هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن "التحضيرات الفلسطينية للانتخابات القادمة تطرح أسئلة عديدة، من أهمها إمكانية أن يطرح محمود عباس نفسه للترشح والتنافس على الانتخابات الرئاسية، لأنه رغم اللقاءات الماراثونية لإجراء هذه الانتخابات، لكن ليس من الواضح بعد من سيكون مرشح فتح للتنافس على مقعد رئيس السلطة الفلسطينية، لأن عباس ما زال يحافظ على الصمت، فيما أوساط فتح المحيطة به بدأت تصدر مواقف متباينة".
وأضاف يوني بن مناحيم في مقاله على موقع نيوز ون الإخباري، وترجمته "عربي21"، أن "هناك سلسلة من العقبات ما زالت تعترض إجراء الانتخابات الفلسطينية، من بينها الموقف الإسرائيلي، واحتمال أن ترفض إجراءها في القدس، ما دفع الفلسطينيين لطلب وساطات دولية؛ لإقناعها بعدم إفشال الانتخابات".
وأشار بن مناحيم، وهو ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، مناحيم، والخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، إلى أنه "مع زيادة انشغال الفلسطينيين بموضوع الانتخابات، كلما تنامى الحديث عن هوية الرئيس الفلسطيني القادم، في ظل أن عباس يقترب اليوم من 85 عاما".
وأوضح: "محمد دحلان القيادي المفصول من فتح أعلن أنه ما زال جزءا منها، وأكد قبل أيام ترشحه في هذه الانتخابات، في حين تنتظر قيادات فتح الكلمة الأخيرة لمروان البرغوثي من داخل السجن الإسرائيلي، الذي أعلن سابقا ترشحه في الانتخابات الرئاسية من داخل السجن، ويتصدر استطلاعات الرأي الفلسطينية كرئيس مستقبلي للشعب الفلسطيني".
وأكد أن "علاقات البرغوثي مع عباس في أسوأ ظروفها، حيث يتهمه بإعاقة إطلاق سراحه خلال صفقة التبادل السابقة بين إسرائيل وحماس، وعمل على إفشال إضراب الأسرى الذي قادة قبل عامين، والتقديرات المتزايدة داخل فتح تتحدث أن البرغوثي سيترشح في الانتخابات الداخلية في الحركة البرايمرز، كي يحظى بترشيحها للتنافس على الانتخابات الرئاسية".
وأشار إلى أن "جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لفتح ألقى قنبلة سياسية قبل أيام، حين أعلن أن عباس لا يريد الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، وبعد أن أعلن عباس سابقا أنه ينوي التنافس على الانتخابات الرئاسية، لكنّ زمنا طويلا مضى على هذه التصريحات، ثم أعقبها علاجات طبية له، وبدا وضعه الصحي ليس على ما يرام".
واستدرك بالقول إن "حسين الشيخ زميل الرجوب في مركزية فتح أعلن قبل أيام تصريحات مناقضة، حين أكد أن فتح لديها مرشح واحد فقط في الانتخابات الرئاسية، هو محمود عباس".
وأضاف أن "الاختبار الحقيقي لإجراء الانتخابات الفلسطينية يبدأ فور إصدار عباس للمرسوم الرئاسي بإجرائها، وتحديد المواعيد والتواريخ اللازمة، دون اتضاح الصورة النهائية لمدى مشاركة عباس فيها، حيث يرى الرجوب في نفسه مرشحا مؤهلا لوراثته، ما يطرح السؤال حول مناسبة كلامه الأخير، فهل تم بترتيب مسبق مع عباس؟ أم أطلقه على عاتقه الشخصي لتنحية عباس جانبا بهدوء؟".
وختم بتساؤل: "هل يوافق عباس على التنحي عن منصبه، وإخلاء مقعده الرئاسي، وفي هذه الحالة من سيرعى مصالح عائلته الاقتصادية، ومن سيسمى لوراثته من المتنافسين خلفه؟ كل هذه الأسئلة دون إجابات، ما يعني أن معركة الوراثة داخل فتح بدأت فعليا، ويتوقع أن تزداد سخونة في حال أقيمت الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ونحن ما زلنا بعد في أول المطاف".