هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذرت قيادات ومؤسسات وفصائل فلسطينية، من خطورة وتداعيات "جريمة قتل" الاحتلال الإسرائيلي للأسير الفلسطيني سامي أبو دياك، الذي أعلن عن استشهاده صباح اليوم داخل السجون الإسرائيلية، محملين الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه "الجريمة المكتملة".
وباستشهاد الأسير "أبو دياك"، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الفلسطينية إلى 222 شهيدا، إضافة إلى عشرات الأسرى المحررين الذي ارتقوا شهداء عقب خروجهم من سجون الاحتلال بفترات وجيزة.
زمام المبادرة
وفي تعليقه على استشهاد الأسير أبو دياك، أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، أن "هناك تعمدا وتخطيطا وسبق إصرار إسرائيلي، إذ إن هذه الجريمة التي تعرض لها الأسير سامي، هي جريمة مكتملة، تورطت بها كل أجهزة الاحتلال الإسرائيلي، من رئيس الحكومة وصولا إلى آخر جهاز أمني يتابع قضايا الأسرى".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "ما حصل مع الشهيد الأسير سامي، هو جزء من جريمة إهمال طبي متعمد يطال المئات من الأسرى، مع وجود مساع حثيثة من أجل خلق بيئة محفزة للأمراض بين الأسرى في كافة المعتقلات الإسرائيلية، إضافة لتجميد العمل من الناحية الفعلية بقانون إسرائيلي يتيح إطلاق سراح الأسير حينما يصل إلى مرحلة، تصبح حالته الصحية فيها ميؤوسا منها".
ونوه فارس، إلى أن "الاحتلال تجاوز ذلك إلى ما هو أبعد، عبر قيامه بالتحفظ على جثامين الشهداء الذين يرتقون في السجون، ويتخذون منهم رهائن لاستخدامهم في الضغط السياسي وغير ذلك"، معتبرا أن سلوك الاحتلال "غير المفهوم، ينم عن كراهية وحقد وعنصرية باتت تحكم سلوك كافة مؤسسات الاحتلال".
اقرأ أيضا: توتر بعد استشهاد الأسير "أبو دياك" بمعتقلات الاحتلال
واستنكر بشدة، "هذا العمل الإجرامي الجبان من قبل سلطات الاحتلال"، داعيا "الجميع وفي مقدمتهم الحركة الوطنية الفلسطينية، إلى الإجابة عن أسئلة كبيرة تدفع الآن بقوة إلى السطح؛ طالما أن الأمر كذلك، ما العمل؟".
ونوه رئيس نادي الأسير، إلى أن "الحركة الوطنية مدعوة اليوم إلى أن تعمل بما يمكنها من أجل استعادة زمام المبادرة، وأن تحول الاحتلال إلى مشروع خاسر".
وحول تداعيات جريمة استشهاد الأسير أبو دياك على الواقع في الأراضي المحتلة وخاصة بالضفة، لفت إلى أن الاحتلال "يضيف سببا آخر ورئيسا إلى حالة الاحتقان والغضب والشعور بالقهر، التي تعتلي قلوب كل أبناء الشعب الفلسطيني، وبالتالي هم يدفعون الأمور باتجاه حدوث حالة من الانفجار".
إعدام بطيء
وأكد فارس، أن "الانفجار في وجه الاحتلال بات مسألة وقت، وبات أمرا في غاية الضرورة والأهمية، لأن مستوى رد الفعل الممارس من قبلنا كفلسطينيين، لا يرتقي لمستوى الجريمة المقترفة؛ سواء بحق الأسرى والقدس أم بحق الأرض الفلسطينية، في ظل عدوان إسرائيلي شامل يتعرض له شعبنا الفلسطيني".
من جانبها، نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الشهيد الأسير أبو دياك، الذي "ارتقى في سجون الاحتلال بعد معاناة طويلة مع المرض والاعتقال"، مؤكدة أن "الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال، أدى إلى استشهاده اليوم".
وحملت في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، "الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير، بسبب ظروف اعتقاله السيئة وسياسة الإهمال الطبي بحقه، وتعمد عدم تقديم العلاج اللازم له، وصولا إلى قتله، رغم تدهور حالته الصحية".
وأوضحت أن "رسالة الشهيد أبو دياك الأخيرة وأمنيته في أن يفارق الحياة في أحضان أمه، هي رسالة الأسرى المرضى الذين ما زالوا يعانون قهر السجن وألم المرض في ظل قرار إسرائيلي بإعدامهم بشكل بطيء".
وأكدت حماس أن "الإهمال الطبي بحق الشهيد أبو دياك، وبحق إخوانه من الأسرى المرضى، هو جريمة كبرى بحق الإنسانية وانتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية"، مطالبة "كل الجهات الدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ آلاف الأسرى من سجون الاحتلال، ومعاقبته على جرائمه المستمرة".
اقرأ أيضا: فشل جهود الإفراج عن الأسير المريض سامي أبو دياك
ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى "تصعيد الاحتجاجات ضد ممارسات الاحتلال العدوانية، خاصة تلك الموجهة ضد أسرانا الأبطال في السجون".
من جانبه، حمل القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، الاحتلال "المسؤولية الكاملة عن جريمته التي اقترفها بحق الأسير أبو دياك نتيجة تعمد إهماله الطبي بحق الأسير".
إرهاب الاحتلال
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "ما حصل مع الشهيد الأسير، هو جريمة متكاملة الأركان تتطلب من القيادة الفلسطينية نقلها لمحكمة الجنايات لمحاسبة المسؤولين عنها"، منوها إلى أن "صمت المؤسسات الدولية والحقوقية شكل حافزا لاستمرار هذه الجرائم من قبل الاحتلال".
وطالب أبو ظريفة، "كافة المؤسسات المعنية، بالضغط الجدي علي الاحتلال لوقف سياسة الإهمال الطبي بحق الأسري وكافة الإجراءات المخالفة للقانون الدولي والإنساني وخاصة اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة، وضرورة انطباقها علي الأسري الفلسطينيين"، مؤكدا أن "مواجهة هذه السياسة تتطلب انتفاضة عارمة دفاعا عن حرية وحياة الأسرى في سجون الاحتلال".
بدورها، اتفقت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين مع ما ذهب إليه الجميع، أن هناك "سياسة إهمال طبي متعمد" من قبل الاحتلال، مؤكدة أن "الأسير الشهيد أبو دياك، هو شاهد جديد على إرهاب الاحتلال وبلادة ضمائر المتقاعسين والمتواطئين".
وأوضحت في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "سلطات الاحتلال تجاهلت معاناة وآلام الأسير منتهكة كل القوانين والأعراف، فيما صمت المؤسسات والهيئات الدولية آذانها وأغمضت عيونها عن جريمة قتل أخرى كانت ترتكبها إدارة مصلحة السجون بحق الأسير أبو دياك".
ونوهت إلى أن "الأسير أبو دياك، وآخرين من رفاقه الأسرى المرضى، شاهدون على الظلم والإرهاب والعدوان الذي ترتسم تفاصيله في كل لحظة من حياة أسرانا داخل سجون الاحتلال"، محملة "الاحتلال المجرم، المسؤولية الكاملة عن سياسات الإهمال الطبي التي أدت لاستشهاد العديد من الأسرى الأبطال، وتهديد حياة أسرى آخرين معرضين لخطر الموت في أي لحظة بفعل هذه السياسة الإجرامية".
وأكدت أن "سياسة الإهمال الطبي، هي جريمة إعدام بطيء بحق أسرانا، في محاولة للانتقام منهم وإرهاب الشعب الفلسطيني وثنيه عن استمرار نضاله وكفاحه المشروع من أجل الحرية"، منوها إلى أن "ما يتعرض له الأسرى من ظلم وإرهاب وعدوان يوجب علينا العمل الدؤوب من أجل حمايتهم، والعمل على تحريرهم".