هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد مراقبون، أن عام 2019 شهد تصاعدا كبيرا في استهداف الصحفيين والمحتوى الفلسطيني؛ من قبل مواقع التواصل الاجتماعي والاحتلال الإسرائيلي على حد سواء، واصفين ما جرى بأنه "حرب وحصار" للرواية الفلسطينية.
وأوضح رئيس منتدى الإعلاميين
الفلسطينيين السابق، الصحفي عماد الإفرنجي، أن "الاستهداف الكبير للصحفيين
والمحتوى الفلسطيني من قبل فيسبوك وتويتر وواتساب، هو الوجه الآخر للاستهداف
الإسرائيلي للصحافة والصحفيين الفلسطينيين، وذلك لاستكمال حلقة حصار الرواية
الفلسطينية، والانحياز للمحتل الظالم".
ورأى في حديثه لـ"عربي21"،
أن ما قامت به تلك الوسائل بحق العمل الصحفي الفلسطيني، هو "انقلاب على
منظومة ما يسمى الحضارة الغربية وحقوق الإنسان التي دوما يستثنى منها الضعفاء
والضحايا، وبات الغرب بحاجة لإثبات ما يدعو إليه من حرية العمل الصحفي والرأي
والتعبير".
اقرأ أيضا: تعرف على شركات تكنولوجيا تنحاز لـ"إسرائيل" ضد الفلسطينيين
واعتبر الإفرنجي، أن "2019 هو
عام الحرب على المحتوى الفلسطيني، وشطب كل ما يتحدث عن الضحية وينتقد الاحتلال
ويكشف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني"، منوها إلى أن "الاحتلال وعبر أذرعه
المختلفة؛ تمكن من تطويع مالكو فيسبوك وتويتر وغيرهما، وجعلهم جنودا في
خدمته".
وذكر أنه "تم إغلاق وحظر وتقييد
نشر آلاف الصفحات والحسابات الفلسطينية، علما بأن إغلاق الصفحات على فيسبوك جاء
ثمرة اتفاق بين الشركة والاحتلال بإقامة مقر إقليمي للشركة في "تل
أبيب"، مضيفا: "لقد انكشفت عورة إدارات مواقع التواصل، وظهر انحيازهم
للاحتلال، وتعاملوا بازدواجية وعين عوراء مع المحتوى الفلسطيني، دون أي معيار مهني
سوى الانحياز للقوي المجرم".
وقال: "أنا لا أستبعد مطلقا أن
تكون هذه الشركات التي تدير مواقع التواصل، تحولت إلى جزء من المنظومة الأمنية
الإسرائيلية، عبر مساعدتها بتوفير بيانات عن المشتركين الفلسطينيين والعرب بلا
حدود".
مشروع عربي
وأكد أن استمرار سياسية مواقع
التواصل مع العمل الصحفي الفلسطيني، "ستفرز حالة من تشجيع الاحتلال على قتل
الفلسطيني وتصاعد العنصرية والكراهية، وستتحمل هذه الشركات المسؤولية المشتركة مع
الاحتلال عن أي تطورات وجرائم نتيجة التحريض، وفي المقابل ستفرز جيلا فلسطينيا
رافضا لهذه المواقع، جراء انعدام الأخلاق والمهنية والحريات الإعلامية التي تزعم
هذه المواقع أنها تؤمن بها وتسعى لتحقيقها".
وعن المطلوب لتفادي هذا الاستهداف،
شدد رئيس منتدى الإعلاميين، على أهمية "استمرار الجهود الفلسطينية والعربية
الرسمية والإعلامية والنقابية والحقوقية والشعبية، في التواصل مع الشركات التي
تدير تلك المواقع، وتوضيح الصورة والرواية لها وخطورة ما تقوم به من انحياز وتواطؤ
مع الاحتلال".
ودعا إلى "تنفيذ عمليات مقاطعة
كبيرة على فترات لهذه المواقع، وإطلاق تحذيرات ونشاطات جمعية ضدها لدفعها للتعامل
بإنصاف وعدالة مع المحتوى الفلسطيني، كما أن علينا أن نكثف الجهود ونبتدع أشكالا جديدة
من العمل لتجاوز ما تقوم به الشركات، إضافة للتخطيط لعمل منظم من أجل الإبلاغ عن
الصفحات الإسرائيلية والعمل على إغلاقها".
اقرأ أيضا: تزايد الانتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني على " التواصل"
وبين أن "الحالة الراهنة تستوجب
منا الدفع باتجاه موقف جاد وحازم من قبل الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب ومؤسسة (مراسلون بلاد
حدود)، واليونيسكو وكل المنظمات الدولية التي تعنى بالرأي والتعبير للضغط على هذه
الشركات حتى لو وصل الأمر إلى رفع دعاوى قضائية عليها".
وفي ظل عدم تمكن المستخدم العربي
والفلسطيني من التحكم بهذه المواقع، رأى أنه من "الأفضل أن يفكر العقل العربي
بتطوير منظومته الإعلامية وابتكار مواقع وتطبيقات جديدة، يمكن من خلالها التواصل
مع الآخر والتأثير فيه".
من جانبه، اتفق رئيس لجنة دعم
الصحفيين الفلسطينيين الصحفي صالح المصري، مع ما ذهب إليه الإفرنجي في وصف ما تقوم
به مواقع التواصل بحق المحتوى الفلسطيني والاحتلال في تعامله مع الصحفيين على أنها
"حرب ممنهجة".
انتهاكات متنوعة
وأكد في حديثه لـ"عربي21"،
أن "2019 شهد تصاعدا لاعتداء الاحتلال على الحريات في الأراضي الفلسطينية،
وإفراط في استهداف الصحفيين من قبل جيش الاحتلال"، مبينا أنه "تم خلال
هذا العام توثيق 598 انتهاكا، ضد حرية الصحافة من قبل الاحتلال".
وحول طبيعة تلك الانتهاكات، نوه
المصري إلى أن "جيش الاحتلال يتعمد إطلاق الرصاص الحي والمعدني المغلف
بالمطاط وقنابل الغاز صوب الصحفيين خلال عملهم، إضافة لضربهم واستخدام بعضهم كدروع
بشرية ومنعهم من التغطية ومصادرة معداتهم، ومنع بعضهم من السفر، واعتقالهم
واحتجازهم".
ونبه إلى وجود "عمليات قنص
متعمدة للصحفيين؛ حيث تم استهداف عين كل من الصحفيين سامي مصران من غزة، ومعاذ عمارنة من
الضفة، ما تسبب في فقدانهم البصر في العين المصابة"، محملا حكومة الاحتلال
"المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، التي تضاف لسجل جرائم وإرهاب الاحتلال
المنظم ضد الصحفيين الفلسطينيين، والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات المصابين".
اقرأ أيضا: "واتساب" يحجب أرقاما فلسطينية تناولت عدوان الاحتلال على غزة
وطالب رئيس لجنة دعم الصحفيين،
المنظمات الدولية بـ"ممارسة دورها القانوني في ردع الاحتلال عن ممارساته بحق
شعبنا وصحافييه، وتوفير الحماية اللازمة لهم من أجل أداء دورهم المهني
والإنساني".
وعن محاربة المحتوى، أشار إلى أنه
"سجل في 2019 العديد من حالات إغلاق حسابات عشرات المواقع الإخبارية وحسابات
الإعلاميين، وتقييد نشرهم وحذف المنشورات، ومنع التعليق وتقييد الوصول للصفحات
ومنع البث المباشر وحذف منشورات قديمة تعود لسنوات".
وعن الانتهاكات الداخلية الفلسطينية،
نوه إلى أنه تم تسجيل نحو 207 انتهاكات، منها 152 في الضفة والباقي في غزة، حيث
تنوعت ما بين الاعتقال، والحجز، والاستدعاء والاعتداء، إضافة لمصادرة معدات والتهديد
ومنع من التغطية والسفر، وإغلاق مؤسسات وحجب مواقع وتجميد أرصدة وغيرها.