نفى نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني "تواصل"، أن يكون في استقبال محمد محمود سيدي، رئيس حزب التجمع، الأسبوع الماضي، لوزير خارجية جبهة بوليساريو، محمد سالم ولد السالك، أي تغير في موقف الحزب من المغرب أو من قضية الصحراء.
وأكد نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، السالك ولد سيدي محمود، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن استقبال الحزب لوزير خارجية جبهة بوليساريو، محمد سالم ولد السالك، جاء في سياق بروتوكولي وروتيني دأب عليه الحزب منذ سنوات.
وقال السالك: "هذه ليست المرة الأولى التي نستقبل فيها وزير خارجية جبهة بوليساريو، محمد سالم ولد السالك، وليست المرة الأولى التي نستلم فيها رسالة من البوليساريو".
وأعرب القيادي الإسلامي الموريتاني "عن أسفه، لأن بعض المدونين تفاعل مع الزيارة والرسالة من دون معرفة لا تاريخية ولا سياسية، وروج للزيارة كما لو أنها تعبير عن تغير في موقف الإسلاميين من قضية الصحراء، وهذا غير صحيح".
وعاب السالك على إسلاميي العدالة والتنمية في المغرب استعجالهم في إصدار بيان لإدانة عملية استقبال وزير خارجية جبهة البوليساريو، وقال: "لقد استعجل إخوتنا في العدالة والتنمية المغربي الأمر، وأصدروا بيانا بناء على تغريدات لمدونين موريتانيين، لا يعلمون أننا حزب موريتاني، يزورونا ضيوفا نستقبلهم ونستمع إليهم، لكن هذا لا يعني تغيرا في موقفنا من أي قضية".
وقال: "موقفنا من قضية الصحراء ثابت ولم يتغير، وسيثبت المستقبل أن هذه الزيارة لمسؤول البوليساريو ستكون كسابقاتها، لا ينتج عنها أي تحول في موقفنا المتمثل في الحياد الإيجابي".
وحول الموقف من الصحراء، قال السالك: "نحن نؤيد الحل العادل والمنصف، ولا نتخندق في أي جهة".
وقلل السالك من أي تداعيات سلبية لهذا اللقاء بين رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" وبين مسؤول البوليساريو على مستقبل
العلاقات بين إسلاميي
موريتانيا والمغرب، وقال: "علاقتنا مع المغرب علاقات تاريخية متينة، ومن يدقق في تاريخها يعرف ذلك، وما جرى مؤخرا مبني على سوء فهم، عالجناه نحن بكثير من الحكمة والتبصر، ومن يسعى للوقيعة بين المغرب وإسلاميي موريتانيا سيفشل"، وفق تعبيره.
وكان محمد محمود سيدي، رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني "تواصل"، قد استقبل الأسبوع الماضي وزير خارجية جبهة بوليساريو، محمد سالم ولد السالك، الذي يزور نواكشوط حاليا، موزعا دعوات على بعض الأحزاب الموريتانية لحضور مؤتمر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، المقرر منتصف الشهر المقبل.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يستقبل فيها حزب "تواصل" مسؤولين من البوليساريو، ولكن الجديد هو مجموعة تغريدات نشرها الدكتور محمد المختار الشنقيطي على صفحتيه في مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك"، اعتبر فيها "لقاء رئيس حزب التجمع مع وزير خارجية (البوليساريو) واستلام دعوة منه زلة سياسية شنيعة، ومجازفة استراتيجية غير محسوبة لا تليق بشخصه الكريم، ولا بحزب (تواصل) الإسلامي، الذي يُفترض أن يكون وحدويا في مبادئه وتوجهاته ومواقفه".