سياسة عربية

عودة قناة TeN بمصر بعد بيان إغلاقها.. رضوخ لإملاءات إماراتية

مصدر: الجانب المصري ضاعف من اتصالاته مع أبوظبي من أجل احتواء الموقف، والتراجع عن قرار الإغلاق
مصدر: الجانب المصري ضاعف من اتصالاته مع أبوظبي من أجل احتواء الموقف، والتراجع عن قرار الإغلاق

أثار قرار عودة قناة TeN المحسوبة على الإمارات في مصر، والتي يتحدث إعلاميون عن أنها ممولة من القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان المقيم في الإمارات، بعد بيان إغلاقها مطلع الشهر الجاري، تساؤلات بشأن مدى الاستجابة لضغوط أبوظبي.

وبشأن تبرير عودتها، قال مصدر صحفي من داخل القناة إنه "على غرار بيانات "مطالب الجماهير" الداعية للسخرية، التي أسس لها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بررت القناة اضطرارها للعودة والبث مجددا في أقرب وقت".

وأوضح المصدر أن "القناة لم تتوقف تماما على الرغم من بيان إغلاقها، وأنها استمرت في نقل بعض الفعاليات الخاصة بمؤتمرات الرئاسة، كما استمر عمل قسم السوشيال ميديا، مع استمرار المفاوضات بين الجانبين المصري والإماراتي".

وبين أن "هناك العديد من المحاولات على مستوى عال كانت تبذل بهدف استمرار عمل القناة، واعتبارها جسرا بين البلدين للالتقاء في الأهداف المشتركة المتمثلة في معاداة تركيا وقطر من ناحية، والوضع في ليبيا وسوريا من ناحية أخرى، بالإضافة إلى الملف الفلسطيني".

وقال بيان العودة، الذي حصل مراسل "عربي21" على نسخة منه: "بالإشارة إلى البيان الصادر من إدارة القناة في الرابع من ديسمبر الجاري والذي تضمن الأسباب والصعوبات التي تحول دون استمرار عمل القناة بدءا من يناير القادم".

وتابع: "وأمام هذه (المناشدات والمطالبات الجماهيرية الضخمة) والتي تطالبنا بحتمية استمرار القناة في أداء رسالتها الإعلامية والوطنية، عكفت إدارة القناة على إعادة دراسة القرار من كافة جوانبهK واستطاعت الوصول إلى حزمة من الحلول الصعبة".

مفاوضات اللحظة الأخيرة


وقناة TeN هي إحدى استثمارات دولة الإمارات في الإعلام المصري، إلى جانب قناتي الغد العربي والكوفية، إضافة إلى مواقع صحفية إلكترونية أخرى.

وبحسب مواقع صحفية؛ فقد آلت ملكية القناة لدحلان وبدعم وتمويل من الإمارات، في آب/ أغسطس 2016، بعد مرورها بخلافات وأزمات مالية قاربت الـ75 مليون جنيه، بعد تغيير اسمها في آذار/ مارس 2015 من قناة "التحرير"، التي انطلقت في شباط/ فبراير 2011، إلى قناة TeN.

وكان أكثر من مصدر إعلامي وصحفي داخل قناة TeN كذّب ما أعلنته إدارتها في "بيان الإغلاق" أن السبب تمويلي إعلاني، مشيرين إلى أن مالكها كان يرفض الكثير من العروض الإعلانية وتصريحه بأنه ليس بحاجة لها ولا يهدف إلى الربح يغاير ما جاء به إعلان غلقها.

وكشف مصدر إعلامي آخر، داخل القناة ومقرب من الأجهزة الأمنية، حينها، لـ"عربي21": أن "الإمارات غاضبة جدا من عدم الالتزام بما تم التوافق عليه مع النظام في مصر بشأن أمرين؛ أولهما إبعاد محمود نجل السيسي، وإبعاد المقدم أحمد شعبان عن ملف الإعلام".

وانبرى العديد من الإعلاميين المحسوبين على النظام المصري، من خلال برامجهم على بعض القنوات الفضائية مثل "صدى البلد"، و"القاهرة والناس"، في الدفاع عن فكرة استمرار عمل قناة TeN، ومخاطبة ود الإماراتيين، وتجاوز فكرة الإغلاق تماما.

ما وراء عودة TeN


وبشأن قرار عودة قناة TeN المفاجئ، قال مصدر إعلامي مطلع على المفاوضات، إن "الجانب المصري ضاعف من اتصالاته مع أبوظبي من أجل احتواء الموقف، والتراجع عن القرار بهدف إنقاذ وجه سوق الإعلام في مصر".

وأوضح أن "الجانب الإماراتي كان مصرا على موقفه الرافض لعودة القناة؛ بهدف الإذعان لمطلبه الرئيسي بشأن بعض النقاط المتعلقة بإدارة الملف الإعلامي في مصر، خاصة بعد أنباء عودة المقدم أحمد شعبان، مسؤول ملف الإعلام في مكتب رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء عباس كامل".

وأضاف: "أن عودة شعبان لمصر، أثارت الكثير من اللغط، وكذلك أنباء عودته لمكتبه بالجهاز أثارت غضب الجانب الإماراتي، حيث ظهر لأول مرة منذ رحيله لليونان في المكتب الإعلامي للملحق العسكري بالسفارة المصرية، في منتدى شباب العالم الذي عقد في مدينة شرم الشيخ، الذي عقد الأسبوع الماضي".

وكشف المصدر أن "عدم عودة شعبان لجهاز المخابرات لإدارة ملف الإعلام ربما أسهمت في سرعة تجاوز الخلاف بشأن استمرار غلق قناة TeN، إلى جانب رغبة الإمارات في رسم خطوطها الحمراء في سوق الإعلام المصري، الذي يشهد حالة من التخبط وسوء الإدارة".

النظام المصري يرضخ


من جهته، أعرب رئيس المرصد العربي لحرية الإعلام، قطب العربي، عن اعتقاده برضوخ النظام في مصر لإملاءات إماراتية؛ بهدف وقوف تهديداتها بالانسحاب من سوق الإعلام، قائلا: "عودة قناة TeN للعمل أظنها ستكون في حدودها الدنيا من حيث التكلفة المادية".

وأضاف لـ"عربي21": "لكن الهدف هو امتصاص موجة الخوف والهلع التي صاحبت إغلاق القناة لدى حزب الإمارات في مصر، والذي شعر أنه أصبح في خطر عظيم".

مشيرا إلى أنه "بدأ يفكر في البحث عن رعاة جدد؛ وبذلك شعرت الإمارات أنها ستفقد رجالها في مصر، فعدلت عن خطوتها للحفاظ على رجالها، ولو بالحد الأدنى من العطايا".

التعليقات (0)