هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصف سياسيون ومحللون إعلان
تأسيس تكتل جديد يحمل اسم "مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن"
في العاصمة السعودية الرياض، بأنه "تحصيل حاصل".
وقالوا، في تصريحات
لـ"عربي21"، إن "معظم التحالفات والتكتلات التي هي من دعوة
السعودية تهدف لخلق دور قيادي لها، مستخدمة بذلك أموال النفط، فضلا عن أنها موجهة
لدول بعينها في المنطقة".
ويضم التكتل، الذي أعلن عنه الاثنين، ثماني دول جديدة هي: السعودية، ومصر، والأردن، والسودان، واليمن، والصومال، وإريتريا، وجيبوتي.
ويُعد هذا المجلس ضمن سسلة من
التحالفات الإقليمية التي ظهرت على السطح منذ عام 2015، ولكنها لم تر النور أو لم
تفعل شيئا على الأرض؛ مثل "الناتو العربي" الذي وُلد ميتا، وفق مراقبين.
وبرر التكتل الجديد تأسيسه بأن
دول المنطقة تمر بمرحلة حساسة، وتستشعر الخطر الذي يواجههم، وضرورة العمل على
حماية أمن البحر الأحمر وخليج عدن، من أي مخاطر أو تحديات.
وبهدف تفعيل المجلس، سيدعو
العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى قمة لقادة الدول المطلة على البحر
الأحمر وخليج عدن.
اقرأ أيضا: دعوات تحالف السعودية "الخامس".. هل يبقى حبرا على ورق؟
"رسائل
ودور غائب"
قال السياسي المصري والبرلماني
السابق ياسر عبد الرافع، إن "السعودية بعد فشلها المتلاحق، تبحث لها عن دور
قيادي في المنطقة، فدعت بعض الدول التي لا إرادة لها أو اقتصاد لتشكيل مثل هذا
المجلس، والذي يتكون من دول ضعيفة وفقيرة وليست لها أي ثقل تجاري".
وفي حديثه لـ"عربي21"
لم يستبعد أن يكون المجلس الجديد رسالة لدول بعينها، قائلا: "أعتقد أن التكتل
رسالة موجهة لتركيا بسبب تحركاتها واتفاقياتها العسكرية في الصومال والسودان من
خلال قواعد عسكرية".
وأشار عبد الرافع إلى أن
"الرياض تعمل على تنفيذ أجندة غربية ضد تركيا مستغلة أموال النفط، كما لا
أستبعد أن يعمل المجلس على تقويض نفوذ الإمارات بموانئها المتعددة".
وقلّل عبد الرافع من شأن المجلس
الجديد بالقول: "لا ننسى أن دول التكتل يتم دعوتها، إن لم يكن برغبتها،
فبشرائها، كما أن إيران من بين الدول المستهدفة من خلال محاولة تضييق المنافذ
عليها بهدف تقويض جهودها في البحر الأحمر، وأعتقد أن أمريكا منحت الرياض الضوء
لمثل هذا التكتل".
"تخوف
سعودي"
قال السياسي المصري عن حزب البناء
والتنمية، إسلام الغمري، إن "هذا المجلس الجديد يأتي في توقيت مضطرب، فإلى
جانب الاضطرابات في اليمن وليبيا والصومال، جاء التصعيد الأمريكي ضد إيران، والذي
تكلل باغتيال قاسم سليماني ليصب النار على الزيت".
مضيفا لـ"عربي21" أن
"لدى الرياض مخاوف من أن تستهدف إيران أذرع أمريكا في المنطقة، وستكون هي في
عين العاصفة، لذلك جاء التحالف الذي أشار للممرات الملاحية الهامة، البحر الأحمر
وخليج عدن، في إشارة لتشديد الحصار على إيران، وتحسبا لنشوب حرب محتملة وقطع طرق إمداداتها لحلفائها في المنطقة".
واختتم الغمري حديثه، قائلا:
"من غير المستبعد أن يكون (المجلس) موجها للتواجد التركي في الصومال
والسودان والتي تربطها علاقات واتفاقات عسكرية وأمنية سابقة بكل من البلدين".
"إعادة
ترسيم النفوذ"
من جهته؛ قال السياسي والمحلل
التركي، يوسف كاتب أوغلو، إن "الزمن هو زمن التحالفات الإقليمية من أجل خلق
توزانات إقليمة في المنطقة، وربما من أجل تحقيق الهيمنة والسيطرة خاصة على البحر
الأحمر، وهو يشكل أهمية قصوى للجميع".
وأضاف لـ"عربي21" أن "استثناء تركيا منه، التي لها مصالح وقواعد عسكرية في الصومال وبورسودان، له
دلالات كبيرة، لعل أبرزها محاولة فرض السيطرة وتوسيع النفوذ".
مشيرا إلى أن "تركيا في
المقابل هي لاعب أساسي ومتنام، ومحاولة تهميش دورها أو محاصرتها سيفاجئ بتحركات استراتيجية لإعادة هذا التوزان، وعدم التنسيق معها سَيُفشِل أي تحالفات بهذا
الصدد".
وأكد أوغلو أن "هذه
التحالفات تؤكد صحة ما قامت به أنقرة من توازنات إقليمية من خلال اتفاقات عسكرية
وترسيم الحدود، ولذلك أتوقع أن يحمل المستقبل القريب تغييرا جيو-استراتيجيا وجيو-سياسيا، وسيعاد توزيع مناطق النفوذ وفق الثقل السياسي والاقتصادي".