"عربي21" تحاور رئيس تحرير وكالة "الأناضول" التركية للأنباء

أجرت "عربي21" حوارا مع "متين موطان أوغلو" رئيس تحرير وكالة "الأناضول" التركية للأنباء، فتحت خلالها ملفات محلية وإقليمة ودولية ساخنة، لا سيما رؤية أنقرة تجاه المنطقة العربية، ومصاعب العمل الصحفي في المنطقة، التي تشهد اضطرابات غير مسبوقة منذ نحو تسع سنوات.

ولفت "موطان أوغلو" إلى أن إدارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، واصلت مساعي رئيس الزعيم الإسلامي الراحل، نجم الدين أربكان، للاهتمام بالمنطقة العربية، موضحا أن أنقرة تمكنت اليوم من خلق معادلة متوازنة، بعد عقود من سطوة نخبة إعلامية وثقافية وسياسية، دفعت نحو "تغريب" البلاد.

وقال رئيس تحرير وكالة الأناضول، التي تحتفل قريبا بمرور مئة عام على تأسيسها، إن أهم ما تعاني منه المنطقة العربية هو غياب الديمقراطية، مؤكدا أن المشاكل السياسية تأتي على رأس بقية المشاكل، بما فيها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وأضاف أن العديد من الدول العربية تأسست بعد الحرب العالمية على نموذج "البعث" الإقصائي والاستبدادي، مشيرا إلى أن بلاده كانت متفائلة جدا بأن تأتي الديمقراطية إلى المنطقة بعد الربيع العربي، متهما أطرافا لم يسمها بحرف مسار الأحداث، لأن ذلك "لا يصب في مصالحها".

دعاية "الاستعمار التركي"

وتابع موطان أوغلو: "تركيا دولة ناهضة، وتريد أن تنهض كذلك بقية الدولة الإسلامية، إلا أنها واجهت جراء ذلك دعاية سلبية في بعض البلدان".

وفي هذا السياق، أشار رئيس تحرير الوكالة التركية، شبه الرسمية، إلى أنه أجرى زيارة إلى تونس قبل سنتين أو ثلاث سنوات، ووجد صحفا تهاجم أنقرة، وتنشر عنواين من قبيل "هكذا تحاول تركيا تحويل تونس إلى ولاية عثمانية مجددا".

وقال: "ليس هناك أي أمل أو إرادة أو طلب لمثل ذلك في تركيا، وكل ما تريده هو أن تنهض الدول الإسلامية، اقتصاديا وسياسيا وثقافيا".

اقرأ أيضا: مسابقات دولية لتعليم "لغة الضاد" في تركيا

تجربة "الأناضول" في العمل الصحفي

شدد موطان أوغلو على أهمية التجربة التي راكمتها وكالة الأناضول على مدار مئة عام، موضحا أن تركيا والمنطقة بشكل عام شهدت على الدوام أحداثا ساخنة، تتطلب مثل هذه الخبرة، لنقلها بشكل عميق وشامل، فضلا عن استشراف آفاقها.

وتابع أن الوكالة باتت قادرة أيضا على نقل الأحداث بموجب المعادلة الخاصة لكل دولة على حدة، لا سيما من خلال الحرص على العمل مع مراسلين من جميع المجتمعات، وبناء شبكة قوية حول العالم.

كما أكد الحرص على نقل الحقيقة رغم التضييق على حرية الصحافة في بعض الدول، ومنح أهمية لكل حدث، والبحث في خلفياته، ونقل وجهات نظر مختلف الأطراف بشأنه، مشددا على أن هذا هو ما يمنح النجاح لأي وسيلة إعلامية.

ولفت موطان أوغلو إلى فقدان الوكالة العديد من مراسليها في سبيل الوصول إلى الحقيقة، وخاصة في سوريا، التي تشهد حربا طاحنة منذ سنوات.

وقال: "متابعة الأخبار أمر صعب جدا خاصة في مراحل التغيير (..) الصحفي يبقى أمام التحديات لوحده، بدون أي سلاح، سوى آلة التصوير أو الكمبيوتر، وعندما يتعرض لهجوم فإنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه".

وأشار إلى أن الوكالة تلجأ أحيانا إلى عدم نشر بعض الأخبار لحماية صحفييها، أو نشرها بأسماء مستعارة، معربا عن أمله بأن تمر هذه الفترة المضطربة، وأن تحل الديمقراطية أخيرا، لا سيما في البلدان العربية، وأن يصبح هذا الواقع جزءا من الماضي.