هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحافي أريك ناغورني، يقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذر الرئيس الإيراني في تموز/ يوليو 2018 من تهديد أمريكا، فلم يأت الرد السريع من الرئيس الإيراني، لكن من شخصية عسكرية قد يكون نفوذها أكبر.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن اللواء قاسم سليماني، قوله في خطاب له في غرب إيران: "إنه أدنى من مقام رئيسنا أن يرد عليك.. فأرد عليك أنا بصفتي جنديا".
ويشير ناغورني إلى أن التقارير قالت يوم الجمعة بأن اللواء سليماني قتل في غارة جوية في بغداد، لافتا إلى أن اللواء، الذي كان شخصية غامضة في السابق، ويتمتع بشهرة عالية بين المحافظين المتشددين في إيران، شخصية موضع اهتمام كبير من الناس داخل إيران وخارجها.
وتقول الصحيفة إن الأمر لم يكن فقط أنه كان مسؤولا عن جمع المعلومات الاستخباراتية والعمليات العسكرية السرية، فهو يعد أحد أكثر الشخصيات العسكرية مكرا واستقلالية، ويعتقد أنه كان مقربا من الزعيم الروحي، آية الله علي خامنئي، وكان ينظر إليه على أنه زعيم مستقبلي محتمل".
ويجد التقرير أنه كون اللواء سليماني كان في العراق عندما قتل عن عمر 62 عاما، في مطار بغداد الدولي، لم يكن مفاجئا، فقد كان مسؤولا عن فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وهي قوة عسكرية خاصة تقوم بالعمليات الإيرانية في البلدان الخارجية، وكان قد اختير لقيادتها في أواخر تسعينيات القرن الماضي.
ويفيد الكاتب بأنه يعتقد أن اللواء سليماني كان المخطط الاستراتيجي الرئيسي للمغامرات العسكرية الإيرانية ونفوذها في كل من سوريا والعراق وغيرها في المنطقة وخارجها، وكان يعد أكثر مسؤولي الاستخبارات العسكرية فعالية في المنطقة.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول مخابرات عراقي كبير، قوله للمسؤولين الأمريكيين في بغداد، بأن الجنرال سليماني يصف نفسه بأنه "السلطة الوحيدة للأفعال الإيرانية في العراق".
ويلفت التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين تعلموا أن ينظروا إلى اللواء سليماني على أنه عدو خطير، مشيرا إلى أنه بعد غزو العراق الذي قادته أمريكا عام 2003، الذي أطاح بصدام حسين، فإن أمريكا اتهمت اللواء سليماني بتخطيط الهجمات على الجنود الأمريكيين.
وينوه ناغورني إلى أن اللواء عمل على توسيع نفوذ إيران في العراق، وتكبيل الجيش الأمريكي، مشيرا إلى أن الحكومة الإيرانية كانت مصممة على المحافظة على نفوذها في المنطقة، وشعرت بأنها مهددة من الوجود العسكري الأمريكي المتزايد على حدودها الغربية والشرقية.
وتقول الصحيفة إن وزارة الخزانة الأمريكية وضعت سليماني في عام 2011، على قائمة العقوبات السوداء، متهمة إياه بالتورط فيما أسماه المسؤولون الأمريكيون خطة لقتل السفير السعودي في واشنطن.
ويستدرك التقرير بأن العدو بدا في بعض الأحيان كأنه حليف، بالرغم من توتر العلاقة، فتعاون الأمريكيون مع الجنرال الإيراني في العراق لمحاربة تنظيم الدولة، الذي كان عدوا مشتركا.
ويشير الكاتب إلى أنه في ذروة الحرب في العراق، وفي الوقت الذي كان يقوم فيه فيلق القدس بقيادة سليماني بتسليح المليشيات الشيعية في العراق وتدريبها، فإن مسؤولين أمريكيين سابقين قالوا إنه يقوم بإثارة العنف، ثم يقوم بالتوسط لحل النزاع، وذلك ليجعل نفسه ضروريا وليبقي العراقيين في حالة عدم اتزان.
وتورد الصحيفة نقلا عن برقية في حزيران/ يونيو 2008، كتبها السفير الأمريكي في بغداد وقتها، ريان كروكر، قوله إن اللواء سليماني توسط في وقف إطلاق نار ساعد المليشيات الشيعية في مدينة الصدر في بغداد، التي كانت تدعمها إيران، على الانسحاب.
ويلفت التقرير إلى أن اللواء سليماني كان في عام 2015 في مدينة تكريت شمال العراق، يقود المليشيات الشيعية التي كانت تحاول استعادة المدينة من مقاتلي تنظيم الدولة، ثم انضمت الطائرات الأمريكية متأخرة إلى الحملة.
ويفيد ناغورني بأن اللواء سليماني اكتسب إعجاب الإيرانيين العاديين، واشتهر خلال حرب إيران مع العراق، التي امتدت ثماني سنوات، مشيرا إلى أنه اكتسب شهرته بصفته قائدا في الحرس الثوري، بقيادة مهمات تجسس خلف الخطوط العراقية.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول كروكر ذات مرة في مقابلة: "بالنسبة لقاسم سليماني، لم تنته الحرب الإيرانية العراقية في الواقع.. فلم يكن بإمكان أي إنسان أن يجتاز صراعا شبيها بالحرب العالمية الأولى دون أن تترك عليه أثرا دائما، وكان هدفه الاستراتيجي الانتصار الحاسم على العراق، وإن لم يكن ذلك ممكنا، إقامة عراق ضعيف وبسط النفوذ عليه".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)