هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دخل رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، وخطيب
المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، رغم قرار
الاحتلال، الأحد الماضي، بإبعاده عن المسجد لمدة أسبوع.
وفي تصريحات خاصة بـ"عربي21" شدد الشيخ عكرمة صبري، على
أهمية وجود المصلين في المسجد الأقصى، محذرا في الوقت ذاته من خطورة إجراءات
ومشاريع الاحتلال الإسرائيلي التوسعية العدوانية.
وفي تعليقه على استمرار اعتداء الاحتلال على المصلين واقتحامه للمسجد
الأقصى، ذكر الشيخ صبري أنه "لا
يخفى على أحد أن الاحتلال طامع في المسجد الأقصى، وهو يغتاظ من وجود المسلمين
المكثف في رحاب الأقصى".
وأكد أن "وجود المصلين المكثف في الأقصى، يعرقل تنفيذ مخططات
وأهداف الاحتلال التوسعية العدوانية، فيقوم الاحتلال بأعمال انتقامية غوغائية ضد
المصلين المسلمين من اعتقال، إبعاد عن الأقصى، ضرب ومنع وصول الحافلات والسيارات
التي تقل المصلين للأقصى".
اقرأ أيضا: الاحتلال يبعد الشيخ عكرمة صبري عن المسجد الأقصى
وأوضح خطيب الأقصى، أن "إجراءات الاحتلال التعسفية ازدادت
وتيرتها في هذه الأيام، لأن المسلمين شعروا بأخطار حقيقية محدقة بالأقصى، فازداد
تمسكهم بالأقصى، وارتفع عددهم أكثر وأكثر في رحاب الأقصى، فكانت صلوات الفجر يوم
الجمعة، وهذا أمر طبيعي، إلا أن الاحتلال لا يريد ذلك".
وعن خطورة ارتفاع استهداف سلطات الاحتلال للعلماء والرموز الإسلامية
في القدس إما بالاعتقال أو الإبعاد أو التضييق عليهم بأشكال مختلفة، نبه إلى أن
"هذا الاستهداف هو من أجل دب الرعب في صفوف المسلمين، ليقولوا أن الرموز منعت
من الوصول إلى الأقصى، وذلك بهدف إحباط الناس، ولكن ما شاهدنه هذه الأسبوع، هو
تفاعل الناس العريض والقوي ضد إجراءات الاحتلال".
وشدد رئيس الهيئة الإسلامية العليا على أن "إجراءات وقرارات الاحتلال التعسفية لن تثني المسلمين عن
تمسكهم بالمسجد الأقصى"، منوها إلى قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى.
ونبه إلى أن "المرحلة التي نحن فيها، هي مرحلة مناسبة ومواتية
للاحتلال في أن ينفذ مشاريعه العدوانية بحق الأقصى، لأن الدول العربية منشغلة
بنفسها؛ صراعات دموية وخصومات، وهذا تسبب بنسيان وانحراف البوصلة عن موضوع القدس
والمسجد الأقصى".
وأضاف صبري: "كما أن الموقف الدولي يساند الاحتلال الإسرائيلي
بالتأثير الأمريكي، ولاحظنا خلال اليومين الماضيين قدوم رؤساء وزعماء دول إلى
فلسطين المحتلة (إسرائيل) للمشاركة في الاحتفالات (المنتدى الدولي الخامس
للهولوكوست)، وهذا يمنح إسرائيل القوة من المواقف الدولية والدول الأجنبية".
وفي المقابل، لفت إلى أن "الدول العربية ملهية من نفسها، ولا
تريد أن تقيم اتحاد فيما بينها، وكانت هناك محاولة مؤخرا لإطلاق مشروع اتحاد
إسلامي على غرار الاتحاد الأوروبي، والدول العربية لم تتجاوب، لأن أمريكا لا تريد
ذلك".
وفي رسالته، أشاد خطيب الأقصى بـ"المواقف الإيمانية لأهالي
والقدس والداخل المحتل عام 1948، وعلى إعمارهم للأقصى ودفاعهم عنه"، داعيا
الله بأن "يثبت الجميع وأن يحمي الأقصى من كل سوء".
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدججة بالسلاح فجر الجمعة،
المسجد الأقصى المبارك بالتزامن مع أداء عدد كبير من المصلين لصلاة الفجر.
وقامت تلك القوات بالاعتداء على المصلين، واعتقال العشرات من
النشطاء، وإبعاد بعضهم عن الأقصى، ومنع وصول العديد من الحافلات، وتحرير مخالفات
لعدد من النشطاء المتطوعين الذين كانوا يعملون على تزويد المصلين ببعض المشروبات
في ظل الأجواء الباردة، إضافة إلى استدعاء العديد منهم للتحقيق.