هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ألقى تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية الضوء على حياة راهبة في سنغافورة، ترافق سجناء إلى حبل المشنقة منذ 40 عاما.
وأوضحت الراهبة الكاثوليكية، غيرارد فيرنانديز، أنها تعتبر السير مع السجناء إلى حبل المشنقة "ميزة عظيمة"، موضحة أنه من "أسمى درجات الحب والثقة أن يسمح لي شخص بمشاركة آلامه والدخول إلى قلبه في لحظاته الأخيرة".
كيف بدأت قصتها؟
في عام 1981 بدأت الراهبة تبادل رسائل مع سجينة تواجه حكم الإعدام، وهو الأمر الذي استمر 7 سنوات.
وكانت السجينة "تان موي تشو" طالبة سابقة لدى الراهبة وحكم عليها بالإعدام في واحدة من أكثر الجرائم وحشية بالبلاد، فيما كانت الراهبة تعرفها باسم كاثرين "الطفلة الرقيقة البسيطة" التي تنحدر من عائلة متدينة، وكانت تحضر في مدرسة الدير.
وقد أدينت تان وزوجها أدريان ليم وعشيقته هو كاه هونغ بممارسة قتل طقسي بحق طفلين صغيرين.
اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: هل بدأت الكنيسة الكاثوليكية بالتغير؟
وعلى مدار سنوات ظلت الأخت غيرارد تزور تان في السجن، وغالبا ما كانت تقضي الليالي الطويلة معها في الصلاة، مما سمح لهما بالتواصل مجددا، وبناء تفاهم عميق.
وتقول الأخت غيرارد: "كنت هناك لدعم كاثرين وهي علمت أن بوسعها التحدث إلي، وهو الأمر الذي حررها من سجنها الذهني".
وظلت الراهبة إلى جوار السجينة حتى يوم إعدامها في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 1988.
وتقول: "إن كل شخص في السجن يستحق الموت بكرامة بصرف النظر عن الإثم الذي اقترفه".
وتضيف: "في يومها الأخير ارتدت تان فستانا أزرق وحذاء مناسبا له، وكانت هادئة للغاية، وسرنا معا متشابكي الأيدي حتى حبل المشنقة".
وغنت الراهبة حينئذ الترنيمة المفضلة لتان وهي "كم أنت عظيم"، وهما تدخلان غرفة الإعدام. وقالت: "سمعتها تصعد سلم المشنقة، وسمعت صوت باب الفتحة تحت قدميها يفتح وأدركت في تلك اللحظة أن كاثرين رحلت".
وتواصل الراهبة هذا العمل مع السجينات اللائي يواجهن الإعدام منذ 40 عاما وهي تعتقد أن ذلك جزء من دورها كراهبة.
اقرأ أيضا: تنفيذ حكم الإعدام الثاني عشر في أمريكا
وتقول: "إن السجينة التي تواجه عقوبة الإعدام تحتاج دعما ذهنيا وعاطفيا وروحيا، وأريد مساعدتها بجعلها تفهم أنه عندما تتوب وتطلب المغفرة ستذهب إلى مكان أفضل".
تأثير إيجابي
وبالنسبة للكثيرين فإن الصورة كانت ستختلف كثيرا دون وجود الأخت غيرارد.
وقالت والدة تاجر مخدرات، وهي سيدة مسنة تعمل في التنظيف ورفضت الكشف عن هويتها: "لقد كان للأخت غيرارد تأثير إيجابي على ابنها في أواخر حياته، فهي لم تغير موقفها منه ولم تستسلم".
وأضافت قائلة: "لقد أحدثت تغييرا كبيرا فيه، فقد تحول الغضب والرفض إلى قبول".
وتابعت: "إنها حنونة، ساندتني أنا أيضا عندما كنت حائرة لا أعلم ماذا أفعل؟ أو كيف يجب أن أشعر؟".