هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مصدران عسكريان يتبعان حكومة الوفاق الليبية، تفاصيل جديدة حول ما جرى في مدينة سرت، والأسباب التي أدت إلى سيطرة قوات حفتر على المدينة.
وقال المصدران في تصريحات منفصلة لـ"عربي21"، إن السيطرة على المدينة جرى بعد "خيانة" تعرضت لها قوة حماية سرت، من قبل إحدى التشكيلات العسكرية "سلفية مدخلية"، والتي كانت مكلفة بحماية قلب المدينة.
ولفت المصدران اللذان رفضا كشف هويتهما إلى أن "الكتيبة 604 مشاة التي تتمركز في وسط سرت، سهلت دخول قوات حفتر وعناصر من المرتزقة الأجانب إلى قلب المدينة، بالتزامن مع بدء هجوم حفتر ظهر الاثنين، ما أدى إلى سقوط المدينة خلال ساعات فقط".
وأشارا إلى أن تعرض "قوة حماية سرت إلى غدر هذه الكتيبة، دفعها إلى الانسحاب من محيط المدنية، حقنا لدماء المدنيين، وحرصا على سلامتهم".
ولفت المصدر إلى أن "قادة كتيبة 604 كانوا على تواصل مع غرفة عمليات حفتر قبيل بدء الهجوم على المدينة، وأمدوها بمعلومات دقيقة حول التمركزات العسكرية لكل التشكيلات في المدينة، فضلا عن قيامهم باستقبال طلائع قوات حفتر في مقر الكتيبة الرئيس، الواقع بالحي السكني رقم 3 في الملاصق لمدرسة اليرموك، وسط مدينة سرت، الأمر الذي سهل على حفتر السيطرة على المدنية في وقت سريع".
وأعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية، في وقت سابق الثلاثاء، انسحابها من مدينة سرت (شرقا) خشية تحول المدينة إلى ساحة حرب، وهو الأمر الذي كان سيعرض 120 ألف مواطن للقتل والنزوح، كاشفة أن من هاجم سرت، صباح الاثنين، قوة متعددة الجنسيات.
اقرأ أيضا: الوفاق تستهدف تمركزات لحفتر جنوبي طرابلس وغربي سرت
وقال الناطق باسم قوة حماية وتأمين سرت طه حديد، في تصريح لـ"عربي21" إن "هناك خلايا نائمة داخل سرت هاجمت قواتنا الاثنين التي وجدت نفسها أمام خيار أن تتحول المواجهات إلى داخل الأحياء، وستكون مواجهة بالأسلحة الثقيلة".
وأردف: "كان بإمكان قواتنا الصمود لأسبوعين وفق إمكانياتها الحالية ودون أي دعم يصل إليها لكن العواقب ستكون وخيمة على المدنيين".
ويأتي الهجوم على سرت بعد يومين من هجوم صاروخي لقوات حفتر على مقر الكلية العسكرية في العاصمة طرابلس؛ السبت، ما أسفر عن مقتل 30 طالبا وإصابة 33 آخرين.
وأعلنت الحكومة، الأحد، أن الهجوم تم بطائرة مسيرة صينية الصنع زودت بها الإمارات قوات حفتر.
وعادة ما تنفي أبوظبي تقديم دعم عسكري لحفتر، الذي ينازع الحكومة، المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.
وتشن قوات حفتر، منذ 4 نيسان/ أبريل الماضي، هجوما متعثرا للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة.
وأجهض هذا الهجوم جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع الليبي.