هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا للكاتب شون أوغرادي، يقول فيه إن رغبة السعودية في إعادة بناء اقتصادها مرتبطة أولا بتحرير مجتمعها.
ويقول أوغرادي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "عناوين الأخبار تشير إلى اكتتاب شركة النفط (أرامكو) وتصفه بأنه الأضخم في العالم، وهو في الحقيقة ليس كبيرا، وأنفقت الشركة السنوات السابقة وهي تحاول البحث عن المستثمرين ومديري الشركات الكبرى والأسواق المالية، وبعد زئير الأسد ولدوا فأرا، فلن يتم وضع الأسهم إلا في السوق المحلية، وفقط 1.5% من أسهم الشركة".
ويشير الكاتب إلى أنه "سيتم بيع 30% من الأسهم إلى من أطلق عليهم (مستثمري القطعة)، وهؤلاء ليسوا مستثمرين صغارا (سيدس)، كما في عملية بيع أسهم شركة الغاز البريطانية في السبعينيات من القرن الماضي، وهم ليسوا من يشترون أسهما من مركز البريد بقيمة 300 جنيها، لا، فهم مستثمرون أغنياء من المرتبطين بالعائلة المالكة أو الأمراء أنفسهم الذين يملكون بقية السوق المالية".
ويلفت أوغرادي إلى أن "تقييم الشركة يصل إلى تريليوني دولار (ألفي مليار دولار أو 2.000.000.000.000)، وهو ما يجعلها أكبر شركة في العالم، وضعف حجم شركة (أبل)، وثلاثة أضعاف حجم (رويال داتش شيل) من ناحية رأسمال السوق".
ويستدرك الكاتب بأن "جزءا صغيرا من الشركة سيتم وضعه في السوق (بقيمة 25 مليار دولار)، ما يجعلها بحجم شركة الاتصالات البريطانية (بي تي) ومتجر (تيسكو) البريطاني".
ويقول أوغرادي: "لو وضعنا الأرقام جانبا فماذا يقول لنا بيع (أرامكو) عن مستقبل السعودية وصناعة النفط؟ فالرسالة الأولى هي أن السعودية تريد أن تبتعد عن الطاقة النفطية، وهم ليسوا أغبياء، ويعرفون أن أمريكا تقوم باستخراج النفط من الصخر الزيتي، ويعرفون أن بقية الدول المنتجة قد تزيد من إنتاج النفط أكثر منهم بشكل يؤثر على أسعار النفط، ويعرفون أن المخاطر البيئية تضغط على الحكومات لوضع أهداف لتخفيض مستويات ثاني أوكسيد الكربون، وأن العالم قد يتخلص من عادة استهلاك النفط في غضون العمر المتوقع لمحمد بن سلمان، مثلا".
وينوه الكاتب إلى أن "الرسالة المهمة هي أن السعودية تريد التحرر، ويعرفون أن بعض المستثمرين يتأثرون بالمواضيع الأخلاقية المتعلقة بالمملكة، وكلما تم تحرير الشركة من قبضة العائلة المالكة وعرضت للتدقيق المالي أسرع المستثمرون، وقد قام ولي العهد ببعض الجهود الإصلاحية، التي تعد بائسة بالمعايير الغربية، فمن الغرابة الاحتفال بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، أو الدخول من الباب ذاته إلى المطعم، لكنها تغيرات راديكالية في المملكة، وطرح (أرامكو) يعد خطوة مهمة".
ويرى أوغرادي أن "الاقتصاد السعودي يحتاج لإعادة تشكيل إن أريد له البقاء في النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين، وهناك حاجة لإنشاء شركات خاصة متحررة من سيطرة الدولة، ومديرين مستقلين قادرين على حماية المساهمين، وبضائع وعقود شراء حكومية، وقطاع خدمات مفتوح على المنافسة، بما في ذلك الشركات الأجنبية".
ويستدرك الكاتب بأنه "يجب أن تكون الأولوية هي المجتمع السعودي، فالدولة هجرها معظم العالم بسبب مقتل جمال خاشقجي، والحرب الوحشية بالوكالة في اليمن، وهو ما لا يمكن إعادته بسهولة من خلال سياسة اقتصادية، وإن أرادت السعودية تأمين مستقبلها فعليها الاعتماد على الشركات الدولية لتحسين معايير الحياة، ورفعها للمستوى العالمي، وحصول الناس على الحريات التي تعامل معها الغرب بصفتها أمرا مفروغا منه".
ويختم أوغرادي مقاله بالقول إن "الاقتصاد الحر يعمل جيدا في المجتمع الحر، وحتى يتحرر المجتمع السعودي فلن ينتعش الاقتصاد أبدا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)