هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استعرض كاتب إسرائيلي، أهم المصالح الأمنية والاستراتيجة مع الأردن، وذلك بعد مرور 25 عاما على اتفاق السلام بين الطرفين.
وقال الكاتب الإسرائيلي أريئيل كهانا
في تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" وترجمته "عربي21"، إنه
اتفاق السلام يكشف الكثير من إنجازاته، رغم أنه ما زال سلاما باردا، مضيفا أن
"الوضع القائم بين عمان وتل أبيب لا يدفع للتفاؤل، لكن مجالات التعاون
الثنائية تشير إلى أن السلام ما زال موجودا وباقيا".
وتابع كهانا: "نحيي في هذه
الأيام مرور ربع قرن على توقيع اتفاق السلام في وادي عربة، لكن التاريخ يعود بنا
52 عاما إلى الوراء، حين خسر الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر حرب الأيام
الستة في 1967، وفقد العرب القدس والضفة الغربية، وحينها فهم الملك حسين أن
إسرائيل موجودة بهذه المنطقة من أجل أن تبقى".
وأكد أن "العلاقات الأردنية
الإسرائيلية ازدادت وثوقا مع وصول أحداث أيلول الأسود عام 1970، حين أدرك الملك
آنذاك أن المنظمات الفلسطينية تعتبر عدوا مشتركا له ولإسرائيل معا، ما دفع بالجيش
الإسرائيلي لتهديد نظيره السوري، بمنعه من اجتياح الأردن، وتحولت من حينها إلى
جدار واقي للمملكة الهاشمية، ومنذ ذلك الوقت حرص الحسين وابنه عبد الله على تأمين
الهدوء الأمني الكامل على الحدود الأكثر طولا مع إسرائيل".
وأشار إلى أنه "في العام 1973
تطوع الملك حسين لتوفير معلومات أمنية استخبارية حساسة لإسرائيل، وهي عبارة عن
إنذار استراتيجي وتحذير جدي مفاده أن مصر وسوريا عازمتان على شن حرب على إسرائيل،
وبعد مرور 21 عاما على ذلك، وقع الحسين في 1994 مع إسحاق رابين على اتفاق السلام،
حيث تأملا أن يكون سلاما حارا حقيقيا، لا يكتفي فقط بإنهاء حالة الحرب، وقد تحققت
بعض هذه الآمال نسبيا".
اقرأ أيضا: أكبر حزب أردني يهاجم اتفاقية "وادي عربة" في ذكراها الـ25
وأوضح أن "الدولتين اللتين
تبادلتا السفراء مرتا بظروف قاسية وصعبة ومتوترة، فالشعب الأردني بعمومه يعتبر
معاديا لإسرائيل، ودأبت العائلة الهاشمية على مهاجمة تل أبيب، والملك الأردني الذي
يستطيع إقامة لقاءات سرية مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يتعمد إهانته علانية،
كما أن إسرائيل لديها من الأخطاء ما يكفيها خاصة في المجال الدعائي".
وأشار إلى أن "الصورة الشهيرة
التي جمعت نتنياهو مع حارس السفارة الإسرائيلية في عمان الذي قتل اثنين من
الأردنيين أضرت كثيرا بجيراننا الشرقيين، وتركت انطباعا سلبيا لدى الأردنيين تجاه
جيرانهم الإسرائيليين، مع العلم أن إسرائيل تمنح الأردن غطاء استراتيجيا تساعده في
التصدي لأي تهديدات خارجية، وتبيعه الغاز، وعشرة بالمئة من احتياجاته المائية
بأسعار رمزية".
وأضاف أن "إسرائيل توفر للأردن
طرقا برية لتصدير بضائعه إلى أوروبا عبر ميناء حيفا والمعابر الحدودية، فيما
يتوافق الأردنيون والإسرائيليون على جملة مهام مشتركة، ومنها تهدئة مخاوف
الفلسطينيين فيما يتعلق بالحرم القدسي، فيما يوفر الأردنيون عمقا استراتيجيا أمنيا
لإسرائيل، وهي المصلحة الوحيدة التي تقف عليها إسرائيل".
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن
"الملك الأردني يدرك أن أي تقارب علني مع إسرائيل سيجلب عليه انتقادات من
الداخل، بما قد يهدد استقرار كرسيه في العرش، وهو في ذروة مواجهته لسلسلة تبدأ ولا
تنتهي من التحديات الداخلية، ويبدو أنه يتنازل عن الصورة العلنية للتقارب مع
إسرائيل، صحيح أن الأخيرة تأمل بمزيد من التقارب مع عمان، وتحسين العلاقة معها،
لكنها تفهم جيرانها جيدا".
وختم بالقول إن "الفجوة القائمة
بين الأردنيين والإسرائيليين داخل الغرف المغلقة والتصريحات العلنية تبدو مقبولة
على كلا الجانبين، ومع ذلك فإنه محظور فقدان الأمل بين الجانبين، فلعل معجزة تحصل،
وفي الذكرى السنوية الخمسين لتوقيع الاتفاق، تكون الأجواء أفضل بين عمان وتل
أبيب".