صحافة دولية

بلومبيرغ: كيف يهدد ترامب فرص جونسون في الانتخابات؟

بلومبيرغ: المحافظون يخشون سرا أن يخرب ترامب فرص جونسون في الانتخابات- جيتي
بلومبيرغ: المحافظون يخشون سرا أن يخرب ترامب فرص جونسون في الانتخابات- جيتي

نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا للصحافي تيم روس، يقول فيه إن ساعات سيقضيها بوريس جونسون في الريف الإنجليزي المتميز قد تكون هي الأخطر على حظوظه في آخر مرحلة من حملته الانتخابية.  

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن رئيس الوزراء البريطاني سيقوم بقطع حملته ليستضيف زعماء حلف شمال الأطلسي "ناتو" في منتجع فاخر فيه ملعب غولف ومنتجع صحي. 

 

ويستدرك روس بأنه بالرغم من البيئة الهادئة المحيطة بالمؤتمر، فإن المقربين من جونسون يخشون أن يتحول الاجتماع المنعقد في فندق "غروف هوتيل" في مقاطعة هيرتفوردشاير، إلى قطار مدمر يؤثر على محاولته للوصول الى السلطة.

 

ويقول الموقع إن "المحفز المتوقع للسيناريو الكابوس هو حليف جونسون المقرب، دونالد ترامب، وقبيل الانتخابات التي ستجري في 12 كانون الأول/ ديسمبر قد يصبح الرئيس أخطر سلاح في جعبة زعيم المعارضة البريطانية جيرمي كوربين، الذي يريد حزبه، حزب العمال، أن يطيح بحزب جونسون، حزب المحافظين، وحجة كوربين بسيطة: جونسون وترامب صديقان يمينيان يشكلان معا خطرا غير مسبوق على الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في المملكة المتحدة".

 

ويلفت التقرير إلى أنه في حال فاز جونسون بالغالبية في البرلمان، وأكمل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإنه سيسارع نحو عقد اتفاقية تجارة حرة مع أمريكا، حيث ستكون NHS معروضة للبيع، بحسب كوربين، الذي يقول إن ذلك سيؤدي إلى رفع أسعار الأدوية، ويدمر إلى الأبد خدمة صحية مجانية يتمتع بها البريطانيون.

 

ويجد الكاتب أنه بالرغم من إنكار حزب المحافظين أن NHS مطروحة على الطاولة، إلا أن السردية فاعلة مع الناخبين، وهي رواية أقلقت كبار المستشارين في فريق جونسون لفترة طويلة قبل أن تبدأ حملة الانتخابات، و"الآن سيظهر ترامب على الأرض البريطانية قبل الانتخابات بعشرة أيام". 

 

وينوه الموقع إلى أن "ترامب سيهبط في لندن يوم الاثنين، وسيستقبل كالعادة من المتظاهرين ضد ترامب، وبالتأكيد لن يضيع كوربين فرصة استغلال أي صورة لترامب وجونسون معا، إلا أن أكثر ما يخشاه المحافظون، بحسب ما يقولونه في المجالس الخاصة، هو أن يحيد ترامب عن النص". 

 

وينقل التقرير عن أحد كبار المسؤولين، قوله بأن ذلك هو أكبر خطر يواجه عملية الانتخابات، فلا يمكن الوثوق بالرئيس أن يمنع نفسه من الإدلاء بتعليقات غير حكيمة.

 

ويشير روس إلى أن أحد الوزراء أكد على هذه المخاوف، وقال مسؤول رفيع آخر بأنه يتم اتخاذ إجراءات احتياطية لتقليل ذلك الخطر، مع أنهم لم يقولوا كيف يمكن أن يتم هذا إذا ما تم الأخذ في عين الاعتبار ميول ترامب ليقول ما يجول في خاطره في كل وقت على "تويتر"، أو أن ينحرف عن الموضوع خلال الإيجازات الصحافية.

 

ويلفت الموقع إلى أن هناك أسباب جيدة لدى المحافظين ليكون قلقين، فخلال زيارة ترامب الماضية إلى لندن في حزيران/ يونيو، فإنه منح كوربين سلاحا يهاجم به، عندما اقترح خلال إيجاز مع سلف جونسون، تيريزا ماي، بأن وصول الشركات الأمريكية إلى NHS سيكون أحد الأمور "المطروحة على الطاولة" في المفاوضات التجارية بعد بريكسيت.

 

وينوه التقرير إلى أنه بعد الاحتجاج، الذي كان لا بد منه، فإن ترامب قام بإصدار توضيح، فقال إن الخدمات الصحية لم تكن شيئا يريد استغلاله، لكن كان الضرر قد حدث.

 

ويقول الكاتب إن حزب العمال تلقى دفعة أخرى في 31 تشرين الأول/ أكتوبر، عندما منح ترامب مقابلة على إذاعة LBC لصديقه نايجل فاراج، السياسي المخضرم اليميني المتطرف الذي يقود حزب بريكسيت، فتخلى عن عرف الحياد السياسي في انتخابات بلد أجنبي، وقام بدعم جونسون "الرائع"، وحذر في الوقت ذاته من أن كوربين سيكون "سيئا جدا" للمملكة المتحدة.

 

ويشير الموقع إلى أن ترامب حث جونسون وفاراج خلال المقابلة على الاتحاد لهزيمة كوربين، وإكمال الخروج من الاتحاد الأوروبي، وحاول أيضا أن يصحح تعليقاته السابقة بشأن كون NHS مطروحة على الطاولة لصفقة تجارة مستقبلية.

 

وينقل التقرير عن فاراج، قوله في مقابلة هذا الشهر: "أظن أن ترامب في الواقع وجه ضربة قاضية لكوربين.. فكوربين يقول إنه سيتم بيع NHS للأمريكيين، لكن ترامب يقول إنها ليست حتى مطروحة على الطاولة".

 

ويستدرك روس بأن مستشاري حزب المحافظين ذعروا لمجرد أن قام ترامب بذكر NHS مرة أخرى، وحتى إن كان في مجال الإنكار، حيث جعلها الرئيس تبقى حية في ضمير الشعب.

 

ويبين الموقع أنه في الوقت الذي يعد فيه فاراج مؤيدا "لترامب"، إلا أن هناك أدلة على أن البريطانيين ليسوا كذلك بشكل متزايد، فمعظم الناس الذين سئلوا في استطلاع رأي اجراه موقع YouGov في وقت سابق من هذا العام، قالوا إن عقد اتفاقية تجارية هو أمر جيد، إلا أن استطلاعا آخر أظهر أن عددا أقل من الناس يعتقدون أن على الحكومة أن تجرب العمل مع ترامب أكثر مما كان عليه عندما وصل ترامب إلى الرئاسة.

 

ويذكر التقرير أنه "بحسب استطلاع أجراه موقع YouGov منذ بداية الحملة الانتخابية، فإن NHS تشكل أهم قضية سياسية داخلية لها أولوية لدى الناخبين، ومع أن بريكسيت هو القضية الأولى فإن الرعاية الصحية تأتي ثانيا، إنه مقياس لقداسة NHS كون أكثر من نصف دافعي الضرائب (53%) لديهم استعداد لدفع المزيد لتمويل الاستثمار فيها، وأقل من 31% من الناس عارض ضرائب أعلى لفعل ذلكط.

 

ويفيد الكاتب بأن NHS، التي تم إنشاؤها قبل 71 عاما، أصبحت نقطة لحشد مؤيدي حزب العمال والسياسيين اليساريين، مشيرا إلى أن كوربين يقوم دائما بإلقاء الخطابات في تجمعات العاملين في الصحة، فيما حث كلا من الأطباء والممرضات الناس للتصويت ضد حزب المحافظين لحماية NHS من الخصخصة أو تخفيض التمويل.

 

ويلفت الموقع إلى أنه منذ أن أصبح جونسون رئيسا للوزراء في تموز/ يوليو، فإنه كان يقوم بمهمة استعادة ما خسره الحزب فيما يتعلق بـ NHS فلا يمر أسبوع تقريبا دون أن يقوم بزيارة لمستشفى، حيث يظهر مشمرا عن ساعديه وربطته مطوية داخل قميصه، لكن كبار المحافظين يخشون أنه لا يزال عرضة لهجمات حزب العمال.

 

ويورد التقرير نقلا عن وزير، قوله بأنه حتى مقعد جونسون، الذي هو في العادة مقعد مضمون للحزب، لا يمكن الوثوق فيه، حيث سيشكك الناخبون بادعائه بأنه سينفق المليارات على بناء المستشفيات الجديدة، فيما حذر آخر أنه بغض النظر عن مدى صدق حجج العمال فإن الناخبين يسمعون لما يقوله كوربين.

 

وينوه روس إلى أن أحد الوزراء غاضب جدا من الدعاية التي حصل عليها ادعاء كوربين بأنه تم الكشف عن وثائق تظهر خططا سرية للحكومة لبيع NHS فقال المحافظون إن تلك الوثائق لا تعني شيئا.

 

وينقل الموقع عن الوزير، قوله إن استطلاعات حزب المحافظين الداخلية تظهر أن الناس لا يصدقون حجج كوربين بخصوص عزم جونسون على بيع NHS في الاتفاقية التجارية مع ترامب، ومع ذلك فإن النقطة التي استخدمها زعيم العمال أحدثت ضررا "للمحافظين"، مشيرا إلى أن الناخبين يعلمون أن حوار NHS لم ينته.

 

ويشير التقرير إلى أنه "إذا استخدم كوربين مؤتمر الناتو، كما هو متوقع ليهاجم جونسون لعلاقته بترامب، فإنه يتوقع أن يرد المحافظون على ذلك بالتركيز على أن زعيم العمال ضعيف في موضوع الأمن القومي (فقد شارك طيلة حياته في الحملات المناوئة للحرب) ومتردد في دعم الناتو".

 

ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالقول إن "المحافظين يتخذون إجراءات أخرى أيضا، عندما يصل ترامب إلى المنتجع الريفي فلا تتوقع أنه سيتم استقباله بكثير من الاحتفاء أو احتضان جونسون له علنيا، وليس هناك مؤتمر صحافي مشترك بينهما على الأجندة لحد الآن، فهذه زيارة رئيس ستبقى على أدنى مستوى ممكن، وهو ما سيحاول مستشارو جونسون الخائفون عمله".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)