هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استضاف الإعلامي المصري، أسامة جاويش، الثلاثاء، الطالب البريطاني رالف شيلكوك، والطالب الأمريكي آرون بويم، اللذين تم اعتقالهما مؤخرا في مصر على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
وتحدث الطالبان في برنامج "نافذة على مصر"، المُذاع على شاشة قناة الحوار اللندنية، عن ملابسات اعتقالهما.
من جهته، قال الطالب البريطاني رالف شيلكوك، إنه كان "في مصر هذا العام للدراسة، فأنا طالب في جامعة أدنبرة، أدرس السياسة واللغة العربية، وكنت أدرس في الجامعة الأمريكية في القاهرة في مصر".
وأضاف:" كنت أقيم مع أحد الأصدقاء قريبا من ميدان التحرير، وقضيت تلك الليلة عنده. خرجنا من المنزل في حوالي الساعة الحادية عشرة ظهرا، ظننا أن الوضع سيكون آمنا في النهار، ولم تكن هناك مظاهرات. قررنا أن نخرج لإحضار الماء والطعام اللازم لذلك اليوم.
وفي طريق عودتنا، تم إيقافنا من قبل عناصر الشرطة الذين قاموا بتفتيش حقائبنا وهواتفنا المحمولة، وقاموا باعتقالي لمدة ساعتين. واعتقلوا صديقي آرون لمدة ساعتين أخريين وأخذوه، ولم يخبروني بما حصل له، وطلبوا مني العودة إلى المنزل، والمسارعة بالمغادرة".
ولفت إلى أن عناصر الشرطة لم يخبروه عن أسباب الاعتقال، لم يخبروه أي شيء عن ذلك أو عن أسباب اعتقال آرون، مضيفا: "لكننا اكتشفنا ذلك بأنفسنا؛ لأنهم كانوا يفتشون هاتف آرون، واكتشفوا أنه قد شارك مقالات تتناول المظاهرات في مصر مع بعض أفراد أسرته وأصدقائه، بينما لم يكن على هاتفي شيء من ذلك، ولهذا تم إطلاق سراحي، بينما أبقوا على آرون".
وأشار شيلكوك إلى أن فترة اعتقاله امتدت لوقت طويل، وتم إبلاغه خلالها أنه غير مسموح له بمغادرة الغرفة عندما كان في المستشفى.
وأردف:" بعد ساعتين، اتصلت بالسفارة؛ لأخبرهم عما حصل لآرون، حيث إنه أمريكي الجنسية. فدخل علينا عشرة أشخاص كلهم يعملون مع الشرطة. كانوا يلبسون ملابس سوداء، واحتجزوني في غرفة على انفراد، وهددوا بالاعتداء على جميع من في النزل إن قاموا بفعل شيء".
واستطرد قائلا: "بعد ذلك، قاموا بالتحقيق معي لساعتين أخريين بما يخص زملائي من أدنبرة، وعن أماكن سكنهم، ومعلوماتهم الشخصية، وأمور مشابهة".
ووجه رسالة إلى البريطانيين الذين يقومون بزيارة مصر كل عام، داعيا إياهم لتوخي "الحذر الشديد، وتجنب أي مظاهرة قد تسمع عنها أو أي تجمع لعناصر الشرطة. تأكد كذلك من خلو هاتفك المحمول
من أي مواد سياسية، وابق بعيدا قدر الإمكان".
من جهته، قال الطالب الأمريكي في جامعة أدنبرة البريطانية، آرون بويم، إنه قضى أربعة أيام في سجن مصري لإرساله مقالات إخبارية إلى أصدقائه حول ما كان يحدث في مصر وقت الاحتجاجات في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وأوضح أنه لم يتم إخباره مطلقا بالتهم الموجهة إليه، مضيفا: "لقد أوقفنا في منطقة طلعت حرب (في القاهرة)، حيث كنت مع وصديقي نشتري الطعام، وطلبوا منا أن نفتح هواتفنا، وفتشوا جميع تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي".
وأكمل: "قاموا باستجوابنا لمدة ساعتين تقريبا، وأخبروني أنهم يريدون الاستمرار في استجوابي لمدة ساعة أخرى، وعندما عصبوا عينيّ وضعوني في سيارة وأخذوني، لكنهم لم يخبروني أبدا ما سبب اعتقالي أو ما المشكلة التي أدت إلى ذلك. لم يكن هناك أي مبرر".
وتابع: "في النهاية، وبعد ثلاث ساعات من التحقيق، صرخوا في وجهي، وكرروا القول بأنني جاسوس، وأعمل لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وأني أعمل لدى MI6، وأن إعادة إرسال المقالات من ميدل إيست آي، وواشنطن بوست، وصحيفة النيويورك تايمز، لأصدقائي شكلت معلومات استخبارية".
وأردف: "لم يكن لدي سوى مقالات، حيث لا أقوم بنشر أي شيء آخر على وسائل التواصل الاجتماعي. كنت أناقش الوضع السياسي في مصر مع صديقتي في المملكة المتحدة، وهي طالبة معي في قسم اللغة العربية، وكانت مهتمة بما يحدث، وكنت أخبرها بآرائي، وبالوضع الذي أدى إلى الاحتجاجات، وأخبرتها عن محمد علي من مصادر قرأتها، إلا أن الاستخبارات لم يعجبها ذلك".
وقال: "لقد تم استجوابي لمدة 16 ساعة، بينما كنت معصوب العينين طوال الوقت، حتى أن السفارة واجهت صعوبة في العثور علي، رغم أنهم عرفوا بمكاني، على عكس الكثير من الذين قابلتهم في السجن. سفارتي علمت بمكاني؛ لأنني كنت محظوظا جدا، حيث أخبرهم رالف بذلك. وعلى الرغم من ذلك، فقد وجدوا مشقة في تحديد موقعي، المخابرات على ما يبدو لم تخبرهم أبدا بمكاني حتى اليوم الثالث من احتجازي".
ونوه إلى أنه "لم يُسمح لي مطلقا بالاتصال بأصدقائي أو بعائلتي في أي وقت من الأوقات، ولم يُسمح لأي شخص في السجن بالاتصال بأي جهة. عندما كنا نطلب منهم إجراء مكالمة هاتفية وإخطار سفارتنا وعائلاتنا يضحكون ويقولون: بعد عشر دقائق، ثم يعودون بعد مضي ذلك الوقت، ويقولون: بعد عشر دقائق أخرى، وهم يضحكون، ولا يسمحون بذلك أبدا".
وبسؤاله عما إذا كان قد تعرض لأي نوع من الاعتداء اللفظي أو البدني، أجاب: "أنا محظوظ جدا، حيث لم يعتد على جسديا. فأنا أعرف قضية جوليو ريجيني، وأعرف كيف يعاملون المصريين والعرب الآخرين في السجن، وقلبي مع إسراء عبد الفتاح وكل الرجال والنساء الشجعان، الذين عانوا الكثير على يد حكومتهم، وأنا أدعو لهم أن يتم إطلاق سراحهم".
وتابع:" بالنسبة للاعتداء اللفظي بالتأكيد، هم يلعبون بعقلك أثناء التحقيق. هذا هو بيت القصيد لتعصيب عينيك طوال الوقت. أحيانا كنت أسترق النظرات من جوانب عصابة العينين، وأرى محيطي بقدر ما أستطيع، ويمكنني أن أقول إنه لم يكن هناك أي نوافذ، ثم رأيت أنبوب بلاستيك عليه دماء، وفي الغرفة الرئيسية التي كان يتم فيها استجوابي هددوا بأن يرسلوني إلى سجن في سيناء، وكانوا يهددونني بأنني لن أترك مصر أبدا".
وأوضح أن أحد السجناء الذين كان معهم أخبره بأنه تعرض للصعق بالكهرباء، وكان يبدو عليه آثار الضرب، وأخبره رجل آخر أنه كان يسير بجوار غرفة، حيث رأى ستة أردنيين معلقين بالأصفاد بأنبوب في السقف، ويمكنك سماع الصراخ في المساء عندما تبدأ الحركة بين الرابعة والخامسة مساء، وهو الوقت الذي يخرجون فيه المعتقلين من سجونهم للاستجواب. كان الوقت في المساء هو وقت الاستجواب.
ووجه رسالة إلى الرئيس ترامب قائلا: "هذه ليست مزحة ولا مسألة تثير الضحك، هذه أرواح ناس. هذه نقطة تحول حقيقية في التاريخ في السياسة العالمية من منظور أمريكي. لا يمكن للغرب أن يرتكب الأخطاء ذاتها التي ارتكبها في عام 2011 بتهميش إرادة الناس. لدينا خيار، إما أن نبقى صامتين ونصبح متواطئين في مقتل الآلاف، أو أن نتحدث علانية ضد هذه الأنظمة الفاسدة، وأنا أعرف جيدا في أي جانب أريد أن أكون".