما الطفولة والمراهقة. ولكن الأمر
الذي ينبغي أن نعرفه جيّدا هو أن التعود على كتابة المذكرات أمر له الكثير من
الفوائد التي لا تحصى خاصة على الصعيد النفسي.
وبينت أنه "يساعدنا على تنظيم أفكارنا وترتيبها والتفكير
فيما يجب أن نكتبه وكيفية القيام به حتى تصبح نقطة البداية عندما يتعلق الأمر
بالتغلب على الأوقات الصعبة".
وحسب الطبيبة النفسية والعضو في الدليل الطبي المبتكر "توب
دوكتورز"، ماريا غاليغو، فإنه بفضل كتابة مذكرات وتوثيق مختلف اللحظات المهمة
في حياتنا "نتجنب أن تصبح هذه الذكريات أمورا غامضة على مر السنين ونتعلم عدم
الوقوع مرارا وتكرارا في نفس الأخطاء من خلال رؤية أفعالنا الماضية بوضوح".
نكتب ما نشعر به
ونقلت الصحيفة عن عالمة النفس شيلا إستيفيز، الخبيرة في
النزاعات العاطفية، أن كتابة المذكرات تهدف إلى "الإفصاح عما نشعر به
داخليا".
وتضيف "قد يحوّل هذا الأمر دفتر المذكرات إلى مجموعة من الذكريات
المجسدة في الكلمات التي تعد من طرق تصوير وتوثيق هذه الذكريات".
وقد أكدت إستيفيز أن كتابة المذكرات لا تساهم في توثيق الذكريات
ورواية تجاربنا الخاصة فحسب، بل "تساعد أيضا في حسن صياغة الأفكار وتطلق
العنان لملكة الخيال والإبداع لدينا".
وقالت شيلا إستيفيز إن "كتابة المذكرات تلعب دورا مهما في
عملية التطور حيث تعزّز لدينا القدرة على النقد البناء والتعلم من التجارب
السابقة".
وتنوه "ليس من الضروري أن يكتب الإنسان مذكراته بشكل يومي
ومستمر".
وهو ما أكدته ماريا غاليغو بأن "كتابة المذكرات تساعدنا
على معرفة أنفسنا بشكل أفضل، سواء كانت نشاطا روتينيا يوميا أو إذا قمنا به في
أوقات محددة".
اقرأ أيضا: الروائي يحيى حمدان.. الكتابة ومقاومة اليأس
وأوردت الصحيفة أن قراءة ما نكتبه بعد مرور سنوات يعتبر أمرا
مثيرا للاهتمام وهو ما يمكّننا من ملاحظة وفهم التطور العاطفي الذي حصل لنا.
وأفادت غاليغو بأن "قراءة ذكريات تروي كيف مررنا بمواقف
صعبة وتمكنا من تجاوزها ما يفيدنا كثيرا ويجعلنا نشعر بموجات إيجابية. كما أن
قراءة ذكريات سعيدة يجعلنا نستمتع بها من جديد".
وكذلك أوضحت شيلا إستيفيز أن العودة إلى "الإطار"
السابق يمكن أن يساعدنا في تحديد "ما إذا كان ما شعرنا به في تلك اللحظة
يناسب بالفعل الشعور بالضيق الحقيقي أو الرفاه".
اللحظات الحميمية
وتضيف الصحيفة أنه من المميزات الأخرى لكتابة المذكرات هو أنها "تجربة
حميمية صرفة أي أننا فقط نكتب لأنفسنا وليس لغيرنا من المتلقين".
وفي هذا الصدد، قالت الخبيرة غاليغو إن "الأشخاص يكتبون
مذكراتهم بطريقة أكثر عفوية وطبيعية لأنهم يعلمون أن لا أحد سوف يقرأها".
وتشير بعض الأبحاث إلى أننا نميل إلى تشديد الرقابة الذاتية على
ما نكتبه أو حذف بعض المحتويات أو حتى استخدام الخيال الذاتي بشكل منتظم حين نعلم
أن أفكارنا أو عواطفنا أو مشاعرنا ستقرأ من قبل أشخاص آخرين.