محللون أتراك: هل تفي روسيا بتعهداتها أم تناور مثل أمريكا؟

تثار تساؤلات في تركيا حول مدى جدية موسكو بالتعاون مع أنقرة في الشمال السوري، حيث قارن محللون أتراك الاتفاقات بين الجانبين بتلك التي جمعت البلاد والولايات المتحدة سابقا.

واتفق عدة مراقبين على اختلاف نهج روسيا بشأن الدوريات المشتركة في عدد من المناطق الحدودية، رغم وجود مخاوف بتكرار التجربة المتعثرة مع الولايات المتحدة، والتي دفعت أنقرة إلى إطلاق عملية "نبع السلام" العسكرية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وقال الكاتب التركي، حسن بارسي يالتشن، في مقال نشرته صحيفة "صباح" وترجمته "عربي21"، إن الدوريات المشتركة مع الروس بدأت تحتل أهمية كبيرة في حسابات أنقرة الأمنية.

وأشار "يالتشن" إلى أن ما حققته تركيا من خلال الدوريات المشتركة، أفضل من ذي قبل، مشددا على أن ذلك "لا يعني أن العملية قد تكون خالية من المشاكل"، مستشهدا بالتجارب السابقة مع الولايات المتحدة.

وأوضح أن واشنطن وأنقرة اتفقتا مرارا على إجراء دوريات مشتركة، بدءا بمدينة منبج ثم شرقي الفرات، ولكنها لم تحقق تقدما ملموسا من حيث تحقيق أمن تركيا ومنع من تصفهم بالإرهابيين من تعزيز سيطرتهم على المنطقة على حساب سكانها الأصليين.

اقرأ أيضا: "الدبلوماسية العسكرية" بين روسيا وتركيا بسوريا.. هذه آلياتها

وأضاف أن الولايات المتحدة كانت تطرح الفكرة بهدف إضاعة الوقت، ولم يكن هدفها محاربة الإرهاب أو سلامة وحدة الأراضي السورية.

وتساءل الكاتب عما إذا كانت ستفي روسيا بتعهداتها، لافتا إلى إمكانية تكرر ذات "التكتيك الإلهائي"، مضيفا أن التجربة مع موسكو قد تكون مختلفة بالنظر إلى نجاح المفاوضات بين الجانبين بشأن إدلب عدة مرات، مؤكدا أن الروس أظهروا انفتاحهم على المفاوضات بشكل مستمر.

وتابع أنه بنفس الإطار الذي حدث بإدلب، فالأمر ينطبق على شرق الفرات، لافتا إلى أن روسيا تعطي الأولوية دائما لسلامة وحدة الأراضي السورية، بخلاف الولايات المتحدة، كما أن موسكو لن تسعى للضغط على أنقرة بشكل مفرط، لأنها تخشى من احتمالية انهيار العملية برمتها، ولن يرغب أي من الطرفين بنسف ما تم تحقيقه من مكاسب.

لكن "يالتشن" أكد على ضرورة استعداد تركيا لكافة الاحتمالات، وسط رغبة روسية لتحقيق المزيد من المكاسب، مما يؤثر على المعادلة السورية بأسرها، كما أن الولايات المتحدة قد تعود في مرحلة ما إلى الساحة، وبفاعلية أكبر، رغم عدم ترجيحه ذلك.

وأشار إلى أن وجود توازن بين روسيا وأمريكا، وحفاظهما على ذلك، قد يخلق نتائج ترضي تركيا، موضحا أن الجانبين حذران للغاية، وبذلا جهودا كبيرة لتجنب الصدام.

بدوره قال الكاتب التركي، محرم ساري كايا، إن أكثر الإشكاليات بين تركيا والولايات المتحدة كانت تسيير الدوريات المشتركة بينهما في سوريا، على الرغم من خوضهما تجارب أخرى في بلدان أخرى، كأفغانستان، فضلا عن العديد من المناورات والعمليات المشتركة، ولكن ذلك لم يتحقق في المجال السوري.

وأضاف في مقال له على صحيفة "خبر ترك"، وترجمته "عربي21"، أن الولايات المتحدة التي شكلت التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، وباعتبارها راعية الوحدات الكردية المسلحة، منحتها الأراضي الممتدة من خط الرقة- دير الزور حتى الشمال، كما قامت بتدريبها وقامت بتحويل اسمها قوات سوريا الديمقراطية لتتجنب ردات فعل تركيا.

وأشار إلى أنه لم تظهر مشاكل مع القوات الروسية والنظام السوري التي سيطرت على منبج بعد الانسحاب الأمريكي من المدينة.

ولفت إلى أنه على الرغم من وجود صراعات بين المجموعات الموالية لروسيا وتركيا، فإن البلدين بتدخلاتهما يعملان على تخفيض التوتر.

وأضاف أنه من الجدير بالملاحظة، أن أنقرة لم تعلق بعد على الإعلان الروسي بسحب نحو 34 ألف مقاتلا من الوحدات الكردية المسلحة، والسبب بذلك بأن الأمر متروك لتقييم الدوريات المشتركة في الميدان.

وأشار الكاتب إلى أن التساؤل البارز يتعلق بشأن عدم انسحاب الوحدات الكردية المسلحة من نطاق ال30 كم، وبقيت في حدود ال10 كم، موضحا أن تركيا قد تطبق اتفاق إدلب مع تغيير الشخوص والمكان.

وأوضح أن تركيا ستتولى مهمة مراقبة عملية وقف إطلاق النار في إدلب، وروسيا ستسير الدوريات وفقا للتفاهم الذي تم التوصل إليه في سوتشي، وستقوم موسكو بتبليغ أنقرة عندما تثبت عدم انسحاب القوات المعارضة من المنطقة، وستواصل عملياتها العسكرية في تلك المناطق.

اقرأ أيضا: أردوغان يهدد بتوسيع المنطقة الآمنة بسوريا.. وينتقد واشنطن