هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا، يتساءل فيه عما تريده الدول التي تدخلت في النزاع الليبي، مشيرا إلى أنه بعد فشل روسيا في التوصل إلى تسوية بين طرفي النزاع، فإن مؤتمر برلين يحاول اليوم تحقيق تسوية، مع أن الآمال تظل ضئيلة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ليبيا ظلت ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011 منقسمة بين القادة المتنافسين، في وقت حاولت فيه دول العالم أداء دور صانع الملوك، لافتا إلى أن الحرب بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وأمير الحرب خليفة حفتر، جرت إليها كلا من روسيا وتركيا ومصر والإمارات العربية المتحدة وفرنسا وإيطاليا.
ويفيد الموقع بأنه بعد الإعلان عن وقف لإطلاق النار رعته روسيا وتركيا، حاولت موسكو عقد اجتماع للتسوية بين الطرفين المتنازعين، ووقع السراج على الاتفاق فيما تجاهله حفتر، ثم زاد الجنرال المتقاعد من الرهانات عندما هاجم موانئ تصدير النفط، ما أدى إلى انخفاض معدلات تصديره إلى النصف، وقبل يوم من بدء المؤتمر الدولي في برلين.
ويلفت التقرير إلى أن فشل المؤتمر يعني دخول ليبيا، التي تحتوي على أكبر احتياطي للنفط في القارة الأفريقية، في موجة جديدة من الحرب، بالإضافة إلى أن تحرك حفتر نحو موانئ النفط قد يغير من حسابات عدد من الدول المشاركة.
ويوجز الموقع نظرة سريعة على الدول المشاركة في المؤتمر وأهدافها، على النحو الآتي:
يعود اهتمام أنقرة بليبيا إلى الدولة العثمانية، وقبل قرن، نظم الضباط الأتراك، بينهم مؤسس الجمهورية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، المقاومة الليبية ضد الإيطاليين.
ويرى الرئيس رجب طيب أردوغان في ليبيا اليوم طريقا لعمليات تركيا في تحقيق النفوذ والوصول إلى المصادر الغنية في مياه البحر المتوسط، ووقع اتفاقية لترسيم المياه البحرية مع حكومة الوفاق، وهو ما يقلق العضو الآخر في حلف الناتو، اليونان، ولدى المتعهدين الأتراك عقود بمليارات الدولارات وقعوها في ليبيا، حيث كانوا من أنشط رجال الأعمال حتى الإطاحة بنظام القذافي.
روسيا:
إلى جانب أردوغان، حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دفع المتنازعين لحضور لقاء موسكو، مع أن البلدين يدعمان طرفي النزاع، كما هو الحال في سوريا، وقد يحاول بوتين استخدام مسرحي الحرب للحصول على تنازلات من أردوغان، وربما استطاع بوتين تحقيق منافع مع ألمانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي في حال تم التوصل لتسوية في ليبيا، بالإضافة إلى الحصول على عقود في نفط ليبيا.
ألمانيا:
لأن البلد لم يؤد دورا كبيرا في الإطاحة بنظام القذافي، فيمكن لألمانيا تقديم نفسها على أنها طرف محايد، وترغب المستشارة أنجيلا ميركل في بناء حكومة مستقرة في ليبيا، تعمل على وقف تدفق المهاجرين منها إلى دول أوروبا، وترى ألمانيا أن ليبيا، التي تحولت بعد القذافي لمعقل للجهاديين، لاعب مهم في مكافحة المتشددين.
إيطاليا:
كانت إيطاليا دولة مستعمرة لليبيا في بداية القرن العشرين، وتؤدي شركة الطاقة "إيني سبا" دورا مهما في صناعة النفط الليبية، حيث توثقت علاقات رئيس الوزراء السابق سيلفيو بريلسكوني مع القذافي.
وهناك شعور بين المسؤولين الإيطاليين مفاده "لقد حذرناكم" من الفوضى التي تبعت عملية الناتو التي أطاحت بنظام القذافي، التي قادتها فرنسا وبريطانيا، وينتقدون في أحاديثهم الخاصة التدخل الفرنسي في البلاد.
وتظل إيطاليا المحطة الأولى للمهاجرين الذين يعبرون البحر من ليبيا باتجاه أوروبا.
فرنسا:
كانت فرنسا المحرك الرئيسي للحملة التي قادت إلى تغيير النظام في ليبيا، وتلعب على كلا الطرفين، وهي وإن دعمت حكومة الوفاق الوطني، التي أعلن عنها برعاية الأمم المتحدة عام 2015، إلا أنها قدمت الدعم لحفتر، وهي ترى في الجنرال عاملا لوقف تدفق الجهاديين والمال إلى منطقة الساحل، حيث تخوض القوات الفرنسية حربا هناك، وساهم الرئيس إيمانويل ماكرون بتلميع صورة حفتر، حيث دعاه عام 2017 إلى باريس؛ في محاولة لعقد مصالحة بينه وبين السراج.
مصر:
يرى النظام المصري في حفتر الحاجز الوحيد ضد التطرف "الإسلامي"، الذي يخشى من تحول شرق ليبيا إلى منطقة آمنة للجهاديين، يتم من خلالها نقل السلاح والمال لفرع تنظيم الدولة في سيناء، واعترف حفتر بالتعاون الأمني والعسكري مع مصر.
الإمارات العربية المتحدة:
وترى الإمارات، مثل مصر، في حفتر الرجل القادر على سحق الإسلاميين، ووفرت له الدعم العسكري واللوجيستي، وتشن غارات بطائرات درون نيابة عنه.
بريطانيا:
تخلت بريطانيا بشكل كبير عن دورها في الشرق الأوسط، خاصة بما يتعلق بتغيير الأنظمة، وذلك بعد مشاركة رئيس الوزراء الأسبق توني بلير في الحرب التي خاضها الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في العراق عام 2003، التي أدت إلى الإطاحة بصدام حسين في العراق.
وفي فترة بدت بريطانيا تتنافس مع فرنسا حول من يقود التدخل، إلا أن النواب انتقدوا رئيس الوزراء في حينه ديفيد كاميرون لمساهمته في خلق دولة فاشلة، وعندما جاء موضوع سوريا خسر كاميرون تصويتا مهما حول التدخل، ومنذ 2016 انشغلت بريطانيا بمشكلات الخروج من الاتحاد الأوروبي.
الولايات المتحدة:
أدى مقتل السفير كريستوفر ستيفنز في عام 2012 إلى تحديد دور الولايات المتحدة، واقتصر على غارات جوية بين فترة وأخرى ضد أفراد من تنظيم الدولة، وأرسلت رسائل غامضة لطرفي النزاع، حتى لاحظت ما يقوم به بوتين، وأخبر مسؤولو الموقع أن روسيا أرسلت المئات من المرتزقة لمساعدة حفتر، وبعد أسابيع تم إسقاط طائرة دون طيار أمريكية، وعندها بدأت أمريكا بالدفع نحو وقف إطلاق النار وتسوية تؤدي إلى إخراج روسيا.
الصين:
دعت الصين للعودة إلى المحادثات ووقف العنف؛ وذلك لمساعدة الشركات التي تملكها على تأمين عقود في ليبيا، وفي الوقت الذي لا تملك فيه الصين رهانات سياسية إلا أنها أرسلت إلى برلين دبلوماسيا كبيرا للتأكد من حماية مصالحها، وفي أيار/ مايو 2018 وافقت شركة "بتروتشاينا" على شراء النفط الليبي الخام، فيما هناك إمكانية لتوقيع عقود بناء وأخرى مرتبطة بمبادرة الحزام والطريق.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)