هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يعيش نازحو مخيم الهول في ريف الحسكة الشرقي، الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في ظروف معيشية صعبة، يفاقمها غياب وسائل التدفئة في ظل طقس بارد.
وسجل المخيم في غضون أسبوع واحد، وفاة طفلين، نتيجة البرد وانعدام الرعاية الصحية، وفق ما ذكرته مصادر من داخل المخيم، في حين تعزو الإدارة ذلك إلى ضعف الدعم المادي الذي تقدمه المنظمات الإغاثية للمخيم.
وأوضح مدير موقع "الخابور" إبراهيم الحبش، أن طفلين فارقا الحياة نتيجة برودة الطقس، وعجز الأهالي عن تأمين وسائل التدفئة.
اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: هكذا تبدو الأوضاع في مخيم الهول السوري
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن المخيم يؤوي عشرات الآلاف من النازحين، قسم منهم من عائلات تنظيم الدولة، بينهم أجانب، وقسم آخر من النازحين السوريين من أرياف دير الزور.
وأشار مصدر من ريف دير الحسكة، في حديثه لـ"عربي21"، إلى سماح إدارة المخيم بمغادرة عدد محدود من العائلات المقيمة بداخله، من خلال كفالات عشائرية.
وأوضح طالبا عدم ذكر اسمه، أنه منذ حزيران/ يونيو الماضي، غادرت عشرات العائلات المخيم على دفعات، إلى مناطق الرقة ومنبج ودير الزور.
وفي السياق ذاته، أشار المصدر إلى غياب المراكز الصحية في المخيم، متهما "قسد" بالانتقائية في التعامل مع نازحي المخيم، وذلك في إشارة منه إلى تواطؤ الإدارة مع عائلات على صلة بتنظيم الدولة فعلا.
وفي الوقت الذي لم يتسن لـ"عربي21" الحصول على رد من إدارة المخيم، حذر الناطق باسم "الرابطة السورية لحقوق اللاجئين"، مضر حماد الأسعد، من تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيم الهول، والمخيمات بمناطق سيطرة "قسد" عموما.
اقرأ أيضا: شغب في مخيم الهول ومقتل وإصابة زوجات عناصر من "داعش"
وفي حديث لـ"عربي21"، اتهم إدارة مخيم الهول التابعة لـ"قسد" بسرقة المواد الإغاثية التي تقدمها المنظمات للأهالي، مؤكدا أنها تتعمد إذلال سكان المخيم من خلال منع وصول المساعدات.
مطالبات بتدخل دولي
وأكد في هذا الصدد، أن الرابطة السورية لحقوق اللاجئين، طالبت المنظمات الدولية والأمم المتحدة والتحالف الدولي، بالإشراف المباشر على مخيم الهول، بدلا من ترك إدارته لـ"قسد".
ورأى أن وضع المخيمات في مناطق سيطرة "قسد" تحت إشراف دولي، من شأنه إنقاذ ربع مليون نازح في تلك المخيمات.
وقال الأسعد: "فضلا عن الوضع الإنساني الصعب، تقوم قسد بالتضييق على السكان، وممارسة أعمال العصابات، حيث سجلت المخيمات العديد من حالات خطف الأطفال بهدف التجنيد الإجباري".
وكانت "الإدارة الذاتية"، قد افتتحت مخيم الهول في نيسان/ أبريل 2016، لاستقبال النازحين والفارين من مناطق سيطرة تنظيم الدولة.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، كانت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا، قد ذكرت أن 390 طفلا لقوا حتفهم في مخيم الهول، نتيجة سوء التغذية والإصابات غير المعالجة داخل المخيم.
وأضافت أن هناك نحو 70 ألف شخص في مخيم الهول محتجزين في ظروف مزرية وغير إنسانية، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال دون سن الـ12.