هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طالب مسؤولان دوليان، الأربعاء، بإحالة الجرائم التي ارتكبها جيش ميانمار بحق مسلمي أقلية الروهينغيا في ولاية راخين (أراكان)، منذ آب/ أغسطس 2017، إلى المحكمة الجنائية الدولية، لضمان عدم تكرارها.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بنيويورك جمع "يانغي لي"، مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في ميانمار، و"مرزوقي داروسمان"، رئيس البعثة الدولية لتقصي الحقائق بشأن البلد الآسيوي.
وطالبت "يانغي لي"، المجتمع الدولي بإحالة جرائم جيش ميانمار بحق مسلمي الروهينغيا إلى المحكمة الجنائية الدولية، و"فرض عقوبات على الشركات المملوكة لجيش ميانمار، ولا سيما كبار قادة الجيش الضالعين بارتكاب الانتهاكات الجسيمة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ضد الأقلية المسلمة".
اقرأ أيضا: مهاتير: مسلمو أراكان يتعرضون لـ"إبادة".. ويطلب تدخلا أمميا
وتابعت: "لا يوجد تحسن ملحوظ في سجل حقوق الإنسان بميانمار منذ 2017، والتمييز ضد الأقليات الدينية مستمر بلا هوادة في راخين والعاصمة، حيث وضعت الحكومة أكثر من 128 ألف من الروهينغيا قيد الإقامة الجبرية بمعسكرات لا يغادرونها".
وأردفت يانغي لي: "27 قرية تمنع دخول المسلمين الروهينغيا إليها، وتصف نفسها بأنها خالية من المسلمين".
وأضافت: "قدمت اليوم إلى اللجنة الثالثة بالجمعية العامة للأمم المتحدة أحدث تقرير عن حالة حقوق الإنسان بميانمار، وأبلغت ممثلي الدول الأعضاء في اللجنة بأن إنهاء الإفلات من العقاب في ميانمار يظل هدفًا بعيد المنال".
واللجنة الثالثة هي إحدى لجان الجمعية العامة المكلفة بمناقشة الملفات الاجتماعية والإنسانية والثقافية وحقوق الإنسان بجميع أنحاء العالم.
ومضت "يانغي لي" قائلة: "ما زلت مصممًة على اعتقادي أنه من غير الآمن عودة اللاجئين الروهينيغا إلى ميانمار حتى تتم مواجهة الظروف التي أدت إلى طردهم".
وحذرت من أنه "في حالة عودتهم اليوم سيواجهون معاملة بشعة تنتهك جميع حقوقهم الأساسية بموجب القوانين الدولية لحقوق الإنسان".
فيما حذر رئيس البعثة الدولية لتقصي الحقائق، من "خطر تعرض أكثر من 600 ألف من المسلمين، الذين لا يزالون في ميانمار، لإبادة جماعية".
وقال "داروسمان"، إن "أوضاع الأقلية المسلمة في راخين ازدادت سوءًا مقارنة بالعامين الماضيين".
وأفاد بـ"استمرار التمييز والعزل وتقييد الحركة، وانعدام الأمن وإمكانية الوصول إلى الوظائف والتعليم والرعاية الصحية".
اقرأ أيضا: ميانمار تجبر الروهينغيا على قبول بطاقات هوية تحرمهم الجنسية
ودافع عن تقريره الذي قدم، الجمعة الماضي، إلى أعضاء الجمعية العامة، واتهم فيه قادة جيش ميانمار بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق مسلمي الروهينغيا.
وقال "داروسمان"، إن "مخاطر تكرار جرائم الإبادة الجماعية بحق مسلمي الروهينغيا مازالت قائمة، وإن لم نتمكن من إحالة الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية فيتعين النظر باتخاذ تدابير أخرى، بينها إنشاء محكمة دولية متخصصة، مثل المحاكم المخصصة للجرائم التي ارتكبت براوندا ويوغوسلافيا السابقة".
وشنت قوات الجيش والشرطة في ميانمار حملة عسكرية على مسلمي الروهينغيا في راخين، منذ 25 أغسطس/ آب 2017؛ فقتلت ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص، ودمرت أكثر من 37 ألف منزل للروهينغيا، وتسببت بنزوح جماعي لحوالي مليون شخص إلى بنغلادش المجاورة.