هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لمراسلتها هيلين واريل، تتحدث فيه عن مقتل زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، وتقول فيه إن مقتله هو أمر رمزي ولن يجعل تنظيمه أقل خطورة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الرئيس دونالد ترامب وهو يعلن عن مقتل البغدادي اعتبر ذلك مرحلة مهمة في الأمن الدولي، وقال إن موت أبي بكر البغدادي جلب قاتلا متوحشا إلى العدالة، ما سيجعل العالم أكثر أمنا.
وتؤكد واريل أن مقتل البغدادي ضربة رمزية لجماعة إرهابية خسرت قوتها، مشيرة إلى أن التنظيم خسر في هذا العام آخر معاقله، الذي كان في منطقة شمال شرق سوريا.
وتنقل الصحيفة عن مدير شؤون الإرهاب في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، قوله: "لا نقوم بقتل زعيم منظمة إرهابية كل يوم، ومن منظور مكافحة الإرهاب الغربي فإن هذا تطور كبير".
ويستدرك التقرير بأن التخلص من زعيم جماعة قد لا يجعل من تنظيم خسر قائده أقل خطورة ولو على المدى القصير، لافتا إلى أن القوات الأمريكية تقدر عد المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة والمساعدين له وغيرهم الذين انتشروا في أنحاء سوريا والعراق، بما بين 14 ألفا إلى 30 ألف شخص.
وتفيد الكاتبة بأن دراسة أعدتها مؤسسة "راند" أشارت إلى أن ضرب قادة الجماعات الإرهابية قد يترك آثارا سلبية، ويشجع على عمليات انتقامية، فيما لفتت دراسة استند عليها المركز إلى أن التخلص من قادة الوسط في جماعة إرهابية قد يكون أكثر فعالية في منعها من تنظيم هجمات إرهابية.
وتقول الصحيفة إن مقتل البغدادي سيترك أثره على التنظيم، مشيرة إلى أن البغدادي ولد باسم إبراهيم عواد البدري، الذي قاتل الاحتلال الأمريكي، وتم سجنه لفترة قصيرة في سجن بوكا في جنوب العراق، وقام أثناء اعتقاله بالاتصال مع عناصر تنظيم القاعدة في العراق، وقام بعد الإفراج عنه بتشكيل تنظيم الدولة في العراق، وحصل على سمعة عندما قرر الانشقاق في عام 2013 عن تنظيم القاعدة وإنشاء تنظيمه الخاص وأصبح زعيمه.
ويلفت التقرير إلى أن قادة الوكالات الأمنية في العالم سيجدون أنفسهم أمام معضلة لفهم ما يعنيه مقتل البغدادي لمستقبل جماعته، مشيرا إلى أن ليستر قلل من أي تغيير في مسار الحركة على المدى القريب، وقال: "تنظيم الدولة بيروقراطي، ولديه خطة لكل شيء"، وأضاف: "هناك بالتأكيد قائمة لخلفاء محتملين، وسيتجاوز التنظيم هذا الأمر".
وتنوه واريل إلى أنه في الوقت الذي يمكن فيه لترامب وقادة الدول الغربية استخدام مقتل البغدادي ومضاعفة مكافحة الإرهاب، إلا أن ترامب كان واضحا بأن أولويته هي سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وتورد الصحيفة نقلا عن ليستر، قوله إن التنظيم وإن بدا ضعيفا إلا أنه سيواصل جهوده كالعادة، "حتى بمقتل البغدادي فستظل الخطة كما هي، عمليات سرية وخلايا شبه مستقلة"، وأضاف أن "هذا التنظيم يستفيد من الفرص كلما سنحت، ولن نشاهد ردا دراميا، سواء كان إيجابيا أو سلبيا على هذه الأخبار".
وبحسب التقرير، فإن خبراء الإرهاب يرون أن عدم وجود خليفة واضح للتنظيم قد يكون خطرا على المنطقة، مشيرا إلى قول مدير دراسات الأمن في المعهد الملكي للدراسات المتحدة، رفائيلو باونتوشي، بأن هناك فرصة لأن تقود وفاة البغدادي إلى نهاية التحالفات التي أقامها على الأرض، ما يعرض أمن التنظيم للخطر، ويكشف عن القادة البارزين.
وتنقل الكاتبة عن باونتوشي، قوله إن قادة التنظيم في العراق وسوريا ربما شعروا بأن اللحظة الحالية هي المناسبة لإظهار قوتهم، "فالتهديد من المعارضين قد يكون أسوأ في أعقاب هذه الحادثة، خاصة محاولة بعض الشباب القيام بعمل جريء لإثبات أحقيتهم بالقيادة"، وقد "يكون شخصا ملتزما بالجماعة، لكن لا علاقة له بها، ويعتقد أن هذه هي المرحلة المناسبة للقيام بعمل يعزز سمعته".
وتشير الصحيفة إلى أن هناك خطرا آخر نابعا من محاولة التنظيم طلب المساعدة من تنظيم القاعدة، رغم ما بينهما من خلافات وعداء، لافتة إلى أن البغدادي قام قبل وفاته بإنشاء علاقة مع زعيم في تنظيم القاعدة، فيما هناك إمكانية لمحاولة البعض مساعدة التنظيم، واستفادة تنظيم القاعدة من مقتل البغدادي وتقوية نفسه.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول ليستر إن مقتل البغدادي انتصار وإنجاز مهم، لكن هناك نتاجا لمقتله، وهو الغموض الذي سيأتي بعد ذلك، ومن سيقود التنظيم، وماذا يعني للتهديد الذي يمثله تنظيم الدولة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)