هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن
"الدرس الإسرائيلي من القرار الأمريكي بخذلان الأكراد، والتخلي عنهم وهم يواجهون
مصيرهم متعدد الأشكال، ينطلق من أن أي خطوة تتخذها الإدارة الأمريكية في الشرق
الأوسط تترك تأثيراتها على إسرائيل، وتلزمها بخطوات مقابلة، خاصة تجاه الدول
العربية المعتدلة".
وقال عكيفا ألدار في مقال
له على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21": "أهمية الأمر أن الشراكة
الاستراتيجية بين إسرائيل وهذه الدول من شأنه أن يسرع بإيجاد حل للقضية الفلسطينية
بطرق دبلوماسية، بعيدا عن الولايات المتحدة".
وأضاف أنه "من
الصعب تحديد من الأكثر مفاجأة: قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالنسبة
لإسرائيل، أم حجم المفاجأة الإسرائيلية منها، والأخطر من ذلك السياسة الخارجية
الشرق أوسطية لترامب، رغم أن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية باع للرأي
العام الإسرائيلي بضاعة مفادها أن هناك علاقة رومانسية مع ساكن البيت الأبيض تخدم
إسرائيل".
وأشار ألدار، الكاتب
المخضرم، والرئيس السابق لمكتب صحيفة هآرتس بواشنطن، أن "نتنياهو يقدر عاليا
ترامب بوصفه الصديق الأكثر حميمية لإسرائيل في البيت الأبيض، بغض النظر عن قراره
بخيانة الأكراد، وخذلانهم بتركهم يواجهون مصيرهم المحتوم أمام الأتراك، على اعتبار
أن نتنياهو أعلن أن إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها بنفسها، ولكن طالما أن الأمر
كذلك، فلماذا يسعى لإبرام حلف عسكري مع واشنطن؟".
وأوضح الكاتب، المصنف
ضمن قائمة المحللين الأكثر تأثيرا في العالم، أن "كل طالب علاقات دولية يعلم أن العلاقات المميزة بين إسرائيل والولايات المتحدة تعتبر عنصرا أساسيا في قوة
الردع الإسرائيلية، وحماية حدودها الخارجية، وبالتالي فإن إسرائيل تتمتع طوال عقود
طويلة بفرضية مفادها أن إعلان الحرب عليها يعني محاربة الولايات المتحدة، وهذه
الفرضية تعتبر حجر الزاوية في الأمن القومي لإسرائيل".
إقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي يدعو لضرب الجيش التركي من أجل حماية "الأكراد"
وتساءل مؤلف كتاب
"المستوطنون ودولة إسرائيل"، الذي حاز على مبيعات فائقة، وتمت ترجمته
إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والعربية: "كيف يمكن إقناع
البيئة المحيطة بإسرائيل بجدوى ضبط النفس للولايات المتحدة تجاه الهجمات الإيرانية
على السعودية وأمريكا ذاتها؟".
وأضاف أن "كلام
ترامب الخطير ينبغي أن يخيف إسرائيل حين قال إننا أهدرنا أموالا كثير لمساعدة
الأكراد، لأنه إذا كان الرئيس الأقوى في العالم يتحدث عن دعم الحلفاء بمنطق
التبذير وإهدار الأموال، فإن الدعم الأمريكي لإسرائيل ومصر والأردن يعتبر إهدارا
كذلك وتبذيرا للأموال الأمريكية".
وأكد أن "سلسلة
الأحداث الأخيرة في المنطقة أثارت قلق نتنياهو وجهاز الموساد ممثلا برئيسه المقرب
منه يوسي كوهين، بالتزامن مع العملية العسكرية التركية ضد الأكراد، فقد فوجئت المنظومة الأمنية الإسرائيلية من الضربات الإيرانية الأخيرة تجاه المنشآت النفطية
السعودية، خاصة مستوى الدقة المتناهية، ما استدعى طلب موازنات إضافية بمليارات
الشواكل، رغم المزاعم السائدة بأن الجيش مستعد لكل سيناريو وتهديد: هجوميا أم
دفاعيا".
وأضاف أن "القلق
الإسرائيلي من تبعات الأحداث الإقليمية وسخونتها، عقب إخفاقها الأمني الكبير، دفعت
بالبروفيسور عوزي إيفن أحد مؤسسي مفاعل ديمونا النووي للإعلان صراحة أننا بتنا
مكشوفين عمليا لأي ضربة مشابهة لما تعرضت له السعودية، ما يتطلب توفير المزيد من
الحماية للمفاعل، فضلا عن وقف الأعمال فيه، رغم أنه يعتبر القوة الردعية الأهم
لإسرائيل في المنطقة، وفي حال استهدافه فستكون الأضرار غير محتملة".
وختم بالقول إننا
"أمام رئيس أمريكي يأتي وآخر يذهب، ولكن يبقى الدعم الأمريكي لإسرائيل باق
وقائما، ومع ذلك فليس هناك من تقدير بأن الرئيس الأمريكي في أي حرب إسرائيلية
قادمة سيرسل لها جسرا، كما فعل الرئيس الأسبق ريتشاد نيكسون في حرب 1973، وليس
هناك رئيس سيعيد ما قام به الرئيس الأسبق جيمي كارتر بالتوسط لإقامة سلام بين
إسرائيل والدول العربية، ودائما ستكون المفاجآت في العلاقات الأمريكية
الإسرائيلية".