هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يعقد الرئيس العراقي، برهم صالح، اجتماعا حاسما
مع رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، ورئيس المحكمة الاتحادية العليا، مدحت المحمود،
الأربعاء، وذلك بعد تسلمه رسميا من تحالف "البناء" كتاب ترشيح محافظ
البصرة أسعد العيداني لشغل منصب رئيس الحكومة، بعد فشل وزير التعليم العالي الحالي
قصي السهيل في كسب ثقة الكتل السياسي والحراك الشعبي.
وقال النائب عن تحالف البناء مختار الموسوي في
حديث لـ"عربي21" إن وفدا من تحالف البناء سلم خلال اجتماع مع رئيس
الجمهورية برهم صالح، كتابا رسميا لترشيح محافظ البصرة أسعد العيداني لمنصب رئيس
الوزراء.
اجتماع حاسم
وأوضح أن "الرئيس العراقي لم يعد وفد
تحالف البناء بتكليف العيداني، إلا بعد اجتماع مهم سيعقده الحلبوسي والمحمود".
ولفت الموسوي إلى أن "الاجتماع الذي سيعقد
مساء اليوم، سيبحث فيما إذا كان تحالف البناء هو الكتلة الأكبر الذي يحق لها أن
ترشح شخصية منها لرئاسة الحكومة".
وأكد النائب أن العيداني أصبح المرشح الرسمي
الوحيد من جميع الكتل النيابية المنضوية في تحالف البناء، لافتا إلى أن ترشيحه جاء
بعد سحب وزير التعليم العالمي قصي السهيل اسمه من الترشح للمنصب ذاته بكتاب رسمي
بعثه لقيادة تحالف البناء، بعدما اعترضت عليه عدد من الكتل السياسية.
لكن الموسوي أكد أن العيداني لا يحمل برنامجا
حكوميا، لإنهاء الأزمات التي يمر بها البلد، وبذلك المهمة ستكون صعبة لأن من يرشح
لهذا المنصب يجب أن يأتي ببرنامج لحل أزمات البلد.
استفزاز للشارع
من جهته، قال السياسي العراقي حامد الملطك في
حديث لـ"عربي21" إن القوى السياسية تسعى من خلال تدوير الأسماء الحالية
إلى التشبث والتمسك بالسلطة، وإلا ما الذي يدفعهم لترشيح أسماء يرفضها الشارع
المنتفض.
ولفت إلى أن العيداني رفضه أهالي البصرة
أنفسهم، بمظاهرات الكل شاهدها، وهذا دليل على أنه لم يقدم شيئا للبصرة حتى يتم
ترشيحه إلى منصب أكبر وأكثر أهمية من منصبه الحالي.
اقرأ أيضا: وفاة ناشط عراقي متأثرا بجراحه.. وإحراق مقار أحزاب بالديوانية
وشدد الملطك على أن الكتل السياسية التي رشحت
العيداني إلى منصب رئيس الحكومة ترتكب خطأ فادحا باستفزاز المتظاهرين، بدلا من
تهدئتهم وتقديم شخصية تكون مقبلة من الشارع العراقي.
وأكد النائب السابق في البرلمان العراقي، أن
"رئيس الجمهورية أمام موقف تاريخي لمواجهة كل الضغوط الداخلية والخارجية،
لرفض أي شخصية لا ترضي الجماهير المنتفضة".
وأعرب الملطك عن اعتقاده بأن الرئيس العراقي لن
يقدم على خطوة من شأنها أن تثير حفيظة الشارع الملتهب، لأن اسم العيداني مرفوض كما
كان قصي السهيل مرفوضا هو الآخر.
وانتهت، الأحد الماضي، مهلة الـ15 يوما التي
حددها الدستور للرئيس العراقي من أجل تكليف مرشح لشغل منصب رئيس الوزراء، بعد طلب
البرلمان ذلك، الأمر الذي أدخل البلد في حالة فراغ دستوري.
وهدد الرئيس العراقي برهم صالح، الاثنين
بالاستقالة عقب الضغوط التي يتعرض لها من القوى الموالية لإيران داخل البرلمان
لتكليف مرشحها قصي السهيل لرئاسة الحكومة المقبلة.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر في مكتب صالح أن
هذا التلويح يأتي جراء "ضغوط كبيرة جدا تمارس عليه من محور (تحالف البناء)
ومن يقف خلفه" في إشارة إلى القيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني
الذي يتواجد في بغداد منذ أسابيع.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن تلك
القوى تضغط لتكليف مرشحها قصي السهيل لتشكيل الحكومة المقبلة.