هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر سياسيون مصريون
وليبيون السلطات المصرية من مغبة استمرار دعم ميليشيات اللواء المتقاعد، خليفة
حفتر، وإطالة أمد الصراع الليبي لتحقيق مصالح شخصية على حساب مصالح الشعب الليبي.
وأكدوا في تصريحات
لـ"عربي21" أن دور مصر السلبي في الساحة الليبية عسكريا يفتقد لأية
مصداقية سياسية، وينذر بتصدع الجدار الغربي لها، ويؤجج القلاقل في المنطقة بدل من
لعب دور يسهم في إخمادها.
ويتماشى الدور المصري
المناهض لثورات الربيع العربي في ليبيا مع دعم مصر المعلن لنظام الرئيس السوري
بشار الأسد، وسط تقارير إعلامية للمعارضة السورية عن العثور على أسلحة مصرية في
ساحات القتال في سوريا، إضافة لمشاركتها في التحالف العربي بقيادة السعودية في
2015 في حربها باليمن.
اقرأ أيضا: "الجزيرة" تكشف وثائق مسربة عن دعم نظام السيسي لحفتر (فيديو)
وكانت قناة الجزيرة
أعلنت، مساء الأحد، حصولها على وثائق مسربة من الخارجية والمخابرات الحربية
المصريتين، تكشف معلومات عن دعم السلطات في مصر لقوات حفتر في ليبيا، بالإضافة إلى
دور كل من الإمارات والسودان.
وأفادت الجزيرة في
تحقيقها تحت اسم "المسافة صفر – السقوط على أبواب طرابلس" بأنها تمكنت
من الحصول على وثيقة مسربة من المخابرات الحربية المصرية تكشف عن معسكرات تدريب
لقوات حفتر بمصر.
وتتفق الوثيقة المسربة
مع تصريحات المسؤول الليبي السابق بهيئة الإعلام الخارجي بحكومة الإنقاذ الليبية
سابقا، جمال الزوبية، الذي أكد في تصريحات سابقة لـ"عربي21" أن
"مصر تدعم بشكل مباشر قوات حفتر بالذخيرة والسلاح والتدريب".
وأشار إلى أن
"السيسي قدم مئات حاويات الذخيرة، ودعما جويا وفنيا، وأرسل له جنودا وضباطا
وطيارين لقصف خصومه، فالسيسي كعادة الدكتاتوريات العسكرية يسعى إلى تصدير أزماته
الداخلية للخارج، ووجد ضالته في حفتر المهووس بالسلطة".
أجندة غربية
وعلق عضو لجنة الدفاع والأمن
القومي بمجلس الشعب السابق، أسامة سليمان، بالقول: "المتابع لكلمة السيسي
الأخيرة في الأمم المتحدة عن ليبيا وقوله إن ما يحدث هو سوء توزيع للسلطة والثروة،
يؤكد أنه يمسك بأجندة غربية وشريك فيها؛ وبالتالي أي كلام يقال إنه لا يتدخل في
شؤون الغير هو كذب محض؛ لأنه هو من قال ذلك بنفسه".
وأوضح
لـ"عربي21": "تصريحات السيسي هي إعلان منه للغرب وتحديدا فرنسا
وأمريكا أنه قبل تنفيذ الأجندة، وينفذها بالفعل على أرض الواقع من خلال التدخل في
العمليات العسكرية ضد الحكومة الشرعية، وهو تدخل صارخ وعداء واضح لثورات الربيع العربي
(سوريا، اليمن) هو ومعه الإمارات".
وأكد أن السيسي "يوظف
الجيش المصري لصالح فرنسا وأمريكا لسرقة ثروات الليبيين، وهناك تواطؤ دولي
باستخدام مصر كأداة لدعم حفتر في الانقلاب على الحكومة الشرعية".
تعزيز الانقسام الليبي
يقول الناشط السياسي
والصحفي الليبي، فرحات لعمامي، "يؤكد هذه التسريبات سقوط قتلى من الجنود
المصريين في معارك جنوبي العاصمة الليبية طرابلس يقاتلون إلى جوار قوات حفتر،
وقوات إماراتية وفرنسية"، مشيرا إلى "الشريط المسرب الذي صوره أحد
الجنود المصريين وهو يمر على جثث ثوار درنة شرقي ليبيا".
وأوضح
لـ"عربي21": "تصريح السيسي في الأمم المتحدة بشان توزيع الثروة على
أقاليم ليبيا يظهر طمع النظام المصري في ليبيا، ومصلحته في وجود نظام ليبي موال له، يثبت تلك المزاعم.. كما أن تصريح حفتر العلني وترحيبه بالتدخل المصري ولو كان
ضد مصلحة ليبيا يؤكد تلك المزاعم الصحفية".
وأكد أنه "من
السهولة بمكان العثور على ذخيرة مصرية حصلت عليها قوات حكومة الوفاق الشرعية في
محاور القتال، كما أن تدريب قوات حفتر من قبل نظام السيسي هو جزء من مراحل لمشروع
أكبر في المنطقة".
وحذر لعمامي من مغبة
الدور السلبي المصري بليبيا، قائلا: "هذا الدور غير المسؤول يعمق الأزمة عن
طريق إطالة معاناة الشعب وزيادة الخسائر المادية والبشرية داخل كل طرف حتى يصل إلى
تثبيت روح الانتقام للكل... ويزيد من فقدان الثقة في إيجاد حل لهذه الأزمة ويرسخ
فكرة الانقسام بين الطرفين، كما حدث في اليمن".