هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عادت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لتهاجم الجنوب الليبي من جديد، وتحديدا مدينة مرزق، وسط تساؤلات عن الأهداف الحقيقية وراء تلك الهجمات المتكررة، وعلاقتها بالعملية المستمرة على العاصمة الليبية طرابلس.
وشهدت المدينة اشتباكات بين ما تسمى كتيبة خالد بن الوليد التابعة لقوات حفتر، وقوة حماية الجنوب التابعة لحكومة الوفاق، الثلاثاء، بعد اقتحام نفذته الأولى.
وبينما قالت مصادر محلية مقربة من حفتر إن قواته سيطرت على أجزاء من المدينة، إلا أن مصدرا من التبو في مرزق نفى لـ"عربي21" صحة هذه الأنباء، مؤكدا أن كتيبة "خالد بن الوليد" التابعة لحفتر تتمركز حاليا في إحدى مناطق المدينة بناء على اتفاق مع سكان تلك المنطقة، قائلا: "لا معنى لما تعلنه قوات حفتر من سيطرتها على المدينة.. هذا ليس صحيحا".
الخبير العسكري عادل عبد الكافي علق على محاولات قوات حفتر السيطرة على المدينة التي تقع في أقصى الجنوب الليبي، وتحتوي على أحد أهم حقول النفط، لافتا إلى أنه (حفتر)، يلعب بورقة الفوضى وإذكاء الصراع في مرزق.
وقال، إن حفتر يرتبط بصلة مباشرة مع عناصر تتبع تنظيم الدولة تنشط في مناطق الصراع الجنوبية والوسطى، مشيرا في هذا الصدد إلى أن قوات أفريكوم نفذت الشهر الماضي 4 ضربات جوية ضد عناصر التنظيم في محيط مدينتي مرزق وسبها، وترتب عليه مقتل 43 عنصرا.
اقرأ أيضا: بعد أزمة "مرزق".. من يسيطر على الجنوب الليبي؟
ولفت في حديث لـ"عربي21" إلى أن حفتر دأب على دعم التنظيم، بهدف استخدامه كورقة لإثارة الفوضى والصراعات في البلاد.
وأضاف: "حفتر سعى في أكثر من مرة لخلق صراع قبلى بمرزق والمناطق الجنوبية، ما دعا التبو إلى الانتباه لهذه المحاولات لزرع الفتنة، وهو ما دفعهم إلى رفض عدوانه على طرابلس".
وحول المساعي الاقتصادية من وراء محاولاته السيطرة على الجنوب لفت عبد الكافي إلى أن حفتر يسعى للسيطرة على حوض مرزق المتواجد به حقلا الشرارة والفيل اللذان يضخان ثلث إنتاج ليبيا من النفط، مشيرا إلى أن افتعال صراع قبلي هناك، وتحريك عناصر تنظيم الدولة من أجل إحداث الفوضى، يسهل السيطرة على الحقول النفطية، وهي نفس الاستراتيجية التي استخدمها في السيطرة على مناطق الهلال النفطي.
وتابع: "حفتر يسعى للسيطرة على أهم موارد الدولة، لتصبح ورقة مساومة في أى محفل سياسي خصوصا مع قرب مؤتمر برلين وهزيمته الساحقة في المنطقة الغربية".
وكانت قوات حفتر أعلنت منتصف العام الماضي سيطرتها الكاملة على منطقة الهلال النفطي، بعد أن طردت قوات حرس المنشآت النفطية منها، وتمتد المنطقة على مساحة تقدر بنحو 250 كم من بنغازي شرقًا إلى سرت غربًا.
وتحتوي منطقة الهلال النفطي على نحو 80% من احتياطي النفط الليبي، الذي يتم تصديره للخارج عبر الموانئ الأربعة الأهم: الزويتينة، والبريقة، ورأس لانوف، والسدرة، الأمر الذي أكسبها أهمية سياسية كبرى لمن يحكم سيطرته عليها.
اقرأ أيضا: ناشط من التبو يكشف.. هذا ما تريده أبو ظبي من "مرزق"
يذكر أن التركيبة السكانية لمرزق تتكون من مجموعات عرقية متنوعة، أبرزها التبو علاوة على مجموعات إثنية أخرى، تعيش جميعها في تفاهم وسلام دون نزاع أو مشاكل" بحسب الناشط علي التباوي الذي تحدث سابقا لـ"عربي21" ، قائلا إن المدينة تتبع إداريا للحكومة المركزية في طرابلس، وتدين لها بالولاء، مشيرا إلى أن مرزق تخضع حاليا لسيطرة مجموعات مسلحة صغيرة من التبو، مناوئة لحفتر، فيما تعاني الجهات والمؤسسات الأمنية الرسمية كمديرية الأمن انقساما بين الشرق والغرب، حالها حال باقي مدن الجنوب.
وعن موقف سكان المدينة من هجوم حفتر على طرابلس قال: "التبو لديهم قناعة بأن حفتر متورط في انتشار الجريمة في المدينة، ودعم الجماعات المتطرفة، ونشر الفوضى في البلاد، ولذلك فإن الأغلبية تعتبر هجوم حفتر على طرابلس تمردا من مجرم حرب على السلطة، ومحاولة سيطرة بالقوة وفرض واقع ونظام عسكري، ذلك أن المدينة تدرك جيداً خطورة ما ينفذه حفتر على وحدة ليبيا".