هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية، إن الاكتتاب الأولي لشركة أرامكو النفطية السعودية "محكوم عليه بالفشل".
ونشرت الصحيفة تقريرا، تحت عنوان "الطرح الأولي لأسهم أرامكو السعودية العملاقة يبدو أنه محكوم عليه بالفشل"، قالت فيه إن مبلغ تريليوني دولار الذي تتوقعه السعودية كتقييم لإجمالي أسهم الشركة يبدو بعيد المنال في ظل الظروف العالمية الراهنة.
وأوضحت الصحيفة، أن الشركة تسعى لطرح نسبة من أسهمها في السوق المحلية بشكل مبدئي لكن جهودها منيت بضربة كبيرة قبل أسابيع بعدما تعرضت منشآت تابعة لها شرق المملكة لقصف أوقف تدفق نحو ستة ملايين برميل يوميا من إنتاجها بما يعادل 6 بالمئة من الإنتاج اليومي العالمي.
وأضافت: "رغم أن المملكة تجنبت قفزة في أسعار الوقود على مستوى العالم بعد الهجوم بسبب مخزونها الاحتياطي واستجابتها السريعة في إصلاح الأضرار، إلا أن ذلك كله أثر سلبا على أرامكو التي يرغب مالكو أسهمها في التأكد من تأمين أصولها قبل الشراء عند طرح الأسهم في الأسواق".
وتعتبر الصحيفة أن هذه مشكلة عويصة بالنسبة للشركة التي طالما اتسمت بالسرية الشديدة وهو ما لا يتناسب في الغالب مع متطلبات من يرغبون عادة في شراء أسهم شركات عملاقة بهذا الحجم لأنهم يبحثون على إدارة تعمل بشفافية.
وأشارت إلى أن الشركة قدمت لمحة لمن يفكرون في شراء أسهمها بإعلان أرباحها نصف السنوية المتوقعة قبل شهرين والتي تقدر بنحو 50 مليار دولار وهو ما يجعلها وبفارق كبير أكثر شركة على وجه الأرض درا للأرباح.
وأمس الخميس، كشف مصدران مطلعان لرويترز، عن تأجيل الطرح العام الأولي لشركة أرامكو، لحين طمأنة المستثمرين عبر عرض نتائج أعمالهم أولا في فترة ما بعد الهجوم الذي تعرضت له الشركة مؤخرا.
وقال المصدران المطلعان، إن الشركة أرجأت الإطلاق المزمع لطرحها العام الأولي، على أمل أن تعزز نتائج أعمالها المنتظرة للربع الثالث، ثقة المستثمرين في أكبر شركة نفط في العالم.
وكان من المتوقع، أن تعلن أرامكو خططا الأسبوع القادم لطرح حصة تتراوح بين واحد واثنين بالمئة في البورصة السعودية، في ما كان سيمثل أحد أكبر الطروحات العامة على الإطلاق، بقيمة تصل إلى 20 مليار دولار.
لكن المصدرين اللذين اشترطا عدم نشر اسميهما، قالا إنه بعد هجمات في 14 أيلول/سبتمبر على منشأتي بقيق وخريص التابعتين لأرامكو، التي تسببت في توقف نصف إنتاجها من الخام مؤقتا، فإن أكبر مُصدر للنفط في العالم يرغب في طمأنة المستثمرين عبر عرض نتائج أعماله أولا عن تلك الفترة.
وقال أحد المصدرين: "هم يريدون عمل كل ما في وسعهم للوصول إلى القيمة المستهدفة. ونتائج قوية بعد الهجوم ستجعلهم في وضع أقوى".
وأكد المصدر الثاني تأجيل الطرح، وأنه حاليا لم يتم تحديد موعد جديد للإدراج، ولا يعلم أي من المصدرين الموعد المرجح لنشر نتائج الربع الثالث.
أقرأ أيضا: ما هي المخاوف التي تراود المستثمرين حول اكتتاب أرامكو؟
وقالت أرامكو في بيان لها إن "الشركة تواصل الانخراط مع المساهمين بشأن أنشطة التجهيز للطرح العام الأولي. الشركة مستعدة والتوقيت سيعتمد على ظروف السوق وعلى اختيار المساهمين للموعد".
ونقلا عن مصادر مطلعة على الطرح العام الأولي في 24 أيلول/سبتمبر فإن من المستبعد أن يتم الطرح هذا العام في ضوء الهجمات.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز، التي أوردت في البداية نبأ إرجاء الطرح العام أمس الخميس، عن مصدر قوله إن الإدراج تأجل "لأسابيع".
واحتمالية أن تبيع أرامكو جزءا من الشركة جعل "وول ستريت" على أحر من الجمر منذ أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للمرة الأولى عن الأمر قبل ثلاث سنوات.
لكن رغبته في تقييم الشركة عند تريليوني دولار، ظلت دوما محل تساؤل من جانب بعض الخبراء الماليين وفي القطاع الذين أشاروا إلى أن الدول تسرع وتيرة مساع للتحول بعيدا عن الوقود الأحفوري لكبح الاحتباس الحراري، ما يفرض ضغطا على أسعار النفط ويقوض قيمة حقوق الملكية للمنتجين.
ثم جاء هجوم أيلول/سبتمبر، الذي أوقف في البداية 5.7 مليون برميل يوميا من الإنتاج، أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية.
ويصر مسؤولون تنفيذيون في "أرامكو" منذ الهجمات على أنها لن تؤثر على خطط إدراج الشركة.
وجرى النظر إلى استعادة كامل إنتاج النفط، التي أعلنها وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر، والتي جاءت بوتيرة أسرع من المتوقع، على أنها تعزز صورة الشركة.
وقال المصدر الثاني: "التوجه الرسمي هو أن نتائج الربع الثالث جيدة جدا، لذا هم يرغبون في تزويد المحللين بأحدث المعلومات وتسويق الطرح العام الأولي بعد أرقام الربع الثالث".
وأوقفت أرامكو خططا لإدراج دولي ضخم لنحو خمسة بالمئة من أسهمها في العام الماضي في ظل جدل بشأن موقع الإدراج العالمي، لكن المحادثات استؤنفت هذا الصيف.
وتلقت المسألة قوة دفع من تعيين ياسر الرميان، وهو حليف مقرب من ولي العهد الأمير محمد وعمل في وقت سابق بقطاع بنوك الاستثمار، رئيسا لمجلس إدارة أرامكو. وجرى منح مجموعة من البنوك أدوارا لترتيب الإدراج.
ويرى المستثمرون السعوديون الطرح العام الأولي فرصة لامتلاك جزء من درة تاج المملكة، وفرصة أيضا لإظهار النزعة الوطنية بعد الهجوم.