هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجم زعيمان إصلاحيان في إيران النظام الحاكم، وشبّها بين ممارسات الحرس الثوري، وحرس "الشاه"، على خلفية ما اعتبرا أنه استخدام مفرط للقوة ضد متظاهرين سلميين.
وقال "مير حسين موسوي" من داخل إقامته الجبرية في طهران إن ممارسات النظام، والقمع الذي يتعرض له المواطنون، يشبه ما كان يحدث في البلاد إبان حكم الشاه، قبل "الثورة الإسلامية"، نهاية سبعينيات القرن الماضي.
وأضاف في بيان رسمي نشره موقع "كلمه" الإصلاحي: "إن المواجهة العنيفة والدموية مع المتظاهرين المتواضعين والغاضبين الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج كان قرارا غير عقلاني، وما حدث كان ضد مصالح المستضعفين الذين خرجوا جراء السياسات الهدامة في البلاد".
كما اعتبر أن "التأمل في حجم الاحتجاجات الواسعة النطاق بالعاصمة طهران وأماكن أخرى من البلاد، والتي تظهر حجم الإحباط العام بين شرائح المجتمع الإيراني المنكوب، الذي وصل إلى حافة الهاوية، وقمع هذه الاحتجاجات الواسعة، تشبه تماما المذبحة الوحشية التي تعرض لها المتظاهرين في عهد شاه إيران في أيلول (سبتمبر) من عام 1979".
وشهدت إيران في 8 أيلول/ سبتمبر 1979 مواجهات عنيفة بين الثوار والحرس الملكي في "ميدان جاليه"، وسقط العديد من القتلى، وغير هذا اليوم مجرى الثورة وأطلق عليه حينها "يوم الجمعة الأسود".
اقرأ أيضا: الحرس الثوري الإيراني يتهم أنصار "النظام الملكي" بدعم الشغب
وتابع موسوي: "كان قتلة الشعب الإيراني عام 1979 يمثلون نظاما غير ديني، فيما القوات العسكرية التي أطلقت النيران على الشعب مؤخرا مثلت حكومة دينية. لقد كان القائد الأعلى للقوات المسلحة هو الشاه واليوم القائد الأعلى هو الولي الفقيه، ويمتلك جميع الخيارات الشاملة".
وحذر موسوي من تداعيات قمع هذه الاحتجاجات بشكل دموي، واعتبر بأن تداعيات هذا القمع قد تكون مشابهة لتداعيات مذبحة "الجمعة الأسود"، في إشارة إلى سقوط النظام.
بدوره، أدان رجل الدين وأحد زعماء التيار الإصلاحي "مهدي كروبي"، في بيان رسمي، قمع الاحتجاجات، واعتبر ما حدث تعاملا دمويا تسبب في سقوط الكثير من القتلى والجرحى واعتقال الآلاف.
وقال كروبي: "في الوقت الذي يعاني فيه الشعب من وضع اقتصادي متدهور وانتشار الفساد الاقتصادي في جميع مؤسسات ودوائر الدولة، تم رفع سعر البنزين إلى ثلاثة أضعاف، ورد النظام والحكومة على اعتراض واحتجاجات الناس بلغة خشنة واستخدمت بعدها آلة القمع التي لا يمكن أن يتم وصف دمويتها. والمقاطع والصور التي انتشرت من قمع الناس أحزنت جميع قلوب الأحرار في العالم ".
وانتقد كروبي بشدة رأس النظام قائلا إن "مصالح ومصائر الشعب اليوم أصبحت ضحية لقرارات غير العقلانية لمجموعة صغيرة تتحكم بمصير البلاد، والعجب أننا نسمع من قائد الحرس الثوري ونائبه لغة وتصريحات سخيفة جدا، تصف قمع الاحتجاجات بالحرب العالمية والحرب الشاملة على العدو".
واعتبر أن "الأعجب من ذلك أنه لا يوجد شخص يوقف هذه التصريحات السخيفة. أنا في صدمة بسبب صمت رجالات السياسة".