هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا خبير القانون الدولي الفلسطيني أنيس القاسم، السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان العاملين لصالح فلسطين، إلى ضرورة الاستناد إلى القوانين والمواثيق الدولية المتصلة بحقوق الإنسان، من أجل دعم القضية الفلسطينية.
واعتبر القاسم في حديث مع "عربي21"، على هامش مشاركته في "المؤتمر العالمي الأول حول الأبارتايد: الأبعاد والتداعيات وسبل المواجهة"، الذي ينهي أعماله اليوم السبت في مدينة إسطنبول، أن "تعرية التمييز العنصري الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، كفيل وحده بتوحيد المجتمع الدولي ضده".
وقال: "لقد أحسن المشرفون على تنظيم المؤتمر العالمي الأول حول الأبارتايد الإسرائيلي، اختيار الموضوع والتوقيت والضيوف، فالعالم يكاد يكون مجمعا على إدانة الأبارتايد، باعتباره يرتقي إلى مستوى الجريمة، كما أن توقيت عقد المؤتمر يأتي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الأمم المتحدة، ويشارك فيه أكاديميون وجامعيون وخبراء في القانون الدولي، من أجل إعداد الأرضية العلمية والقانونية أمام الفاعل السياسي".
وأعرب القاسم عن أمله في أن "تستفيد السلطة الفلسطينية والعاملون لصالح القضية الفلسطينية من نتائج هذا المؤتمر وتوصياته من أجل وقف زحف الاحتلال الذي يريد أن يبتلع ما تبقى من أراضي فلسطينية من خلال سياسات الاستيطان المرفوضة وفقا للقوانين الدولية".
وقال: "لقد عمل القائمون على المؤتمر على انتقاء المشاركين في المؤتمر، واختيارهم من الجامعيين والخبراء الدوليين، لتكون دراساتهم علمية ومركزة على الانتهاكات التي ينفذها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وكل ما نأمله أن لا تعمل السلطة على مواجهة هذا الجهد إما بالتجاهل أو بالهجوم عليه، والتعامل مع توصياته على أساس أنها صادرة من مختصين في القانون الدولي، وجامعيين مناصرين للحق الفلسطيني".
وأكد القاسم، أن "الحق الفلسطيني مازال ناصعا ويحظى باهتمام دولي على الرغم من مشاغل العالم وتغير أولوياته"، مشيرا إلى أن "الترويج لتطبيع بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال لا يعكس توجها فاعلا ولا مؤثرا في مكانة ولا في طبيعة النظر إلى الاحتلال".
وقال: "لقد فشلت كل محاولات التطبيع العربي مع الاحتلال، ولم تنجح دول عربية عريقة عقدت اتفاقيات سلام مع الاحتلال في إقناع شعوبها بشرعية الاحتلال، أو في التخلي عن دعم القضية الفلسطينية. ولذلك تجد أن من يتحدث عن التطبيع مع الاحتلال عاجز عن مواجهة شعبه بهذه السياسات".
وأضاف: "الشعوب العربية بأغلبيتها وغالبية أحرار العالم، هم مع القضية الفلسطينية ويرفضون الاحتلال وجرائمه، وهذا ما يجب أن نبني عليه"، على حد تعبيره.
وتستضيف مدينة إسطنبول التركية منذ يوم أمس الجمعة فعاليات "المؤتمر العالمي الأول حول الأبارتايد الإسرائيلي: الأبعاد والتداعيات وسبل المواجهة".
ويسعى المؤتمر بحسب القائمين عليه، للمساهمة في تطوير العمل القانوني والبحثي، وإطلاق المبادرات من قبل مؤسسات المجتمع المدني، لضمان مساءلة الاحتلال الإسرائيلي على جريمة "الأبارتايد"، والضغط عليه لإنهاء هذا النظام العنصري.
ومن المتوقع صدور عدد من التوصيات أبرزها الدعوة لإنشاء تحالف دولي ضد نظام الأبارتايد والتمييز العنصري، وتشكيل مجموعة عمل بحثية وقانونية لمنظمات المجتمع المدني.
يشار إلى أن المنظمة العالمية لمناهضة التمييز والفصل العنصري أنشئت بهدف مكافحة جميع أشكال التمييز والاستغلال والفصل العنصري بكل الوسائل المتاحة قانونيا، بما في ذلك نظام الفصل العنصري المفروض على الشعب الفلسطيني.
إقرأ أيضا: اسطنبول تشهد مؤتمرا دوليا حول "الأبارتايد" الإسرائيلي (شاهد)