هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
من وحي قصة حقيقية مر بها المخرج المغربي حسن بنجلون صنع فيلما يحكي
المعاناة الفلسطينية في الداخل والخارج حمل اسم "من أجل القضية".
اختار بنجلون الحدود البرية المغلقة منذ ربع قرن بين المغرب والجزائر لتكون
مسرحا لأحداث فيلمه الفلسطيني، ومذكرا أيضا بالحال الذي وصلت إليه العلاقة بين
البلدين الجارين.
الفيلم بطولة الفلسطيني رمزي مقدسي، والفرنسية جولي دراي، والمغاربة عبد
الغني الصناك وحسن باديدة وأسماء بنزاكور، وشاهده جمهور مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي، الأحد، في عرضه الأول بالمسرح الصغير لدار الأوبرا المصرية.
تبدأ الأحداث في برشلونة بإسبانيا حيث يعيش الفلسطيني كريم الذي يعزف العود
داخل مقهى وفي إحدى الليالي تعرض عليه فرقة موسيقية اصطحابه في جولة فنية بتونس
والمغرب والجزائر فيوافق.
مغنية الفرقة هي الفرنسية اليهودية سيرين التي تطلب من كريم مرافقتها إلى
مدينة فاس لرؤية البيت الذي كانت تعيش فيه عائلتها قبل الهجرة من المغرب إلى فرنسا
فيتغير خط رحلة الاثنين بعيدا عن باقي أعضاء الفرقة على وعد باللحاق بهم في
الجزائر.
اقرأ أيضا: "جدار الصوت" فيلم روائي يبرز فصولا من حرب 2006 على لبنان
وعلى جسر حدودي بين المغرب والجزائر تدور معظم أحداث الفيلم حيث يواجه
الاثنان سلسلة من المواقف العبثية مع سلطات الحدود تبقيهما عالقين بين البلدين
وتتفجر الكوميديا السوداء من خلال محاولاتهما للتغلب على العقبات التي فرضت عليهما
بسبب الجنسية والديانة والقوانين واللوائح البالية.
ورغم أن قصة الفيلم تنطلق من موقف شخصي تعرض له البطل ورفيقته يقوم المخرج
بانتقال سلس إلى آفاق أبعد ينقد فيها الواقع السياسي الراهن ويكشف عوراته
وتناقضاته.
وقال مخرج العمل حسن بنجلون في مناقشة عقب عرض الفيلم إنه "استوحى القصة من
واقعة حقيقية كان هو بطلها في الماضي عندما علق بين حدود دولتين قبل نحو أربعة
عقود" وفق ما صرح به لـ"رويترز".
وقال: "هذه قصة واقعية حدثت معي عندما كنت انتقل من النمسا إلى
تشيكوسلوفاكيا وكانت معي صديقة شابة وبعد مرور السنوات فكرت في تحويلها إلى فيلم
مع تسليط الضوء على القضية الفلسطينية".
وأضاف: "لا أستطيع الادعاء أني الأجدر بالتعبير عن مشكلات الفلسطينيين
لكني أشعر أن القضية الفلسطينية تنسى رغم أنها هي القضية الأولى عربيا".
وعن اختياره لأن يكون البطل موسيقيا وتوظيف ذلك في الفيلم، أوضح بنجلون بأن "الفن هو غالبا العنصر المشترك بين الشعوب العربية الذي يجمع ولا يفرق وهو عابر
للحدود حتى مع وجود حواجز وبوابات".
من جانبها كشفت المنتجة رشيدة السعدي عن بعض الصعوبات التي واجهت الفيلم
ومنها جنسية البطل رمزي مقدسي الذي قابل في الواقع عقبات في التصوير بسبب تأشيرة
الدخول والإقامة بالمغرب.
وأفادت: "تصوير الفيلم استغرق شهرا لكننا لم نستطع الحصول له سوى على
تأشيرة دخول لمدة 15 يوما لذلك خضنا بعض الصعوبات لتمديد إقامته" بحسب ما ذكرت لـ"رويترز".
ويتنافس "من أجل القضية" على جوائز مسابقة آفاق السينما العربية
بمهرجان القاهرة السينمائي التي تضم 12 فيلما.