هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة إسرائيلية، عن العملية العسكرية التي نفذتها قوات أمريكية وأدت إلى تصفية زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، مؤكدة أن نهاية الزعيم لا تعني نهاية التنظيم.
وأوضحت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، في خبرها الرئيس الذي أعده إبراهام بن تسفي، أن "الرسالة المركزية التي تصدر عن تصفية البغدادي، على يد قوة أمريكية، أن هذه القوة العظمى الأمريكية لما زالت بعيدة عن فك الارتباط التام عن ساحة الشرق الأوسط".
ونوهت إلى أنه "رغم أن واشنطن سلمت بالتحول الذي طرأ في ميزان القوى في شمال سوريا، والذي جرى فورا مع قرار انسحابها من الجيب الكردي، ومع التعزز الإضافي في مكانة روسيا في هذه المنطقة، فالعملية الأمريكية في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا، تشكل إشارة واضحة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعتزم الخروج بالكامل عن المخطط الإسرائيلي الأولي الذي وضعه لنفسه مع دخوله للبيت الأبيض، والقائم على أساس مبدأ الكبح الموضعي، والتدخل العسكري بالحد الأدنى، ولكنه يركز جيدا على أهداف جوهرية مركزية".
وذكرت الصحيفة، أنه "في قلب هذه الأهداف، يوجد صراع لا هوادة فيه ضد الإرهاب العالمي، الذي يمثله اليوم في الأساس؛ إيران وداعش، وأمام هذه التحديات تواصل الإدارة العمل بحزم وبلا هوادة"، وفق قولها.
اقرأ أيضا: المخابرات العراقية تكشف دور مساعد البغدادي في اغتياله
وأضافت: "بالفعل، مع الحملة الجريئة للقوة الأمريكية الرامية إلى إطلاق رسالة تصميم واستعداد لاستخدام القوة في قلب المعقل الأساس لداعش حتى على خلفية الانسحاب الأمريكي من المنطقة، رابطت قوة أمريكية في شرق سوريا للدفاع عن حقول النفط".
وبينت أن "واشنطن تعزز في هذه الأيام وبشكل كبير من تواجدها العسكري في السعودية، في إشارة إلى طهران بأن الهيمنة الأمريكية في مواجهتها لا تعتزم على الاطلاق ترك الشرق الأوسط ومنطقة الخليج بخاصة، تحت رحمة هجماتها".
وأشارت إلى أنه "قبل سنة من الحسم في صناديق الاقتراع، وفي ذروة صراع داخلي عنيد ضد خصومه الديمقراطيين في مجلس النواب، يسعى البيت الأبيض للإيضاح، بأنه ليس في نيته الانسحاب بدون شروط وبدون تحفظ من الحاضر الدولي والانغلاق تماما خلف حدود القارة الأمريكية".
وتابعت: "لكن استخدام السوط العسكري ستكون له قيوده ولن يكون جزءا من عقيدة كبح شامل وعام، قد يجر أمريكا إلى ورطة أليمة وهدامة في مطارح أهميتها للأمن القومي تعد هامشية".
كما "تشهد تصريحات ترامب أمس، والتي بشر فيها بنجاح العملية بوضوح على تعريفه الضيق لميدان المواجهة الحالية، إذ أنه يقف أمام واقع عالمي معقد الخصومة فيه؛ باستثناء الدول والحركات التي تشكل دفيئة للإرهاب، هي نسبية وموضعية ولا تستبعد التعاون، وربما حتى الصفقات المتبادلة مع لاعبين مثل روسيا وتركيا، مثلما فهم من تصريحات ترامب نحو الكرملين ونحو أنقرة".
ونوهت "إسرائيل اليوم"، إلى أن "الأيام ستقول لنا؛ إذا كانت تعمقت بذلك أساسات التسوية العالمية الجديدة، التي أخذت في التبلور في السنوات الثلاثة الأخيرة".
وفي مقال بعنوان: "نهاية الزعيم ليست نهاية التنظيم" نشرته ذات الصحيفة لأستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب" إيال زيسر، أوضح أن "تصفية البغدادي تبشر بنهاية فصل آخر في الصراع المتواصل ضد الإرهاب، وليس نهاية الصراع؛ الذي سيستمر لسنوات طويلة بسبب طبيعة الإرهاب والتطرف، الذي يخلع ويرتدي أشكالا مختلفة".
اقرأ أيضا: WP: ما تأثير مقتل البغدادي على مستقبل تنظيم الدولة؟
وأضاف: "هكذا مثلما احتل البغدادي وتنظيمه مكان أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، فهي مسألة وقت فقطن حتى يقوم للبغدادي خلفاء يواصلون دربهم"، مرجحا أن تواصل منطقة الشرق الأوسط التي "تغرق في الفقر والاستغلال والأنظمة الدكتاتورية الفاسدة، إنتاج تنظيمات إرهابية".
ومع ذلك، رأى الخبير أن "تصفية البغدادي مبررة بل وضرورية، وتحمل رسالة هامة من المثابرة والتصميم لتسوية الحساب والردع، حتى لو احتاج هذا زمنا طويلا"، معتبرا أن "المشكلة، في رغبة إدارة ترامب ربط تصفية البغدادي بالانسحاب المرتقب للقوات الأمريكية من سوريا، بل وأن تبرر هذا الانسحاب بالادعاء بأن هدف التدخل الأمريكي في القتال في سوريا قد تحقق".
وقدر أن "التحدي الذي تواجهه المنطقة لا يقتصر فقط في داعش، فهناك في المنطقة تهديدات أكبر على الأمن والاستقرار، على رأسها طهران"، مضيفا: "بعد كل شيء، لم يكن تحت تصرف داعش جيش نظامي، سلاح جو، صواريخ متطورة، ولم يقف أبدا على شفا نيل قدرة نووية".
وزعم زيسر، أن "الرابحين الأكبر من تصفية البغدادي ليسوا الأكراد، بينما كل الآخرين بمن فيهم إيران، تركيا ونظام بشار الأسد؛ الذين بقوا في موقف المشاهدين"