هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "روسكايا فيسنا" الروسية
تقريرا تطرقت فيه إلى تعليق رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط في موسكو، يفغيني
ستانوفسكي، بشأن اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم
سليماني على يد الجيش الأمريكي.
ونقلت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، عن الخبير الروسي أن تصفية اللواء قاسم سليماني، المسؤول
الرئيسي عن عمليات التوسع العسكري والسياسي الإيراني خارج البلاد، تعتبر خطوة غير
محسوبة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ومن شأن هذه الخطوة أن ترمي المنطقة
في النار.
وأفادت الصحيفة بأن إيران يمكن أن تهاجم
إسرائيل ردا على الخطوة الأمريكية، لاسيما أن الإيرانيين لطالما طمأنوا أنفسهم
بالفكرة القائلة إن تحكم الصهاينة في الولايات المتحدة سيجعل الأمريكيين يخافون
حين تتعرض إسرائيل لهجوم.
وعلى هذا الأساس، لدى إيران صواريخ في كل من لبنان وغزة جاهزة لمهاجمة إسرائيل، إلى جانب المسلحين. كما أن حزب الله اللبناني وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مستعدان لشن الحروب باسم إيران.
اقرأ أيضا: جيرمي كوربين: اغتيال قاسم سليماني تصعيد خطير
وأضافت الصحيفة أن الخيار الثاني قد يتضمن
استهداف المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، وقد تليها الإمارات العربية
المتحدة. ولكن الاحتمال الأخير غير مرجح، لأن ميناء دبي مهم لنقل البضائع
الإيرانية، بينما من المرجح أن تتضرر صناعة النفط السعودية بشكل كبير، ما يعرض
بدوره المصالح الأمريكية للخطر.
أما الاحتمال الثالث، فيشتمل على توجيه ضربة
لمضيق باب المندب وهرمز، خاصة أن السفن التي تعبر هذه الطرق البحرية هي بالأساس
سفن أمريكية. والاحتمال الأخير يشير إلى إمكانية استهداف الجيش الأمريكي (الذي
أصبح الآن هدفا مشروعا لإيران) والمصالح الأمريكية في جميع أنحاء العالم، بما في
ذلك مكاتب الشركات والمصانع والبعثات الدبلوماسية.
وأوضحت الصحيفة أن سليماني لطالما حاول جعل
سوريا جسرا لشن ضربة ضد إسرائيل، ناهيك عن أنه كان يتمتع بنفوذ كبير في سوريا وفي
السياسة الخارجية الإيرانية. بناء على هذه المعطيات، من المتوقع أن يندلع صراع
كبير في المستقبل في المنطقة، وقد تطرأ تغييرات كبيرة. ومن الممكن القول إن ترامب
قام بحركته في المنطقة، والآن يجب انتظار الرد المتوقع، الذي لا يعلم أحد كنهه.
ولكن في كل الحالات، بدأ العد التنازلي وانطلقت اللعبة.
نشر موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي
تقريرا تطرق فيه إلى تداعيات مقتل سليماني، بعد أن استهدفته غارة أمريكية بالقرب
من مطار بغداد. وفي الواقع، قد يؤدي هذا الحدث إلى مزيد اختلال التوازن الهش
لمنطقة الشرق الأوسط، سيما أن طهران أعلنت استعدادها للرد.
الغارة الأمريكية
ذكر الموقع أن الغارة الأمريكية في الليلة
الماضية نُفذت بأمر من ترامب وجاءت ردًا على الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية
في بغداد. وأسفر هذا الهجوم عن مقتل قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو
مهدي المهندس، اللذين يعتبر كلاهما شخصيتان رئيسيتان في استراتيجية إيران للشرق
الأوسط خاصة في العراق.
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة تحذر من حرب جديدة في الخليج بعد مقتل سليماني
وقد أعلن القائم بأعمال وزارة الدفاع الأمريكية
مارك إسبر عن نشر مئات الجنود لحماية المسؤولين الأمريكيين في الشرق الأوسط. كما
تحدث رئيس البنتاغون نفسه عن اتخاذ "تدابير وقائية" ضد أي هجوم إيراني
قد تكشف عنه المخابرات يستهدف الاستراتيجيات الأمريكية. لكن هجوم الليلة الماضية،
تجاوز ذلك ليصل إلى مستوى جديد في الصدام بين إيران والولايات المتحدة.
الشرق الأوسط ينتظر مصيره
أشار الموقع إلى أن الانتقام لمقتل الجنرال
سليماني يضع الشرق الأوسط بأسره في حالة تأهب، لاسيما أنه بإمكان الحرس الثوري
وفيلق القدس استهداف القوات الأمريكية وحلفائها في المنطقة. وقد تصل المحاولات
الانتقامية إلى سوريا ولبنان وإسرائيل، فضلاً عن التسبب في توتر الخليج الفارسي.
وأضاف الموقع أن المناورات المشتركة بين إيران
وروسيا والصين قبالة خليج عمان، ونشر الآلاف من الجنود الأمريكيين في شبه الجزيرة
العربية، دليل على أن عملية اغتيال سليماني لن تكون لها تداعيات على العراق فحسب.
يمكن لشراراته أن تطال أفغانستان أيضًا، فضلاً عن تأجيج الوضع في اليمن أو الحرب
في سوريا مرة أخرى.
إسرائيل في حالة تأهب
أوضح الموقع أن إسرائيل وضعت منذ فترة طويلة
سليماني على رأس قائمة الخصوم الأكثر خطورة والأهداف المحتملة لجهاز المخابرات
الخارجي. ومباشرة بعد هجوم بغداد، قال راديو الجيش الإسرائيلي إن الجيش في حالة
تأهب قصوى، ورفعت وزارة الدفاع من مستوى التأهب للجيش المنتشر عبر الحدود وأغلقت
جبل الشيخ على الفور أمام الزوار.
الخليج الفارسي وخطر الانفجار
أضاف الموقع أن جميع الوحدات الأمريكية في
الخليج الفارسي تستعد للتحرك. كما أن الطائرات من دون طيار في طهران جاهزة لإطلاق
الصواريخ متوسطة وطويلة المدى، ويخشى الكثيرون من هجوم انتقامي على الآبار
السعودية على شاكلة الهجوم على حقول أرامكو.
اقرأ أيضا: ترامب يدعو إيران إلى التفاوض بعد اغتيال سليماني
ويعتقد الكثيرون أن الحرس الثوري الإيراني
بإمكانه استهداف الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين. وسيعود مضيق هرمز
إلى مركز الاهتمام العالمي بعد أيام قليلة من وصول وحدات من الأسطولين الروسي
والصيني للقيام بمناورات مشتركة مع إيران في خليج عمان. إن هذا السيناريو ألقى
بظلاله على أسعار النفط، بعد أن لوحظت أولى الزيادات الحادة في سعره في أعقاب مقتل
سليماني.
فيلق القدس جاهز للتحرك
أورد الموقع أن الميليشيات المرتبطة بالحرس
الثوري الإيراني - التي يوحدها فيلق القدس- على استعداد للهجوم.
يمكن أن يبادر حزب
الله بالهجوم أولا، وينطبق الأمر ذاته على الميليشيات الحوثية، ضد القواعد
الأمريكية المنتشرة حول محيط الحدود الإيرانية، خاصة أنه للأجهزة السرية الإيرانية
والحرس الثوري تفرعات في كل مكان. والآن، تدرك الولايات المتحدة أنه مع غارة
بغداد، أصبح كل شيء موضع شك.
في سياق متصل، أورد موقع "مودرن
دبلوماسي" الأمريكي أن الضربة الجوية التي استهدفت سليماني أثارت شكوكا حول
مستقبل الوجود العسكري للقوات الأمريكية في العراق، بعد مرور 17 سنة على الإطاحة
بنظام صدام حسين.
وجاءت هذه الضربة في الوقت الذي كان يطالب فيه المتظاهرون
العراقيون حكومة بلادهم بالقيام بإصلاحات جذرية في النظام السياسي، ووضع حد للنفوذ
الإيراني في البلاد، لتصبح مطالبهم، بعد هذه الحادثة، تتمحور حول ضرورة إنهاء
الوجود العسكري الأمريكي في البلاد.
ونوه الموقع بأنه من المحتمل أن تعزز هذه
الهجمات الجهود الرامية إلى مواجهة تحركات السعودية لتعزيز هيمنتها في العالم
الإسلامي كقوة مالية، ومكانتها كوصي على المدينتين المقدستين، مكة والمدينة
المنورة.
لكن دعم الجهود التي يبذلها حلفاؤها والدول التي تسعى الولايات المتحدة
إلى الحفاظ على العلاقات التي تربطها بها، وأحيانًا وجود بعض العلاقات المعقدة بين
الدول، بما في ذلك ماليزيا وتركيا وقطر، يزيد من تعقيد الأمور بالنسبة لإدارة
ترامب.
وأشار الموقع إلى أن هذه الجهود شملت
المبادرتين المشتركتين اللتين توجتا الشهر الماضي بعقد قمة إسلامية في كوالالمبور
خارج حدود منظمة التعاون الإسلامي، التي تتخذ من الرياض مقرا لها والتي تضم 57
دولة ذات أغلبية إسلامية.
في نهاية المطاف، تلاشت آمال القمة في تحدي السعودية،
وذلك بمواجهة القضايا الكبرى التي تواجه العالم الإسلامي، وسعت بدلا من ذلك إلى
مواجهة تأثير السعودية في الشرق الأوسط.
فضلا عن ذلك، تتنافس دول مثل السعودية،
وحليفتها الإمارات، وتركيا وإيران مع بعضها البعض على الصعيد الدولي باستخدام
القوة الدينية الناعمة، وذلك من خلال الاستثمار في بناء المساجد والمؤسسات الدينية
في بلدان مثل كوبا ونيوزيلندا.
علاوة على ذلك، تتقاتل الدول المتنافسة أيضا على
الصعيد الجيوسياسي في ليبيا، والتسابق على الغاز في شرق البحر المتوسط.
وذكر الموقع أنه من المحتمل أن يكون منتقدو
السعودية من الأطراف المستفيدة من الهجمات العسكرية الأمريكية، التي اعتُبرت
انتهاكا لسيادة العراق.
فقد سارعت كل من روسيا وإيران لإدانة هذه الهجمات في الوقت الذي التزمت فيه بقية الدول الصمت إلى حد الآن.
من جهة أخرى، تعتمد الميليشيات
الموالية لإيران على حقيقة أن المنتمين إليها هم في الأصل مواطنون عراقيون تربطهم
صلة وثيقة بالمؤسسة الأمنية العراقية، ومن المتوقع أن يقع استبعادهم من التحركات
الرامية إلى سحب القوات الأجنبية التي تستهدف الولايات المتحدة بشكل أساسي.
من المتوقع أن تعتمد إدارة ترامب على القوة
المالية السعودية والإماراتية لمنع الأزمة العراقية من إثارة موجة من المشاعر
المعادية للولايات المتحدة في أماكن أخرى من العالم الإسلامي.
وقد تمكنت السعودية، بفضل سخائها، من إقناع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي يُعتقد أنه أحد الأطراف التي سعت إلى تنظيم قمة كوالالمبور، بعدم حضور الاجتماع المقرّر.
كما تفيد
التقارير بأن السعودية هددت بسحب نحو 10 مليارات دولار أمريكي من الاستثمارات
والمساعدات المالية لباكستان في حال مشاركة خان في هذه القمة.
ونوّه الموقع بأن الولايات المتحدة تخاطر
بسمعتها وصورتها على الصعيد الدولي مثلما حصل عند اقتحام سفارتها في طهران سنة
1979.
ولكن هذه المرة، سيكون السبب في ذلك فقدانها لمصداقيتها بصرف النظر عما إذا كان ذلك بشكل متعمد أو نتيجة تقصير منها.