هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشهد واشنطن زوبعة تصريحات وتبادل اتهامات بين قادة الحزب الديمقراطي والرئيس الجمهوري دونالد ترامب، تصاعدت بعد نشر البيت الأبيض، الأربعاء، ملخصا لنص مكالمة الأخير مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وأثبت الملخص أن ترامب حث زيلينسكي على التحقيق في ممارسات "جو بايدن"، أحد أبرز منافسيه المحتملين للرئاسة العام المقبل، وابنه "هانتر"، الذي يعمل بشركة غاز أوكرانية، كانت تحوم حولها شبهات فساد قبل سنوات.
واعتبر ترامب أن الكشف يثبت أنه لم يمارس أي ضغوط على نظيره الأوكراني، متسائلا عما إذا كان الديمقراطيون "سيعتذرون"، إزاء عزمهم المضي بإجراءات المساءلة في إطار قانون العزل من الرئاسة، بتهمة "إساءة استخدام السلطة".
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) September 25, 2019
إلا أن الديمقراطيين اعتبروا أن الملخص أثبت طلب ترامب فتح تحقيق من دولة أجنبية بقضية أغلقت قبل سنوات، في ظل منافسة سياسية، وبعد إصداره أمرا بتجميد مساعدات أقرها الكونغرس بنحو 400 مليون دولار من واشنطن لكييف، ما اعتبروه "ابتزازا" وإساءة استخدام للسلطة لحسابات سياسية شخصية.
تعليق "بايدن"
"بايدن"، الذي يعد أبرز مرشحي الحزب الديمقراطي لمواجهة مساعي ترامب الاحتفاظ بمنصبه لفترة رئاسية ثانية، اعتبر أن الرئيس الجمهوري "عرّض الأمن القومي الأمريكي للخطر"، عندما طلب من نظيره الأوكراني فتح التحقيق.
وقال بايدن، في بيان نشره على حسابه بتويتر، إن ترامب لم يعرض الأمن القومي للخطر فحسب، بل شن "هجوما مباشرا على استقلالية وزارة العدل".
وأضاف أن الرئيس "وضع السياسة الشخصية" فوق مصالح الأمن القومي الأمريكي، من خلال التماس مساعدة زعيم أجنبي في الإضرار بأحد منافسيه السياسيين.
اقرأ أيضا: ما هي "فضيحة أوكرانيا" وما مدى خطورتها على ترامب؟
يشار إلى أن بايدن كان نائبا للرئيس السابق، باراك أوباما، بين عامي 2009 و2017.
بدوره، قال آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، إن نص المكالمة "يعكس إدانة لم يتصورها أحد".
وأضاف، في خطاب متلفز: "محاولة ترامب الحصول على مساعدة دولة أجنبية في حملته (الرئاسية) خيانة أساسية للقسم الرئاسي".
وأشار "شيف" إلى أن ما أقدم عليه ترامب خلال المكالمة الهاتفية يعد "تداخلا بين مصالح الرئيس والأمن القومي للولايات المتحدة".
من جانبها، قالت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب إن الكشف يؤكد ضرورة فتح تحقيق لبدء إجراءات رسمية لعزل ترامب.
اقرأ أيضا: ترامب ونظيره الأوكراني يعلقان على "طلب التحقيق مع بايدن"
وأضافت بيلوسي في بيان: "بينما يُتوقع أن يتحدث ترامب أو أي رئيس أمريكي آخر مع قادة أجانب كجزء من عملهم، فإن الجانب الذي ليس من عمله هو أن يستخدم (الرئيس الأمريكي) أموال دافعي الضرائب للتواصل مع دول أخرى بشكل يفيد حملته الانتخابية".
وتابعت: "إن الرئيس لا يعلم مدى ثقل كلماته ولا يعبأ بالأخلاقيات أو مسؤولياته الدستورية".
هجوم ترامب المضاد
فضل ترامب مواجهة تصريحات الديمقراطيين بهجوم مضاد، إذ جدد اتهامه لبايدن وابنه بالفساد.
وأكد ترامب، في تغريدة، أنه يدعم شفافية كاملة في القضية، لكنه أصر في الوقت نفسه على أن يشمل ذلك "ملايين الدولارات" التي أخذها المرشح الديمقراطي البارز وابنه من أوكرانيا والصين، بحسبه.
وقال: "لقد أبلغت زعيم الحزب الجمهوري (في مجلس النواب) كيفن مكارثي، وجميع الجمهوريين بمجلس النواب أنني أؤيد تأييدا تاما الشفافية بشأن ما يسمى معلومات المخبر (بشأن أوكرانيا)".
وأضاف: "ولكن أصر أيضا على الشفافية من جو بايدن وابنه هنتر بشأن ملايين الدولارات التي تم سحبها بسرعة وسهولة من أوكرانيا والصين".
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك ، أطلب الشفافية من الديمقراطيين الذين ذهبوا إلى أوكرانيا وحاولوا إجبار الرئيس الجديد (فولوديمير زيلينسكي) على فعل الأشياء التي يريدونها عبر التهديد السياسي".
وتفجرت مؤخرا فضيحة ممارسة ترامب ضغوطا على "زيلينسكي"، مستغلا سلطاته، لتحريك قضية في كييف ضد "بايدن"، أبرز منافسيه الديمقراطيين على رئاسة الولايات المتحدة العام المقبل، وابنه "هانتر"، الذي يعمل في شركة أوكرانية لإنتاج الغاز الطبيعي منذ عام 2014، والتي كانت تخضع لتحقيقات بشبهات فساد قبل أعوام.
اقرأ أيضا: هكذا يجري عزل الرئيس الأمريكي.. ما واقعية حدوثه لترامب؟